شرح قول المصنف وقوله : ( قل إنما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن والإثم والبغي بغير الحق وأن تشركوا بالله ما لم ينزل به سلطانا وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون ) حفظ
الشيخ : وقال (( قل إنما حر ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن )) (( قل )) الخطاب للنبي صلى الله عليه وسلم حرم بمعنى منع وأصل هذه الكلمة المادة الحاء والراء والميم تدل على المنع ومنه حريم البئر للأرض التي تحميه حوله لأنه يمنع من التعدي عليه
طيب (( إنما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن )) الفواحش جمع فاحشة وهي الذنب الذي يُستفحش مثل الزنى واللواط ، الزنى قال الله تعالى: (( ولا تقربوا الزنى إنه كان فاحشة )) وفي اللواط قال لوط لقومه : (( أتأتون الفاحشة )) ومن الزنى أن يتزوج الإنسانُ امرأةً لا تحل له لقرابة أو رضاع أو مصاهرة قال الله تعالى: (( ولا تنكحوا ما نكح آباؤكم من النساء إلا ما قد سلف إنه كان فاحشةً ومقتاً وساء سبيلا )) بل إن هذا أشد من الزنى لأنه وصفه بوصفين فاحشة ومقت بل ثلاثة أوصاف وفي الزنى وصفه الله بوصفين : (( إنه كان فاحشة وساء سبيلا ))
طيب وقوله: (( ما ظهر منها وما بطن )) قيل إن المعنى ما ظهر فحشُه وما خفي لأن من الفواحش ما هو ظاهر لكل أحد ومنها ما يخفى على بعض الناس وقيل المعنى ما ظهر للناس وما بطن عنهم باعتبار فعل الفاعل لا باعتبار العمل أي ما أظهره الإنسان للناس وما أبطنه .
ثانيا قال : (( والإثم والبغي بغير الحق )) يعني حرم الإثم والبغي بغير الحق ، الإثم المراد به ما يكون سببا له من المعاصي والبغي العدوان على الناس (( إنما السبيل على الذين يظلمون الناس ويبغون في الأرض بغير الحق ))
وفي قوله (( والبغي بغير الحق )) إشارة إلى أن كل بغي فهو بغير حق وليس المراد أن البغي ينقسم إلى قسمين بغي بحق وبغي بغير حق لأن البغي كله بغير حق وعلى هذا فيكون الوصف هنا من باب الوصف أيش؟ الكاشف ويسميها العلماء صفة كاشفة أي مبيِّنة وهي التي تكون كالتعليل لموصوفها
قال: (( وأن تشركوا بالله ما لم ينزل به سلطانا )) هذه معطوفة على ما سبق يعني وحُرم عليكم وحَرم ربي أن تشركوا بالله ما لم ينزل به سلطانا يعني : أن تجعلوا له شريكا لم ينزل به سلطاناً أي حجة وسميت الحجة سلطاناً لأنها سلطة للمحتج بها وهذا القيد (( ما لم ينزل به سلطانا )) نقول فيه كما قلنا في البغي بغير الحق أي أنه صفة أو قيد كاشف، لأن كل من أشرك بالله فليس له سلطان نعم
الطالب : ...
الشيخ : يعني تكشف الأمر وتوضحه قال: (( وأن تقولوا على الله ما لا تعملون )) أيضاً هذا مما حرم علينا أن نقول عليه ما لا نعلم
طيب أن نقول عليه ما لا نعلم في ذاته وفي صفاته وفي أفعاله وفي أحكامه فحرام علينا أن نقول على الله ما لا نعلم سواء كان في ذاته أو أسمائه أو صفاته أو أفعاله أو أحكامه خمسة لا يجوز أن نقول عليه ما لا نعلم إذا قال قائل أين الصفة السلبية في هذه الآية؟ هل هي أن تشركوا بالله ؟ أو أن تقولوا على الله ما لا تعلمون؟ أو الثنتين ؟ الظاهر الثنتان جميعا كلها من باب الصفات السلبية فأن تشركوا يعني لا تجعلوا لله شريكا لكماله (( وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون )) كذلك لكماله فإنه من تمام سلطانه أن لا يقول عليه أحد ما لا يعلم
طيب الفائدة المسلكية من هذه الآية الكريمة هو أن نَنْفُر غاية النفور من هذه الأشياء الخمسة التي صرح الله تعالى بتحريمها، وقد قال أهل العلم إن هذه المحرمات الخمسة مما أجمعت الشرائع على تحريمها ، كل الشرائع من أولها إلى آخرها قد أجمعت على تحريمها، طيب هذه الأمور الخمسة هل ترتيبها في الذكر حسب ترتيبها في القُبح
الطالب : لا..
الشيخ : ها ايه