شرح قول المصنف :وقوله : ( رضي الله عنهم ورضوا عنه ) حفظ
الشيخ : ثم قال المؤلف رحمه الله قال : (( رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ )) هذه آيات الرضى فالله سبحانه وتعالى موصوف بالرضى وهو يرضى عن العمل ويرضى عن العامل، يعني رضى الله عز وجل متعلق بالعمل وبالعامل : أما بالعمل فمثل قوله تعالى : (( وَإِنْ تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ )) أي يرض الشكر لكم وكما في قوله تعالى : (( وَرَضِيتُ لَكُمُ الأِسْلامَ دِيناً ))، وكما في الحديث الصحيح : ( إن الله يرضى لكم ثلاثاً، ويكره لكم ثلاثاً ) هذا الرضى متعلق بماذا ؟ بالعمل، ويتعلق الرضى أيضا بالعامل مثل هذه الآية التي ساقها المؤلف (( رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ))
طيب رضى الله عنهم صفة ثابتة لله عز وجل وهي في نفسه وليست شيئا منفصلا عنه كما يدعيه أهل التعطيل فهي شيء في نفسه تبارك وتعالى .
ولو قال لك قائل : فسر لي الرضى لم تتمكن من تفسيره لأن الرضى صفة في الإنسان غريزية والغرائز لا يمكن لاحد أن يفسرها بأجلى وأوضح من لفظها كما قلنا فسر المحبة ما تقدر، لا تقدر فنقول الرضى صفة في الله عز وجل صفة في الله تتعلق بالعمل وتتعلق بالعامل وهي صفة حقيقية متعلقة بمشيئته فهي من الصفات الفعلية يرضى عن المؤمنين وعن المتقين وعن المطيعين وعن الشاكرين، ولا يرضى عن القوم الكافرين ولا يرضى عن القوم الفاسقين ولا يرضى عن المنافقين فهو سبحانه وتعالى يرضى عن أناس ولا يرضى عن أناس، ويرضى أعمالا ويكره أعمالا.
طيب هل للرضى دليل سمعي ؟ نعم الدليل (( رضي الله عنهم )) وعن العمل (( وإن تشكروا يرضه لكم )) .
هل له دليل عقلي ؟ نعم له دليل عقلي كونه عز وجل يثيب الطائعين ويجزيهم على أعمالهم وطاعاتهم يدل على الرضى ولا على الكراهة ؟ يدل على الرضى وعلى هذا فيكون الدليلان السمعي والعقلي كلاهما دلا على ثبوت الرضى لله عز وجل فإن قلت استدلالك بالمثوبة على رضى الله عز وجل قد تنازع فيه لأن الله سبحانه وتعالى قد يعطي الفاسق من النعم أكثر مما يعطي الشاكر ولا لا ؟ طيب هذا إيراد قوي ولكن الجواب عنه أن يقال : إعطاؤه الفاسق المقيم على معصيته استدراج كما قال تعالى : (( وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنَا سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِنْ حَيْثُ لا يَعْلَمُونَ وَأُمْلِي لَهُمْ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ )) وقال النبي عليه الصلاة والسلام : ( إن الله ليملي للظالم حتى إذا أخذه، لم يفلته وتلا قوله تعالى (( وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ )) )، وقال تعالى : (( فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً فَإِذَا هُمْ مُبْلِسُونَ فَقُطِعَ دَابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ )) .
أما إذا جاءت المثوبة والإنسان مقيم على طاعة الله فإننا نعرف أن ذلك صادر عن رضى الله عنه لقوله تعالى : (( وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ )) فدل هذا على أنه إذا فتحت البركات من السماء والأرض مع استقامة العبد على طاعة الله كان ذلك دليلا على رضا الله عز وجل طيب (( ورضوا عنه )) رضوا عن الله بماذا رضوا عنه ؟ رضوا عنه بعدة أمور :
رضوا عنه بما شرع لهم من الأحكام التكليفية فلم يكرهوا شرائع الله ولم يستثقلوها ولم يتباطؤوا بها بل كانوا يسارعون إليها ويرون أنها من نعمة الله عليهم.
رضوا بأحكام الله القدرية فالإنسان ليس في سراء دائما بل يوم يسر ويوم يساء فهم راضون بالأحكام القدرية كما قال النبي عليه الصلاة والسلام : ( عجبا لأمر المؤمن إن امره كله خير إن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له وإن أصابته سراء شكر فكان خيرا له ) فهم راضون بأحكام الله الكونية كما هم راضون بأحكامه الشرعية .
ثالثا : راضون عن الله بأحكامه الجزائية لأن أحكام الله الجزائية بالنسبة لهؤلاء دائرة بين الفضل والعدل وأيها أغلب ؟ الفضل بالنسبة للمؤمن حتى إنه يقرر المؤمن يا فهد بذنوبه حتى إذا أقره بها قال : ( قد سترتها عليك في الدنيا وانا أغفرها لك اليوم ) فهم راضون عن الله سبحانه وتعالى بأحكامه الشرعية والثاني الكونية والثالث الجزائية ليس في قلوبهم أي كراهة لما وقع من الله عز وجل بل هم راضون به أتم الرضا .
طيب ماذا يقول أهل التعطيل في هذه الصفة ؟
يقولون : لا نثبت أن الله يرضى نعم يرضى عنه لكنه لا يرضى لماذا ؟ قال لأن الرضى من الصفات العارضة الحادثة ولا يمكن أن تقوم بالله لأن الحوادث لا تقوم إلا بحادث والله عز وجل أول ليس قبله شيء كيف تقوم بالله الحوادث شلون بالأول غير راضي ثم يصير راضي ما يصير هذا، هذه إنما تكون للحادث المخلوق وأيضا فإن الرضا عرض يعني صفة عرضية طارئة والعرض لا يقوم إلا بجسم والأجسام متماثلة ولا يمكن أن يتصف الله بالرضا طيب إذا ما معنى رضا الله الله أثبت لنفسه الرضا هل تنكرونه ؟ قال لا لكننا نؤوله فنقول (( رضي الله عنهم )) أي أثابهم شوف يفسرون الصفة بلازمها أو بأثرها أثباهم ويش المانع ؟ قال علّمناكم ويش المانع عقل لا يمكن فبماذا نجيبهم ؟ نجيبهم بما سبق المنع ويش بعد ؟ والتسليم نقول : هب أن العقل لا يدل على ذلك لكنه لا يمنعه وسنبين لكم أنه لا يمنعه فإذا كان العقل لم يدل عليه فالسمع قد دل عليه كذا .
ثم نقول : إن العقل قد دل عليه لأن إثابة الله للطائعين يدل على أنه راض عنهم ولهذا لو أن أحدا أعطى ابنه شيئا من الدراهم أو الكسوة لعده الناس علامة على إيش ؟ على الرضا ولو مسكت واحد من الناس وقمت تضربه بها العصا نعم يتلوى على ظهره عصا صوت تضربه ضرب عظيم ليش الله يهديك شلون تضربه قال لأني راض عنك يصلح هذا ولا لا ؟ ما يصح هذا أبدا لكن لو تعطيه أشياء هدايا وغيرها على فعل فعله لقيل إن هذا الرجل إيش ؟ راض عنهم فمثوبة الطائعين تدل بلا شك على رضا الله عنه (( لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ )) (( وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ )) فهذا يدل هذا الثواب دليل على ثبوت الرضا أما أن تفسروا الرضى بالثواب أي بأثره فهذا خطأ .
ثم نقول لهم : قولكم إن الرضى حادث بعد أن لم يكن ما الذي يمنع ان يكون الله عز وجل لكمال تصرفه في ملكه يرضى عن أقوام ويسخط أقواما ويرضى عن الشخص في حال ويسخط عليه في حال أخرى ما المانع وهل هذا إلا من كمال ربوبيته أن يكون فعالا لما يريد فهذا لا شك أنه من كمال ربوبيته وكماله عز وجل .
ثم قولكم : إن الحوادث لا تقوم إلا بحادث ليس بصواب لأننا نرى أن الحوادث لا يلزم منها مقارنة المحدث انتبه الحوادث لا يلزم منها مقارنة المحدث ويش معنى هذا ؟ يعني أنا مثلا الآن أنا حادث لا شك أفعالي حادثة هل يلزم من هذه الحادثة أن تقارنني إذا كان لا يلزم فإذا لا يلزم من قيام الحوادث بالله أن يكون هو محدثا أو حادثا لا يلزم لأن الحوادث لا يشترط فيها مقارنة إيش ؟ المحدث بل المحدث سابق على حوادثه يعني أن ما أحدثه أنا أنا سابق عليه لم تقارني أفعالي لم تقارني كذلك أفعال الله من الرضى والغضب والسخط وغيرها لا يلزم أن تكون مقارنة لله وعليه فيمكن أن تكون حادثة بعد أن لم تكن وقولكم أيضا إنها عرض والعرض لا يقوم إلا بجسم هذا غير صحيح فالأعراض تقوم بغير الأجسام يقال ليل طويل وشتاء بارد ومرض مزمن أو شديد فتوصف هذه الأشياء مع أنها ليست أجساما وبهذا تبين أن كل تعاليلهم عليلة بل ميتة ما لها وجه .
وأنا دائما والحمد لله كلما فكرت في هؤلاء أقول كيف يكون هذا العقل ؟ كيف يدعون أن هذا هو العقل بمثل هذه العلل الواهية وإذا شئتم ارجعوا إلى كتبهم وشوفوا عليها هي هذه العلل اللي هم يعللون بها في كتبهم ومع ذلك يدعون أنهم هم أصحاب العقول وأن السلف بمنزلة العجائز والشيوخ والأطفال ما عندهم معقول ثم أهل التفويض يقولون السلف ما عندهم لا معقول ولا منقول لأن النصوص عندهم غير معلومة فسلبوا عن السلف العلم بأسماء الله وصفاته والعقل نسأل الله العافية .
طيب قال : وقوله : (( فَلَمَّا آسَفُونَا انْتَقَمْنَا مِنْهُمْ )) .
الطالب : (( ومن يقتل مؤمنا ))
الشيخ : كيف نعم .
طيب رضى الله عنهم صفة ثابتة لله عز وجل وهي في نفسه وليست شيئا منفصلا عنه كما يدعيه أهل التعطيل فهي شيء في نفسه تبارك وتعالى .
ولو قال لك قائل : فسر لي الرضى لم تتمكن من تفسيره لأن الرضى صفة في الإنسان غريزية والغرائز لا يمكن لاحد أن يفسرها بأجلى وأوضح من لفظها كما قلنا فسر المحبة ما تقدر، لا تقدر فنقول الرضى صفة في الله عز وجل صفة في الله تتعلق بالعمل وتتعلق بالعامل وهي صفة حقيقية متعلقة بمشيئته فهي من الصفات الفعلية يرضى عن المؤمنين وعن المتقين وعن المطيعين وعن الشاكرين، ولا يرضى عن القوم الكافرين ولا يرضى عن القوم الفاسقين ولا يرضى عن المنافقين فهو سبحانه وتعالى يرضى عن أناس ولا يرضى عن أناس، ويرضى أعمالا ويكره أعمالا.
طيب هل للرضى دليل سمعي ؟ نعم الدليل (( رضي الله عنهم )) وعن العمل (( وإن تشكروا يرضه لكم )) .
هل له دليل عقلي ؟ نعم له دليل عقلي كونه عز وجل يثيب الطائعين ويجزيهم على أعمالهم وطاعاتهم يدل على الرضى ولا على الكراهة ؟ يدل على الرضى وعلى هذا فيكون الدليلان السمعي والعقلي كلاهما دلا على ثبوت الرضى لله عز وجل فإن قلت استدلالك بالمثوبة على رضى الله عز وجل قد تنازع فيه لأن الله سبحانه وتعالى قد يعطي الفاسق من النعم أكثر مما يعطي الشاكر ولا لا ؟ طيب هذا إيراد قوي ولكن الجواب عنه أن يقال : إعطاؤه الفاسق المقيم على معصيته استدراج كما قال تعالى : (( وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِنَا سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِنْ حَيْثُ لا يَعْلَمُونَ وَأُمْلِي لَهُمْ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ )) وقال النبي عليه الصلاة والسلام : ( إن الله ليملي للظالم حتى إذا أخذه، لم يفلته وتلا قوله تعالى (( وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ )) )، وقال تعالى : (( فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً فَإِذَا هُمْ مُبْلِسُونَ فَقُطِعَ دَابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ )) .
أما إذا جاءت المثوبة والإنسان مقيم على طاعة الله فإننا نعرف أن ذلك صادر عن رضى الله عنه لقوله تعالى : (( وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ )) فدل هذا على أنه إذا فتحت البركات من السماء والأرض مع استقامة العبد على طاعة الله كان ذلك دليلا على رضا الله عز وجل طيب (( ورضوا عنه )) رضوا عن الله بماذا رضوا عنه ؟ رضوا عنه بعدة أمور :
رضوا عنه بما شرع لهم من الأحكام التكليفية فلم يكرهوا شرائع الله ولم يستثقلوها ولم يتباطؤوا بها بل كانوا يسارعون إليها ويرون أنها من نعمة الله عليهم.
رضوا بأحكام الله القدرية فالإنسان ليس في سراء دائما بل يوم يسر ويوم يساء فهم راضون بالأحكام القدرية كما قال النبي عليه الصلاة والسلام : ( عجبا لأمر المؤمن إن امره كله خير إن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له وإن أصابته سراء شكر فكان خيرا له ) فهم راضون بأحكام الله الكونية كما هم راضون بأحكامه الشرعية .
ثالثا : راضون عن الله بأحكامه الجزائية لأن أحكام الله الجزائية بالنسبة لهؤلاء دائرة بين الفضل والعدل وأيها أغلب ؟ الفضل بالنسبة للمؤمن حتى إنه يقرر المؤمن يا فهد بذنوبه حتى إذا أقره بها قال : ( قد سترتها عليك في الدنيا وانا أغفرها لك اليوم ) فهم راضون عن الله سبحانه وتعالى بأحكامه الشرعية والثاني الكونية والثالث الجزائية ليس في قلوبهم أي كراهة لما وقع من الله عز وجل بل هم راضون به أتم الرضا .
طيب ماذا يقول أهل التعطيل في هذه الصفة ؟
يقولون : لا نثبت أن الله يرضى نعم يرضى عنه لكنه لا يرضى لماذا ؟ قال لأن الرضى من الصفات العارضة الحادثة ولا يمكن أن تقوم بالله لأن الحوادث لا تقوم إلا بحادث والله عز وجل أول ليس قبله شيء كيف تقوم بالله الحوادث شلون بالأول غير راضي ثم يصير راضي ما يصير هذا، هذه إنما تكون للحادث المخلوق وأيضا فإن الرضا عرض يعني صفة عرضية طارئة والعرض لا يقوم إلا بجسم والأجسام متماثلة ولا يمكن أن يتصف الله بالرضا طيب إذا ما معنى رضا الله الله أثبت لنفسه الرضا هل تنكرونه ؟ قال لا لكننا نؤوله فنقول (( رضي الله عنهم )) أي أثابهم شوف يفسرون الصفة بلازمها أو بأثرها أثباهم ويش المانع ؟ قال علّمناكم ويش المانع عقل لا يمكن فبماذا نجيبهم ؟ نجيبهم بما سبق المنع ويش بعد ؟ والتسليم نقول : هب أن العقل لا يدل على ذلك لكنه لا يمنعه وسنبين لكم أنه لا يمنعه فإذا كان العقل لم يدل عليه فالسمع قد دل عليه كذا .
ثم نقول : إن العقل قد دل عليه لأن إثابة الله للطائعين يدل على أنه راض عنهم ولهذا لو أن أحدا أعطى ابنه شيئا من الدراهم أو الكسوة لعده الناس علامة على إيش ؟ على الرضا ولو مسكت واحد من الناس وقمت تضربه بها العصا نعم يتلوى على ظهره عصا صوت تضربه ضرب عظيم ليش الله يهديك شلون تضربه قال لأني راض عنك يصلح هذا ولا لا ؟ ما يصح هذا أبدا لكن لو تعطيه أشياء هدايا وغيرها على فعل فعله لقيل إن هذا الرجل إيش ؟ راض عنهم فمثوبة الطائعين تدل بلا شك على رضا الله عنه (( لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ )) (( وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ )) فهذا يدل هذا الثواب دليل على ثبوت الرضا أما أن تفسروا الرضى بالثواب أي بأثره فهذا خطأ .
ثم نقول لهم : قولكم إن الرضى حادث بعد أن لم يكن ما الذي يمنع ان يكون الله عز وجل لكمال تصرفه في ملكه يرضى عن أقوام ويسخط أقواما ويرضى عن الشخص في حال ويسخط عليه في حال أخرى ما المانع وهل هذا إلا من كمال ربوبيته أن يكون فعالا لما يريد فهذا لا شك أنه من كمال ربوبيته وكماله عز وجل .
ثم قولكم : إن الحوادث لا تقوم إلا بحادث ليس بصواب لأننا نرى أن الحوادث لا يلزم منها مقارنة المحدث انتبه الحوادث لا يلزم منها مقارنة المحدث ويش معنى هذا ؟ يعني أنا مثلا الآن أنا حادث لا شك أفعالي حادثة هل يلزم من هذه الحادثة أن تقارنني إذا كان لا يلزم فإذا لا يلزم من قيام الحوادث بالله أن يكون هو محدثا أو حادثا لا يلزم لأن الحوادث لا يشترط فيها مقارنة إيش ؟ المحدث بل المحدث سابق على حوادثه يعني أن ما أحدثه أنا أنا سابق عليه لم تقارني أفعالي لم تقارني كذلك أفعال الله من الرضى والغضب والسخط وغيرها لا يلزم أن تكون مقارنة لله وعليه فيمكن أن تكون حادثة بعد أن لم تكن وقولكم أيضا إنها عرض والعرض لا يقوم إلا بجسم هذا غير صحيح فالأعراض تقوم بغير الأجسام يقال ليل طويل وشتاء بارد ومرض مزمن أو شديد فتوصف هذه الأشياء مع أنها ليست أجساما وبهذا تبين أن كل تعاليلهم عليلة بل ميتة ما لها وجه .
وأنا دائما والحمد لله كلما فكرت في هؤلاء أقول كيف يكون هذا العقل ؟ كيف يدعون أن هذا هو العقل بمثل هذه العلل الواهية وإذا شئتم ارجعوا إلى كتبهم وشوفوا عليها هي هذه العلل اللي هم يعللون بها في كتبهم ومع ذلك يدعون أنهم هم أصحاب العقول وأن السلف بمنزلة العجائز والشيوخ والأطفال ما عندهم معقول ثم أهل التفويض يقولون السلف ما عندهم لا معقول ولا منقول لأن النصوص عندهم غير معلومة فسلبوا عن السلف العلم بأسماء الله وصفاته والعقل نسأل الله العافية .
طيب قال : وقوله : (( فَلَمَّا آسَفُونَا انْتَقَمْنَا مِنْهُمْ )) .
الطالب : (( ومن يقتل مؤمنا ))
الشيخ : كيف نعم .