شرح قول المصنف : وقوله : ( فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه ) حفظ
الشيخ : يقول وقوله : (( فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ )) نكمل البحث (( فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ )) الفاء هنا ويش موقعها من الإعراب ؟
(( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ )) واقعة في جواب الشرط يعني إذا ارتددتم عن دين الله فإن ذلك لا يضر الله شيئا (( فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ )) وهذا كقوله (( وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَيْرَكُمْ ثُمَّ لا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ )) فكل من ارتد عن دين الله فإن الله لا يعبأ به لأن الله تعالى غني عنه بل يزيله ويأتي بخير منه (( وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَيْرَكُمْ ثُمَّ لا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ )) بل يكونوا خيرا منكم (( مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ )) بدلا منهم (( يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ )) وإذا كانوا يحبون الله ويحبهم الله فسوف يقومون بطاعته .
(( أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ )) أمام المؤمنين أذلة يخفضون أجنحتهم للمؤمنين ويلينون لهم ويتطامنون لهم ومع الكفار أعزة أقوياء لا يظهرون الذل أمام الكافر أبدا، وقد علمنا الرسول عليه الصلاة والسلام كيف نعمل الكافر بالعزة فقال : ( لا تبدؤوا اليهود والنصارى بالسلام وإذا لقيتموهم في طريق فاضطروهم إلى أضيقه ) فإذا لاقاكم اليهود والنصارى لو كانوا ألفا وأنتم عشرة تقول والله وخروا عن الجمع يا جماعة وخروا وخورا عن الجمع وسعوا لهم كذا نقول ؟ لا نشق هذا الجمع حتى نضطرهم إلى أضيق الطريق نريهم العز لا بأنفسنا لأننا نحن بشر وهم بشر لكن بدييننا حتى يتبين لهم أن دين الإسلام هو الظاهر وأن المتمسك به هو العزيز لا نريهم الذلة .
(( أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لائِمٍ )) يجاهدون في سبيل الله من ؟ كل من قام ضد دين الله من كافر وفاسق وملحد ومارق يجاهدونه وكل إنسان يعطونه من السلاح ما يليق به فمن قاتلهم بالحديد والنار قاتلوه بالحديد والنار ومن قاتلهم بالجدال والخصوم الكلامي جادلوه بمثل ذلك فهم يجاهدون في الله بكل نوع من أنواع الجهاد (( وَلا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لائِمٍ )) ما يقول والله إذا فعلنا هذا ترى الناس ينقدون علينا نعم يقول ويش هذا المطوع ويش هذا المتشدد ويش هذا الذي فيه ؟ لا يخافون لومة لائم يقولون الحق ولو كان مرا ولو على أنفسهم .
لكنهم يستعملون الحكمة في هذا الجهاد ويرومون الوصول إلى الغاية ويجعلون السبب في المرتية الثانية فإذا رأوا أن الدعوة تستوجب التأخر في بعض الأمور تأخروا، إذا رأوا أن الدعوة تقتضي اللين في بعض الأحوال استعملوا اللين لأنهم يريدون إيش ؟ يريدون الوصول إلى غاية معينة والوسيلة حسب ما تقتضيه الحال أعرفتم .
ثم قال الله تعالى : (( ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ )) طيب .