الجواب على من قال : إن من السلف من فسر قوله تعالى (( تجري بأعيننا )) أي ( بمرأى منا ) . وأنتم تقولون أن التحريف محرم . حفظ
الشيخ : ولكن يبقى أن يُقال إن من السلف من فَسر قوله تعالى: (( تجري بأعيننا )) قال بمرأى منا فسرهُ بذلك أئمة يعني علماء سلفيون معروفون وأنتم تقولون إن التحريف محرم وممتنع فما الجواب ؟
الطالب : الجواب هذا ليس تحريف
الشيخ : نعم
الطالب : هذا ليس تحريفاً لأنه ينظر لظاهر اللفظ وسياقه حسب استعمالات العرب
الشيخ : نعم
الطالب : فالعرب تستعمل بعض العبارات في شيئ مثل اليد لما يقولون فلان صاحب يد طولى يعني كريم
الشيخ : اها نعم
الطالب : هم ابقوها ، لم يردوها
الشيخ : نعم هم أبقوها أبقوها ولم ينفوها لكن فسروها باللازم ، باللازم مع إثبات الأصل وهي العين وأهل التحريف يقولون هو بمرأى منا بدون عين يقولون (( تجري بأعيننا )) يعني تجري بمرأى منا لكن بدون عين، وأهل السنة والجماعة يقولون (( تجري بأعيننا )) بمرأىً منا مع إثبات
الطالب : العين
الشيخ : العين نعم لكن هذا أبلغ من قوله تجري بمرأى منا ، لأن ذكر العين هنا أشد توكيدا وعناية من ذكر مجرد الرؤية ولهذا قال : (( تجري بأعيننا ))
قالت الأشاعرة أجلبتم علينا بالخيل والرجل في إنكاركم علينا التأويل وأنتم أولتم أخرجتم الآية عن ظاهرها الله يقول: (( تجري بأعيننا )) فخذوا بالظاهر وإذا أخذتم بالظاهر كَفرتم إذا أخذتم بالظاهر كفرتُم وإن لم تأخذوا بالظاهر تناقضتم فمرة تقولون يجوز التأويل ومرة تقولون
الطالب : لا يجوز التأويل
الشيخ : لا يجوز التأويل وهل هذا إلا تحكم بدين الله؟ فهمتم ؟
الطالب : نعم
الشيخ : قلنا طيب مرحبا بكم نأخذ بالظاهر وعلى العين والرأس وهو طريقتنا ولا نخالفُه، قالوا : الظاهر من الآية أن محمد صلى الله عليه وسلم بعين الله وسط العين ، أعوذ بالله قالوا نعم (( بأعيننا )) أي في وسطها كما تقول زيد بالبيت زيد بالمسجد وين يكون؟
الطالب : المسجد
الشيخ : المسجد قراره
الطالب : داخل المسجد
الشيخ : داخل المسجد إذن تجري بأعيننا أي داخل العين، تقولون بهذا ؟ إذا قلتم بهذا كفرتم لأنكم جعلتم الله محلا للخلائق فأنتم حُلولية وإن لم تقولوا به تناقضتم نقول لهم معاذ الله ثم معاذ الله ثم معاذ الله أن يكون ما ذكرتموه ظاهر كلام الله عز وجل لأن ما ذكرتموه كُفر وأنتم إن اعتقدتم أن هذا ظاهر القرآن كفرتم ، لأن من اعتقد أن ظاهر القرآن كفر وضلال فهو
الطالب : كافر
الشيخ : كافر ضال فأنتم توبوا إلى الله من قولكم إن هذا هو ظاهر اللفظ‍ توبوا إلى الله واسألوا جميع أهل اللغة من الشعراء والخطباء هل يقصدون بمثل هذه العبارة أن الإنسان المنظور إليه بالعين حال في جفن العين اسألوهم اسألوا الشعرا والخطبا الأحيا والأموات إن شئتم قفوا على قبورهم
الطالب : يسألوا المجنون
الشيخ : ها
الطالب : المجنون
الشيخ : المهم نقول اسألوا من شئتم وسؤال الأموات طبعاً مو يقفون على القبر لكن يذهبون إلى أقوالهم
الطالب : ...
الشيخ : نعم قصائدهم وخطبهم ينظرون هل يكون مثل هذا التعبير يقصد به أنهم أي الذي قيل له وخوطب بهذا الخطاب إنك بعيني يقصدون إنك حال بها نعم وش تقولون ؟
الطالب : أبداً لا
الشيخ : نعم أبدا
الطالب : هذا ما درس اللغة العربية .
الشيخ : أنت أنت لو تقول لواحد اذهب ياخي طالع روح شوف الجند أنت بعيني إذا صار بعينك هو راح يطالع الجند ولا لأ؟
الطالب : ما راح
الشيخ : ما راح هو عندك الآن في نفس عينك فأنت إذا رأيت أساليب اللغة العربية عرفت أن هذا المعنى الذي ذكروه وألزمونا به لا يَرد في اللغة العربية فضلا عن أن يكون مضافا إلى الرب عز وجل فإضافته إلى الرب مُنكر وهو مُنكر لغة وشرعاً وعقلاً إذن فكيف تُفسرون الباء في قوله بأعيننا ما معناها ؟
الطالب : المصاحبة
الشيخ : المصاحبة يعني أن عيني، إذا قلت أنت بعيني يعني أن عيني تَصحبك وتنظر إليك لا تنفك عنك فالمعنى أن الله عز وجل يقول لنبيه اصبر لحكم الله فإنك محوط بعنايتنا وبرؤيتنا لك بالعين حتى لا ينالك أحد بسوء ، والله أعلم
في وجه آخر أن نقول الرسول عليه الصلاة والسلام خوطب بهذا الخطاب وأين مكانه
الطالب : في مكة
الشيخ : مكة، في الأرض ولا في عين الله ؟
الطالب : في الأرض
الشيخ : في الأرض طبعا إذن إن قلتم إن الآية معناها أن الرسول وحاشا في عين الله صارت دلالة القرآن كذباً لأن الرسول في الأرض وليس في عين الله أبدا أي نعم وهذا وجه آخر لما سبق والله أعلم