شرح قول المصنف وقوله ( الذي يراك حين تقوم وتقلبك في الساجدين إنه هو السميع العليم ) - ( وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون ) حفظ
الشيخ : وقال سبحانه وتعالى: (( الذي يراك حين تقوم وتقلبَك في الساجدين )) قبل هذه الآية قوله : (( وتوكل على العزيز الرحيم * الذي يراك حين تقوم وتقلبك في الساجدين )) والرؤية هنا بمعنى رؤية البصر ، لأن قوله : (( الذي يراك حين تقوم )) لا تصح أن تكون بمعنى العلم ، لأن الله يعلم به حين يقوم ها وقبل أن يقوم وأيضاً نقول (( وتقلبك في الساجدين )) أيضا يؤيد أن المراد بالرؤية هنا رؤية
الطالب : البصر
الشيخ : البصر طيب وقوله: (( إنه هو السميع العليم )) (( إنه )) أي الله ا(( لذي يراك حين تقوم )) هو (( السميع العليم )) وفي الآية هنا ضمير الفصل (( هو السميع )) وقد مر علينا أن من فوائدِه الحصر ، فهل الحصر هنا حقيقي بمعنى أنه حَصر لا يوجَد شيء من المحصور في غير المحصور فيه؟ أو هو إضافي ؟ الجواب هو إضافي لأن المراد بـالسميع هنا ذو السمع الكامل المدرك لكل مسموع وهذا هو الخاص بالله عز وجل ، أما مطلق السمع فقد يكون من الإنسان كما في قوله تعالى : (( إنا خلقنا الأنسان من نطفة أمشاج نبتليه فجعلناه سميعا بصيرا )) فسمى الله تعالى الإنسان (( سميعاً بصيرا )) وكذلك نقول العليم فإن الإنسان عليم كما قال الله تعالى: (( فبشرناه بغلام عليم )) لكن العلمُ المطلق أي الكامل هذا خاص بالله سبحانه وقوله : (( وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون )) ما الذي قبل الآية ؟
الطالب : (( خذ من أموالهم صدقة))
الشيخ : نعم (( خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها وصل عليهم إن صلاتك سكن لهم والله سميع عليم * ألم يعلموا أن الله يقبل التوبة عن عباده ويأخذ الصدقات وأن الله هو التواب الرحيم * وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون وستردون إلى عالم الغيب والشهادة فينبئكم بما كنتم تعملون ))
الطالب : وستردون
الشيخ : (( وستردون إلى عالم الغيب والشهادة فينبئكم بما كنتم تعملون )) في هذه الآية يقول: (( فسيرى الله عملكم ورسولُه والمؤمنون )) والرؤية هنا علمية أو بصرية ؟
الطالب : علمية
الشيخ : أو شاملة
الطالب : شاملة
الشيخ : شاملة ، لأن علمنا بما عمل غيرنا قد يكون عن رؤية وقد يكون عن علم من غيرنا يعني أعلمنا أحد بأنه يعمل ففيها إذن في قوله: (( فسيرى الله عملكم ورسوله )) إثبات الرؤية بمعنييها ، الرؤية العلمية، والرؤية البصرية
المؤلف رحمه الله أدمج في هذه الآيات صفة الرؤية مع صفة السمع وآنفا قد قسمنا السمع إلى قسمين: سمع هو إدراك الأصوات أو المسموع، وذكرنا أن هذا القسم له ثلاثة أنواع: ما يقتضي التأييد، وما يقتضي التهديد ،وما يراد به الإحاطة
الرؤية تنقسم إلى قسمين: رؤية بمعنى العلم ، ورؤية بمعنى إدراك المبصَرات وكلاهما ثابت لله عز وجل فهو عالم بالأمور وراءٍ لها طيب السمع ذكرنا من أمثلته التي تقتضي النصر والتأييد قوله تعالى : (( إنني معكما أسمع وأرى ))
ومن الممكن أن نقول إن الرؤية التي معناها إدراك المرئي تنقسم أيضاً إلى قسمين: قسم يقتضي التأييد مثل: (( إنني معكما أسمع وأرى )) أين نضع الخط ؟
الطالب : وأرى
الشيخ : (( وأرى )) وأرى إثبات الرؤية ، وقِسم يراد به الإحاطة والعلم مثل
الطالب : ...
الشيخ : لا ما هي السمع، الرؤية
الطالب : فسيرى الله
الشيخ : (( وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسولُه والمؤمنون )) وربما يقتضي أحياناً التهديد ربما يقتضي التهديد مثل إذا عُلقت الرؤية بفعل إجرامي أو ظُلم أو ما أشبه ذلك فالمراد به التهديد طيب قوله: (( الذي يراك حين تقوم )) وش المراد به ؟
الطالب : المصلي
الشيخ : ها
الطالب : المصلي
الشيخ : ايه نعم لكنها وش تقتضي؟ التأييد أو التهديد أو الإحاطة ؟
الطالب : الإحاطة
الشيخ : الظاهر والله أعلم الإحاطة، لأنه قال: (( توكل على العزيز الرحيم الذي يراك حين تقوم )) إي نعم