شرح قول المصنف :وقوله : ( وهو الغفور الودود ) حفظ
الشيخ : وقوله : (( وَهُوَ الْغَفُورُ الْوَدُودُ )) .
(( الْغَفُورُ )) تقدم معناه كثيرا الساتر لذنوب عباده المتجاوز عنها .
(( الْوَدُودُ )) مأخوذ من الود والود خالص المحبة طيب وهي فعول بمعنى فاعل أو بمعنى مفعول ها كلاهما إذا ودود بمعنى واد، وبمعنى مودود لأنه عز وجل محب ومحبوب .
(( فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ )) كيف نقدر ودود على يحبهم ؟ على واد ولا مودود ؟ واد (( ويحبونه )) مودود إذا فالله عز وجل واد ومودود سبحانه وتعالى واد لأوليائه، وأولياؤه يودونه يحبونه يحبون الوصول إليه يحبون الوصول إلى جنته ورضوانه فهو عز واد ومودود، وأتمنى لو أن المؤلف أضاف آية ثالثة في المحبة وهي الخلة لقوله تعالى : (( وَاتَّخَذَ اللَّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلاً )) والخليل هو من كان في أعلى المحبة، أعلى أنواع المحبة الخلة لأن الخليل هو الذي وصل حبه إلى سويداء القلب وتخلل مجاري عروقه نعم هذا الخليل ما فوقه شيء ما فوق الخلة شيء من أنواع المحبة أبدا عرفتم .
يقول الشاعر لمعشوقته :
" قد تخللت مسلك الروح مني *** وبذا سمي الخليل خليلاً "
نعم عرفتم، النبي عليه الصلاة والسلام يحب أصحابه ؟ كلهم لكن ما اتخذ واحدا منهم خليلا أبدا ما اتخذ واحدا خليلا قال النبي عليه الصلاة وهو يخطب الناس : ( لو كنت متخذاً من أمتي خليلاً لاتخذت أبا بكر ) الله أكبر إذا أبو بكر هو أحب الناس إليه لكن لم يصل إلى درجة الخلة لأن الرسول عليه الصلاة والسلام لم يتخذ أحدا خليلا لكن إخوة الإسلام ومودته وأما الخلة فهي بينه وبين ربه قال النبي عليه الصلاة والسلام : ( إن الله اتخذني خليلاً كما اتخذ إبراهيم خليلاً ) عرفتم أقول ليت المؤلف أتى بهذا .
الخلة لا نعلم أنها ثبتت لأحد من البشر إلا لاثنين فقط من هما ؟ إبراهيم ومحمد وهذه الخلة صفة من صفات الله عز وجل لأنها أعلى أنواع المحبة وهي توقيفية لا يجوز أن نثبت لأحد من البشر أنه خليل الله إلا بدليل لا موسى ولا عيسى ولا نوح ولا إسماعيل ولا إسحاق ولا غيرهم ما نقول أنهم أخلاء لله ولكن نقول هذان الرسولان الكريمان إبراهيم ومحمد عليهما الصلاة والسلام وعلى إخوانهم من المرسلين والنبيين هذان خليلان لله عز وجل ومن سواهما لا نعلم هذه آية المحبة نضيفها علما لا كتابة لا تكتبوها .
(( وَاتَّخَذَ اللَّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلاً )) وهذه الآية هي التي استشهد بها من قتل الجعد بن درهم، الجعد بن درهم رأس المعطلة الجهمية أول ما أنكر قال " إن الله لم يتخذ إبراهيم خليلا ولم يكلم موسى تكليما " فماذا حصل ؟ قتله خالد بن عبد الله القسري رحمه الله خرج به موثقا في يوم عيد الأضحى وخطب الناس وقال " أيها الناس ضحوا تقبل الله ضحاياكم فإني مضح بالجعد بن درهم لأنه زعم أن الله لم يتخذ إبراهيم خليلا ولم يكلم موسى تكليما ثم نزل فذبحه "، نعم فيقول ابن القيم في ذلك :
" ولأجل ذا ضحى بجعد خالد *** القسري يوم ذبائح القربان
إذ قال إبراهيم ليس خليله *** كلا ولا موسى الكليم الداني
شكر الضحية كل صاحب سنة *** لله درك من أخي قربان "

صحيح ولا الله هذه الضحية التي نرجو الله المثوبة عليها نعم على كل حال الأن نقول : إن لدينا محبة وود ويش بعد ؟ وخلة.
المحبة والود مطلقة والخلة خاصة بإبراهيم ومحمد ويأتي إن شاء الله البحث فيها من حيث كونها صفة لله ومن حيث الأمور المسلكية والمنهجية .
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين :
من عقيدة أهل السنة والجماعة إثبات المحبة بين الله وبين العبد أي أن الله يحب ويحب فما هو الدليل على ذلك ؟
الطالب : (( فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ )) .
الشيخ : صح (( فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ )) إذا فالمحبة ثابتة بين الإنسان وبين ربه من الجانبين الله يحب ويحب .
طيب هل يثبت الود بين الله وبين الخلق عبد الرحمن ؟ ها .
الطالب : نعم قوله تعالى (( وهو الغفور الودود )) .
الشيخ : قوله تعالى : (( وهو الغفور الودود )) ما وجه إثبات الود بين الله وبين الخلق من هذه الآية ؟
الطالب : الله سبحانه وتعالى يود المؤمنين والمؤمنين أيضا يحبونه .
الشيخ : يودون الله .
الطالب : يودونه .
الشيخ : بناء على أن كلمة الودود بمعنى .
الطالب : الودود بمعنى فعيل بمعنى فاعل .
الشيخ : ما هي بفعيل هي .
الطالب : قصدي ودود فعول من صيغة .
الشيخ : بمعنى فاعل ومفعول كذا طيب ما معنى الود ؟
الطالب : الودود زيادة على المحبة شدة المحبة .
الشيخ : لا وليد بدر خالص المحبة هكذا قالوا طيب هل هناك وصف ثالث في المحبة ؟
الطالب : الخلة .
الشيخ : الخلة .
الطالب : وهي أعلى أنواع المحبة .
الشيخ : دليلها ؟
الطالب : قال تعالى (( واتخذ الله إبراهيم خليلا )) .
الشيخ : خليلا وهل ثبتت الخلة لغير إبراهيم ؟
الطالب : لم تثبت إلا لإبراهيم ولمحمد صلى الله عليه وسلم .
الشيخ : إذا ثبتت لمحمد الدليل ؟
الطالب : قال الرسول صلى الله عليه وسلم : ( إن الله اتخذني خليلا ) .
الشيخ : ( إن الله اتخذني خليلا كما تخذ إبراهيم خليلا ) طيب .
الخلة أعلى أنواع المحبة فإذا قال قائل عرفنا الأدلة السمعية على ثبوت المحبة فما هي الأدلة العقلية ؟ ونحن كما قلنا من قبل يجب أن يكون اعتمادنا في الأمور الغيبية على أي شيء ؟ على الأدلة السمعية لكن لا مانع أن نستدل بأدلة عقلية لإلزام من أنكر أن تكون المحبة ثابتة بالأدلة العقلية مثل من ؟ الأشاعرة والمعتزلة تقول ما يمكن أن تثبت المحبة بين الله وبين العبد أبدا العقل لا يدل عليها وكل ما لا يدل عليه العقل فإنه يجب أن ننزه الله عنه نعم نسأل الله العافية.
طيب نحن نقول : لا مانع أن نثبت المحبة بالأدلة العقلية لا تقريرا لها وتثبيتا لأن هذا ثبت عندنا بالأدلة السمعية لكن احتجاجا على من أنكر ثبوتها بالعقل فنقول :
إثابة الطائعين بالجنات والنصر والتأييد وغير ذلك هل يدل على المحبة أو على الكراهة أو على السلب لا محبة ولا كراهة ؟ على المحبة بلا شك ونحن نشاهد بأعيننا ونسمع بآذاننا عمن سبق وعمن لحق أن الله سبحانه وتعالى أيد من أيد من عباده المؤمنين ونصرهم وأثابهم وهل هذا إلا دليل على المحبة ؟ الجواب : بلى هو دليل على المحبة طيب .
بحث ثالث في الموضوع الأدلة السمعية والأدلة العقلية بحث ثالث : كيف ينال الإنسان محبة الله عز وجل ؟ وهذه هي التي كل إنسان يطلبها كيف أنال محبة الله ؟ ويش لون أحب الله ؟ المحبة عبارة عن أمر فطري يكون في الإنسان ما يملكه ولهذا قال الرسول عليه الصلاة والسلام في العدل بين الزوجات ( هذا قسمي فيما أملك، فلا تلمني فيما لا أملك ) أنت ما تستطيع أن تحب إنسان وأنت تكره ولا لا ؟ فكيف يجلب الإنسان المحبة لله عز وجل ؟ الجواب : لها أسباب كثيرة :
منها : أن ينظر الإنسان من الذي خلقه ؟ ومن الذي أمده بالنعم منذ دخلت فيه الروح بل من قبل إلى ساعته هذه من هو ؟ الله، من الذي أجرى إليك الدم في عروقك قبل أن تنزل إلى الأرض إلا الله عز وجل ؟ من الذي دفع عنك النقم التي انعقدت أسبابها وكثيرا ما تشاهدها بعينك آفات ونقم تهلكك فيرفعها عنك إلا الله عز وجل ؟ إذا هذا لا شك أنه يجلب المحبة ولهذا ورد في الأثر " أحبوا الله لما يغذوكم به من النعم " أعتقد لو أن أحدا أهدى إليك هدية قلم رصاص قيمته نصف ريال تحبه ولا لا ؟ تحبه ولهذا تهادوا تحابوا إذا كان كذلك فأنت انظر نعمة الله عليك النعم الكثيرة العظيمة التي ما تحصيها تحب الله عرفت .
ولهذا أحيانا إذا جاءت النعمة وأنت في حاجة شديدة إليها تجد قلبك ينشرح وتحب الذي أسداها إليك بخلاف النعم الدائمة فإن الإنسان يعني يقسو قلبه لكن المتجددة يجد لها لذة يحب الله من أجلها فأنت تذكر هذه النعم التي أعطاك الله وتذكر أيضا أن الله فضلك على كثير من عباده المؤمنين إن كان الله منّ عليك بالعلم فقد فضلك بالعلم أو بالمال فقد فضلك بالمال أو بالأهل فقد فضلك بالأهل أو بالقوت فقد فضلك بالقوت وما من نعمة إلا وتحتها ما هو دونها فأنت إذا رأيت هذه النعمة العظيمة شكرت الله فأحببته هذه واحدة .
ثانيا : محبة ما يحبه الله ومن يحبه الله محبة ما يحبه الله من الأعمال القولية والفعلية والقلبية تحب الذي يحبه الله هذا يجعلك تحب الله لأن الله يجازيك على هذا أن يضع محبته في قلبك (( قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي )) ويش الجواب ؟ (( يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ )) فتحب الله أنت إذا قمت بما يحب، كذلك تحب من يحب والفرق بينهما ظاهر الأخيرة منين ؟ تحب من يحب من الأشخاص الأول من الأعمال لأننا أتينا بما التي لغير العاقل من الأعمال والأماكن والأزمان هذه من للعاقل من الأشخاص تحب النبي عليه الصلاة والسلام تحب إبراهيم الخليل تحب موسى عيسى وغيرهم من الأنبياء تحب الصديقين كأبي بكر نعم والشهداء وغير ذلك ممن يحبهم الله هذا يجلب لك محبة الله وهو أيضا من آثار محبة الله شوف كيف هذا ها صار سببا وأثرا محبة من يحبه الله سبب وأثر .
سبب أنك تحب الله لأنك تحب أحبابه وهو أيضا أثر من آثار محبة الله لأنك ما أحببت هؤلاء إلا في الله إلا بحبك لله فهذا أيضا من أسباب محبة الله عز وجل .
ثالثا من أسباب محبة الله : كثرة ذكره إنك دائما على بالك الله عز وجل حتى تكون كلما شاهدت شيئا استدللت به عليه عز وجل حتى يكون قلبك دائما مشغولا بالله معرضا عما سواه هذا يجلب لك المحبة محبة الله سبحانه وتعالى .
هذه الأسباب الثلاثة هي عندي في الوقت الحاضر التي استحضرتها الآن من أقوى أسباب محبة الله عز وجل .
أما البحث الثالث في الآيات هذه فالبحث الثالث ما هي الآثار المسلكية التي يستلزمها ما ذكر ؟ نقول لنستمع :
أولا : قوله (( وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ )) ويش يستلزم ؟ أن نحسن أن نحرص على الإحسان لأن الله يحبه وكل شيء يحبه الله فإننا نحرص عليه .
(( وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ )) إيش الإقساط يعني العدل شوف كيف الآن تعدل سلوكنا ههذ الآيتين تعدل سلوكنا إلى العدل والإحسان ضد ذلك الجور والإساءة إذا علمنا أن العدل والإحسان من أسباب محبة الله فإن الجور والإساءة من أسباب بغض الله وكراهته نبتعد عنها .
كذلك أيضا (( إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ )) أيضا يوجب لنا ذلك أن نتقي الله عز وجل لا نتقي المخلوقين بحيث إذا كان عندنا من نستحي منهم من الناس تركنا المعاصي وإذا لم يكن عندنا أحد فعلنا المعاصي هذه ما هي تقوى التقوى أن تتقي الله عز وجل ولا يهمك الناس أصلح ما بينك وبين الله يصلح لله ما بينك وبين الناس انظر للإنسان يا أخي انظر إلى الشيء الذي بينك وبين ربك ولا يهمك (( إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا )) افعل ما يقتضيه الشرع وستكون لك العاقبة .
طيب أيضا يقول : (( إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ )) الله أكبر يحب التوابين ويش تستوجب لذي ؟ أن أكثر التوبة إلى الله عز وجل أكثر أن أقول أتوب إلى الله أو أكثر أن أرجع إلى الله عز وجل بقلبي وقالبي ها ؟ الثاني مجرد قول اللسان أتوب إلى الله هذا قد لا ينفع لكن تستحضر وأنت تقول أتوب إلى الله أن بين يديك معاصي ترجع إلى الله منها وتتوب حتى تنال بذلك محبة الله عرفت والإنسان عندما يقول في صلاته رب اغفر لي وارحمني وعندما يقول اللهم إني ظلمت نفسي ظلما كثيرا في التشهد يستحضر أول ما يستحضر إسائته في تلك الصلاة نفسها هل نحن أقمنا الصلاة التي نحن نصليها الآن مثلا نعم قد وقد لكن لا شك أننا فعلنا فيها نقصا نعم فأنت تستحضر إنك في نفس العمل اللي الآن أنت تستغفر الله وأنت متلبس به قد أسأت فيه وحينئذ تنتفع من الاستغفار ومن التوبة .
(( الْمُتَطَهِّرِينَ )) الله أكبر إذا غسلت ثوبك من النجاسة تحس بأن الله يحبك ولا لا ؟ لأن الله يحب المتطهرين هذه إذا أحسست بأن الله يحبك ستحب الله عز وجل إذا توضأت تحس بأن الله أحبك لأنك تطهرت إذا اغتسلت تحس أن الله أحبك لأن الله يحب المتطهرين وين حنا من هذه المعاني ؟
والله إننا لغافلون عنها نعم جدا غافلين عنها أكثر ما نستعمل الطهارة من النجاسة أو من الأحداث لأنها شرط لصحة الصلاة خوفا من أن تفسد صلاتنا لكن هل نحن نشعر بأن هذا قربة وسبب لمحبة الله لنا ؟ نعم أنا أحدثكم عن نفسي هذا يغيب عني كثيرا وأنا أقول إن هذا غفلة منا لو كنا نستحضر عندما يغسل الإنسان نقطة بول أصابت ثوبه أن ذلك يجلب محبة الله له ها لحصلنا خيرا كثيرا لكننا في غفلة نعم .
طيب عندنا (( إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ )) أيضا هذا يستوجب أن نحرص غاية الحرص على من ؟ على أي شيء ؟ على اتباع النبي صلى الله عليه وسلم بحيث نترسّم طريقه لا نخرج منه ولا نقصر عنه هل شعورنا هذا يحمينا من البدع ؟ نعم يحمينا من البدعة ؟ يحمينا من التقصير ؟ نعم يحمينا من الزيادة والغلو ؟ نعم لو أننا نشعر بهذه الأمور شوف كيف يكون سلوكنا وآدابنا وأخلاقنا وعباداتنا .
طيب يقول : (( فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ )) (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ )) نحذر به من أي شيء ؟ من الردة عن الإسلام التي منها ترك الصلاة مثلا فإذا علمنا أن الله يهددنا بأننا إن ارتددنا عن ديننا أهلكنا الله وأتى بقوم يحبهم ويحبونه يقومون بواجبهم نحو ربهم .
(( إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفّاً كَأَنَّهُمْ بُنْيَانٌ مَرْصُوصٌ )) إذا آمنا بهذه المحبة فعلنا هذه الأسباب الخمسة التي تستلزمها وتستوجبها القتال وعدم التواني الإخلاص بأن يكون في سبيل الله أن يشد بعضنا بعضا كأننا بنيان أن نحكم الرابطة بيننا إحكاما قويا كالبنيان المرصوص نعم أن نصفّ وهذا يقتضي التساوي حسا حتى لا تختلف القلوب وهو مما يؤكد الإلفة والإنسان إذا شاف واحد عن يمينه وواحد على يساره يقوى على الإقدام ولا لا ؟ يقوى لكن لو يصير وحده واحد وراه واحد عن قدامه واحد عن يمبنه بعيد واحد عن يساره تتشتت همته طيب الآن ننتقل إلى بحث جديد ففهمنا الآن في هذه الآيات أربعة مباحث :
إثباتها بالأدلة السمعية إثبات المحبة بالأدلة السمعية .إثباتها بالأدلة العقلية .
أسباب جلبها نعم .
الآثار المسلكية في الإيمان بها وإثباتها .
أما أهل البدع والعياذ بالله الذين أنكروها فليس عندهم إلا حجة واهية جدا يقولون :
أولا : أن العقل لا يدل عليها هذه واحد .
ثانيا : أن المحبة إنما تكون بين اثنين متجانسين ما تكون بين رب ومخلوق أبدا تكون بين اثنين متجانسين مخلوقات لا بأس ونحن نرد عليهم فنقول :
نجيبكم عن الأول أن العقل لم يدل عليها بجوابين : أحدهما : بالتسليم .
والثاني : بالمنع .
التسليم : يعني نقول السلام عليكم ؟ نسلم لهم إيش ؟ نقول العقل ما دل عليها نقول : سلمنا أن العقل ما دل عليها أي المحبة فالسمع دل عليها والسمع دليل قائم بنفسه الله عز وجل يقول في القرآن (( وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَاناً لِكُلِّ شَيْءٍ )) تصدقون بهذا ولا لا ؟ يصدقون إذا كان تبيانا فهو دليل قائم برأسه أصل برأسه فقد دل عليه السمع " وانتفاء الدليل المعين لا يلزم منه انتفاء المدلول المعين " لأن المدلول قد يكون له أدلة متعددة سواء الحسيات أو المعنويات ولا لا ؟