شرح قول المصنف وقوله : ( واصبر لحكم ربك فإنك بأعيننا ) حفظ
الشيخ : ربك فإنك بأعيننا الخطاب هنا للنبي عليه الصلاة والسلام وقد مر علينا أن الخطاب الموجه للرسول عليه الصلاة والسلام موجه له وللأمة لأنه إمامها والخطاب الموجه للإمام موجه للتابع نعم وقوله : (( اصبر )) الصبر بمعنى الحبس ومنه قولهم قتل صبرا أي قتل وقد حبس للقتل إذا حُبس الإنسان وأمسك ثم قُتل قيل قُتل صبرا نعم، فالصبر في اللغة بمعنى الحبس
وفي الشرع قالوا إنه هو الصبر على أحكام الله أو الصبر لأحكام الله ، يعني حبس النفس لأحكام الله هذا هو الصبر وأحكام الله عز وجل شرعية وكونية، والشرعية أوامر ونواهي فالصبر على طاعة الله، هذا صبر على الأوامر والصبر عن معصيته على النواهي ،صبر عن النواهي وعلى أقداره
الطالب : ...
الشيخ : صبر عالأقدر، والأقدار والأوامر والنواهي كلها من إيش؟ من أحكام الله لكن الأقدار أحكام كونية والأوامر والنواهي أحكام شرعية فقوله تعالى: (( اصبر لحكم ربك )) يتناول الأقسام الثلاثة الصبر على طاعة الله ،وعن معصية الله، وعلى
الطالب : أقدار الله
الشيخ : أقدار الله ، اصبر لحكم ربك الكوني والشرعي أفهمت الآن ؟ طيب وبهذا نعرف أن التقسيم الذي ذكره العلما وقالوا إن الصبر ثلاثة أنواع أو ثلاثة أقسام صبر على طاعة الله وصبر عن معصية الله وصبر على أقدار الله نعم إنه داخل في هذه الكلمة (( اصبر )) أيش؟ (( لحكم ربك )) ووجه الدخول أن الحكم إما كوني وإما شرعي والشرعي أوامر
الطالب : ونواهي
الشيخ : ونواهي والنبي عليه الصلاة والسلام ابتلاه الله عز وجل بالأوامر والنواهي والأقدار الأوامر (( يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك )) (( ادع إلى سبيل ربك )) هذه أوامر عظيمة ، يعني لو قيل لإنسان اعبد ربك يتمكن من العبادة لكن الدعوة والتبليغ أمر صعب، لأنه في معاناة الآخرين وجهادهم فيكون صعباً أليس كذلك ؟
الطالب : ...
الشيخ : طيب كذلك أيضا ابتلاه الله عز وجل بالنواهي نهاه عن الشرك قال: (( ولا تكونن من المشركين )) (( لئن أشركت ليَحبطن عملُك )) وما أشبه ذلك
ابتلاه الله عز وجل بالأحكام القدرية ماذا حصل عليه حصل عليه أذى من قومه أذىً قولي وأذى فعلي لا يصبر عليه إلا أمثال الرسول عليه الصلاة والسلام، نعم آذوه بالقول بالسخرية والاستهزاء والتهجين وتنفير الناس عنه وآذوه بالفعل نعم كان ساجداً تحت الكعبة في آمن بقعة من الأرض ساجدا لربه فذهبوا وأتوا بسلى الناقة نعم ووضعوه على ظهره وهو ساجد هل في هذا، يعني ما هنا أبلغ من هذه الأذية مع العلم بأنه لو يدخل كافر مشرك إلى الحرم لكان ، لكان عندهم آمنا لا يؤذونه هذا الإيذاء بل يكرمونه ويطعمونه النبيذ ويسقونه ماء زمزم ومحمد عليه الصلاة والسلام ساجدا لله يؤذونه هذا الأذى كانوا يأتون بالعذرة والأنتان والأقذار يضعونه عند عتبة بابِه وخرج إلى أهل الطائف وماذا صار؟
الطالب : ...
الشيخ : صار الإيذا والعياذ بالله العظيم صف سفهاؤهم وغلمانهم على طرفي الطريق أو على جانبي الطريق وجعلوا يرمونه بالحجارة حتى أدمو عقِبه فلم يُفق إلا في قرن الثعالب فصَبر صبر عليه الصلاة والسلام لحكم الله ولكنه صبر مؤمن يؤمن بأن العاقبة له ، لأن الله قال له (( اصبر لحكم ربك فإنك بأعيننا )) الله أكبر هذا الاعتناء والحفاوة أكرم شيء يُكرم به الإنسان أن تقول له أنت بعيني أنت بعيني أنت بقلبي وما أشبه ذلك أنت بعيني يعني معناه أنا ألاحظك بعيني كأنك في وسط عيني من ملاحظتي إياك وعدم غيبتك عني هذا كل تعبير معروف عند الناس إنه تمام الحراسة والعناية والحفظ بمثل هذا التعبير أنت بعيني إذن قوله: (( فإنك بأعيننا )) يعني فإنك محروس غاية الحِراسة محفوظ غاية الحفظ بأي شيء؟ بأعيننا أعيننا معك تحفظك وترعاك وتعتني بك، واضح ولا لا؟ طيب في الآية الكريمة إثبات العين لله عز وجل لكنها جاءت بصيغة الجمع لما سنذكر إن شاء الله تعالى، إثبات العين من صفات الله من أي أنواع الصفات
الطالب : ...
الشيخ : من الصفات الذاتية الخبرية من الصفات الذاتية الخبرية علل الذاتية لأنه لم يزل
الطالب : ولا يزال متصفاً بها
الشيخ : ولا يزال متصفا بها ، لم يزل ولا يزال متصفا بها خبرية
الطالب : لأن مسماها
الشيخ : لأن مسماها بالنسبة إلينا
الطالب : ...
الشيخ : أجزاء وأبعاض أجزا وأبعاض فالعين بعض من الوجه بعض من الجسم لكنها بالنسبة لله لا يجوز أن نقول إنها بعض من الله لأنه سبق لنا أن هذا اللفظ لم يرد وأنه يقتضي التجزئة في الخالق وأن البعض أو الجزء هو ما يصح بقاء الكل بفقده ويجوز أن يُفقد وصفات الله تعالى ها
الطالب : ...
الشيخ : لا يجوز أن تُفقد أبداً بل هي باقية