شرح قول المصنف : وقوله : ( كبر مقتا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون ) حفظ
الشيخ : طيب وقوله : (( كَبُرَ مَقْتاً عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لا تَفْعَلُونَ )) كبر بمعنى عظم، ومقتا تمييز محول عن الفاعل والمقت أشد البغض وفاعل كبر بعد أن حول الفاعل إلى تمييز أن وما دخلت عليه في قوله : (( أَنْ تَقُولُوا مَا لا تَفْعَلُونَ )) أي قولكم وهذه الآية تعليل للآية التي قبلها (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لا تَفْعَلُونَ كَبُرَ مَقْتاً عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لا تَفْعَلُونَ )) فإن هذا من أكبر الأمور أن يقول الإنسان ما لا يفعل ووجه ذلك أن يقال : إذا كنت تقول الشيء ولا تفعله فأنت بين أمرين : إما كاذب فيما تقول ولكنك تخون الناس فتقول لهم الشيء وليس كما قلت وإما أنك مستكبر عما تقول تأمر الناس به ولا تفعله وتنهى الناس عنه وتفعله وينطبق هذا تماما على أولئك الذين يقولون إن العبادات لا يؤمر بها إلا العامة كمشايخ الصوفية وغيرهم يقولون الإنسان إذا وصل إلى درجة ما فإنه يسقط عنه التكليف ويكون الأمر لغيره بأن هذه التكاليف من صلاة وزكاة وصيام وحج يؤمر بها العامة دون الخاصة فجعلوا دين الأنبياء دين العوام الذين لا يعرفون شيئا .
طيب هذه الآيات الآن التي فيها إثبات الصفات المتعددة الرضى ويش بعد ؟ والسخط والغضب والكره والمقت كلها معانيها متقاربة لكن تختلف أحيانا بالنوع لا بالحقيقة وإلا فإن السخط والغضب والمقت والكراهة والبغض كلها متقاربة في المعنى كلها متقاربة لكن تختلف في أنواعها شدة وخفة في هذا المعنى العام الذي يشمل جميعها .
أما الرضى فظاهر أنه رضا الله عن الشيء عن العامل أو عن العمل يجب أن نثبت لله تعالى هذه الصفة التي أثبتها لنفسه وقد ذكرنا لكم بارك الله فيكم الأدلة السمعية إيش ؟ والعقلية على ثبوت هذا الشيء .
المبحث الثالث : في هذه الآيات ما نستفيده من الناحية المسلكية نستفيد من هذه الآيات أن كل شيء علق الله الكراهة به فإنه يجب علينا أن نبتعد عنه لئلا تصيبنا كراهة الله عز وجل كل شيء يكرهه الله فإننا نبتعد عنه وهذا هو مقتضى الطبيعة والفطرة أن الإنسان يبتعد عن كل ما يكرهه حبيبه أنت لو صادقت شخصا مصادقة صادقة هل تفعل ما يكرهه ؟ لا بل تنفر منه هكذا أيضا إذا علمت أيها المؤمن بأن ربك يكره هذا الشيء فسوف تبتعد عنه ابتعادا شاسعا طيب الذي يرضى بالعكس إذا علمت أن هذا الشيء مما يرضاه الله عز وجل فسوف تحرص عليه غاية الحرص وتقوم بكل وسيلة توصلك إلى رضا الله عز وجل فهذ من الفوائد التي يستفيدها الإنسان من الناحية المسلكية .