شرح قول المصنف وقوله عن إبليس : ( فبعزتك لأغوينهم أجمعين ) حفظ
الشيخ : طيب ، وقوله عن إبليس : (( فبعزتك لأغوينهم أجمعين )) الباء هنا هل هي للاستعانة ولا للقسم ؟
الطالب : للقسم
الشيخ : للقسم لكنه اختار القسم بالعزة دون غيرها من الصفات لأن المقام مقام مغالبة مقام مغالبة فكأنه قال بعزتك التي تغلب بها من سواك لأغوين هؤلاء وأُسيطر عليهم يعني الخلق بني آدم لأغوينهم أجمعين يستثنى من هذا عباد الله المخلصون فإن إبليس لا يستطيع أن يغويهم إذن في هاتين الآيتين إثبات العزة لله وفي الآية الثانية إثبات أن الشيطان يُقر بصفات الله عز وجل .
الطالب : فبعزتك
الشيخ : ها فبعزتك فإذا كان الشيطان يقر بصفات الله فكيف نجد من بني آدم من ينكر صفات الله؟ أو بعضها نعم يكون على هذا تكون الشياطين أعلم بالله وأعقل مسلكاً من هؤلاء النفاة نعم طيب وقوله : طيب انتهى الكلام عن العزة، نشوف الآن ما الذي نستفيده من الناحية المسلكية في ما سبق وأظنه مر علينا أشياء كثيرة ما انتبهنا لها
الطالب : السمع
الشيخ : ها أيش؟
الطالب : السمع والبصر والعين
الشيخ : لا واجد أي نعم والله واجد الحقيقة وأنا أنسى وأنتم ما تذكرونني أظن وقفنا على
الطالب : شيخ من بعد الغضب ...
الشيخ : من إتيان الله عز وجل ها طيب نشوف الآن بالنسبة نبدأ من الإتيان ما الذي نستفيده من الناحية المسلكية من إيماننا بأن الله تعالى يأتي للفصل بين عباده ؟ الذي نستفيده من ذلك هو أن نستعد لهذه الملاقاة فإن
الطالب : ...
الشيخ : ها تكلمنا عنها؟
الطالب : إي نعم
الشيخ : طيب ما الذي نستفيده من إثبات صفة الوجه لله عز وجل والجلال والإكرام؟ الذي نستفيده من ذلك أن نعلم كمال الله عز وجل وأن له وجهاً موصوفا بالجلال والإكرام وإذا عرفنا كمال الله فإن ذلك يستلزم ان نقوم بعبادته على الوجه الأكمل لأنه كامل كامل الصفات فهذا يقتضي أن نعظمه أكثر وأن نقوم بطاعته أكثر اليدان أيضاً إثباتهما ما الذي نستفيده من الناحية المسلكية نستفيد أيضاً كمال الله نستفيد كمال الله عز وجل بأن له يدين .. كيف يشاء.
أما العينان فنستفيد منها أو من الإيمان بهما بالنسبة للأمور المسلكية الخوف والرجاء، الخوف عند المعصية لأن الله تعالى يرانا وارجا عند الطاعة لأن الله يرانا فكون الله تعالى يرانا عند طاعته لا شك أنه سيثيبنا على هذا فتتقوى عزائمنا في طاعة الله وتضعف إرادتنا لمعصيته أما السمع فالأمر فيه ظاهر ، لأن الإنسان إذا آمن بالسمع لله استلزم إيمانه كمال مراقبة الله تعالى في ما قول خوفاً وش وبعد ؟ ورجاء، خوفاً ورجاء خوفا فلا يقول ما يسمع الله منه من السوء ورجاءً فيقول الكلام الذي يرضي الله عز وجل
طيب ونقول كذلك في الرؤيا إذا علم الإنسان أن الله تعالى يراه فإنه يستلزم إيمانه بذلك أن يخشى الله تعالى بحيث لا يفقده سبحانه وتعالى حيث طلبه ولا يراه حيث نهاه فيكون عمله دائرا بين الخوف والرجاء.
المكر هذا أيضا يستفيد به الإنسان بالنسبة للأمر المسلكي يستفيد به مراقبة الله سبحانه وتعالى وعدم التحيل على محارمه وما أكثر المتحيللين على المحارم فهؤلاء المتحيلون على المحارم إذا علموا أن الله تعالى خير منهم مكرا وأسرع منهم مكراً فإن ذلك يستلزم أيش؟ أن ينتهوا عن المكر ربما يفعل الإنسان شيئا فيما يبدو للناس أنه جاز لا بأس به لكنه عند الله ليس بجائز فيخاف ويحذر وهذا له أمثلة كثيرة جداً في البيوع والأنكحة وغيرها مثال ذلك في البيوع رجل جاء إلى آخر وقال أقرضني عشر آلاف درهم قال لا أقرضك إلا باثني عشر ألفاً العشرة باثني عشر ألفاً ما هذا ؟
الطالب : ربا
الشيخ : هذا ربا وحرام سيتجنبُه لأنه يعرف أنه ربا صريح ولا يفعل لكن باع عليه سلعة باثني عشر ألفا وكُتب العقد والتزم المشتري بالثمن ثم جاء البائع إليه
الطالب : مؤجل
الشيخ : نعم مؤجلة مؤجل إلى سنة باع عليه سلعة باثني عشر ألفا مؤجلة إلى سنة بيعاً تاماً وكُتبت الوثيقة بينهما ثم إن البائع أتى إلى المشتري وقال بعني بعشرة آلاف قال قد بعتك إياه وكتبوا وثيقة بينهما بالبيع ظاهر هذا البيع
الطالب : الجواز
الشيخ : الصحة رجل باع سلعة وكتب الوثيقة وانتهى ثم رجع فاشتراها بعقد تام الشروط فيما يظهر، نقول هذه حيلة هذا لما عرف أنه لا يجوز أن يُعطيه عشرة باثني عشر ألفاً قال أبيع السلعة علي باثني عشر وأشتريها نقداً بعشرة واضح؟
الطالب : نعم
الشيخ : ربما يستمر الإنسان في هذه المعاملة لأنها أمام الناس معاملة ما فيها شيء لكنها عند الله تحيل على محارمه تحيل على محارمه قد يملي الله تعالى لهذا الظالم والعياذ بالله حتى إذا أخذه لم يفلته يعني يتركه يتربى ماله ويزداد وينمو بهذا الربا لكن إذا أخذه لم يفلته تكون هذه الأشياء خسارة عليه فيما بعد ومآله إلى الإفلاس ومن الكلمات المشهورة على ألسنة الناس من عاش في الحيلة مات فقيرا من عاش في الحيلة مات فقيرا طيب هذا في البيوع في الأنكحة في تحيل؟ في امرأة طلقها زوجها ثلاثا فلا تحل له إلا بعد زوج فجاء صديق له فتزوجها بشرط أنه متى حللها يعني متى جامعها طلقها ففعل تزوج بعقد وشهود ومهر ودخل عليها وجامعها ثم طلقها ولما طلقها أتت بالعدة تحل للزوج الأول؟ ظاهرا تحل ما ندري ظاهرا تحل لكن باطنا لأ ، لأن هذه حيلة فمتى علمنا أن الله أسرع مكرا وأن الله خير الماكرين أوجب لنا ذلك أن نبتعد غاية البعد عن التحيل على محارم الله طيب في العفو والصفح
الطالب : السمع والبصر
الشيخ : انتهينا منها، العفو والصفح نعم
الطالب : الرجاء
الشيخ : هو هو أننا إذا علمنا أن الله عفو وأنه قدير أوجب لنا ذلك أن نسألَه العفو دائما وأن نرجو منه العفو عما حصل منا من التقصير في الواجب أما العزة العزة أيضاً نقول إذا علمنا أن الله عزيز فإننا لا يمكن أن نفعل فعلاً نحارب الله فيه مثلاً الإنسان المرابي معاملته مع الله أيش؟
الطالب : محاربة
الشيخ : المحاربة (( فإن لم تفعلوا فأذنوا بحرب من الله ورسوله )) إذا علمنا أن الله ذو عِزة لا يُغلب فإنه لا يمكننا أن نقدم على محاربة الله عز وجل قطعُ الطريق محاربة (( إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فساداً أن يقتلوا أو يصلبوا أو تقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف أو ينفوا من الأرض )) فإذا علمنا أن قطع الطريق محاربة لله وأن العزة لمن ؟
الطالب : لله
الشيخ : لله امتنعنا عن هذا العمل لأن الله هو الغالب
طيب ممكن أن نقول فيها فائدة من الناحية المسلكية أيضا وهي أن الإنسان المؤمن ينبغي له أن يكون عزيزا في دينه بحيث لا يذل أمام أمام أحد كائنا من كان نعم إلا على المؤمنين يكون عزيزا على الكافرين ذليلا على المؤمنين والله أعلم
الطالب : ...
الشيخ : نعم
الطالب : ... أقول ممكن نستفيد فوايد
الشيخ : منين
الطالب : من إثبات الوجه نقول أننا نعمل على أن نجاهد الآن يعني أن الإنسان يرى وجه الله في الآخرة
الشيخ : إي هذا تأتي إن شاء الله في الآخر إثبات الرؤية
الطالب : ...
الشيخ : هذا مهو من صفات الله
بسم الله الرحمن الرحيم
سبق لنا من صفات الله عز وجل إثبات العفو والقدرة والعزة والمغفرة والرحمة قوله (( ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين )) ذكرنا ما دلت عليه من ثبوت صفة العزة لله عز وجل ولكن في أي مناسبة نزلت هذه الآية نزلت حين قال عبد الله بن أُبي رأس المنافقين قال : (( لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل )) ويعني بالأعز نفسه وبالأذل النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه فقال الله عز وجل : (( ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين )) ومقتضى قاعدة عبد الله بن أُبي الخبيث أن الذي يخرجه من الرسول والمؤمنين، لأن العزة لهم والمنافق ليس له حظ من العزة ويدل لذك أنه يعامل نفسه معاملة المستضعف الذي يخاف عل نفسه فإذا رأى المؤمنين ماذا يقول خوفا منهم ؟ ها
الطالب : آمنا
الشيخ : يقول آمنا خوفا منهم وإذا ذهب إلى شياطينه قال إنه معهم، فهل هذا عز أو هذا ذل؟
الطالب : ذل
الشيخ : ذل غاية الذل المؤمنون يقول الله تعالى (( فإن تولوا فقولوا اشهدوا بأنا مسلمون )) يعلنونها صريحة بأنهم مسلمون ومؤمنون ولا يخافون لكن المنافقين ما يستطيعون لا يستطيعون أن يعلنوا ما هم عليه من الكفر لأنهم خائفون فصارت العزة ليست لعبد الله بن أبي وأصحابه ولكن لله ولرسوله وللمؤمنين وأما قوله: (( فبعزتك لأغوينهم أجمعين )) فهذا من إبليس حين أيسَ من رحمة الله والعياذ بالله ، من أجل استكباره عن السجود لآدم الذي أمره الله به أقسم بعزة الله أن يُغوي بني آدم ، والإغواء هو الخروج عن الحق إلى الباطل وهذا هو ما يريده الشيطان من كل واحد من بني آدم إلا أنه قال (( إلا عبادك منهم المخلصين ))