المبحث الأول في أقسام المعية . المبحث الثاني هل المعية حقيقية أوهي كناية عن علم الله عزوجل . حفظ
الشيخ : معية الله عز وجل تنقسم إلى قسمين: إلى عامة وخاصة إلى عامة وخاضة والخاصة تنقسم إلى: مقيدة بشخص ومقيدة بوصف مقيدة بشخص ومقيدة بوصف
أما العامة فهي التي تشمل كل أحد من مؤمن وكافر وبر وفاجر فإن الله تعالى مع كل أحد كما قال تعالى: (( وهو معكم أين ما كنتم ))
وأما الخاصة : المقيدة بوصف فمثل قوله تعالى: (( واعلموا أن الله مع الصابرين إن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون )) وهي أخص من الأولى ، لأنها مقيدة بأوصاف محبوبة إلى الله ولا لا ؟
الطالب : نعم
الشيخ : طيب الخاصة أيضاً تكون مقيدة بوصف ومقيدة بشخص بشخص معين مثل قوله (( لا تحزن إن الله معنا )) وقال لموسى وهارون: (( إنني معكما أسمع وأرى )) وهذه أخص من التي قبلها شف درجات عامة مطلقاً وخاصة بوصف مقيدة بوصف وهي أيش ؟
الطالب : ...
الشيخ : دون تلك في العموم ، ومقيدة بشخص وهي خاصة أيضا وهي دون ما قيد بوصف فأخص أنواع المعية ما قُيد بشخص ثم ما قُيد بوصف ثم ما كان عاماً واضح؟ هذه المعية التي أثبتها الله لنفسه هل هي حقيقية أو هي كناية عن عِلم الله عز وجل وسمعه وبصره وقدرته وسلطانه وغير ذلك؟ أكثر عبارات السلف رحمهم الله يقولون إنها كناية عن العلم وعن السمع والبصر والقدرة وما أشبه ذلك فيجعلون معنى قوله: (( وهو معكم )) أي وهو عالم بكم سميع لأقوالكم بصير بأعمالكم قادر عليكم حاكم بينكم وهكذا فيفسرونها بماذا؟ بلازمها يفسرونها بلازمها .
واختار شيخ الإسلام رحمه الله في هذا الكتاب أنها على حقيقتها وأنه معنا حق على حقيقته لكن هي معية خاصة بالله عز وجل ليست كمعية الإنسان للإنسان التي يُمكن أن يكون الإنسان مع الإنسان في مكانه أما نعم لأن معية الله عز وجل معية وهو في
الطالب : علوه
الشيخ : في علوه ومعنا وهو عال على عرشه فوق كل شيء ولا يمكن بأي حال من الأحوال أن يكون معنا في الأمكنة التي نحن فيها لا يمكن أبداً وعلى هذا فإنه يحتاج إلى الجمع بينها وبين العلو والمؤلف عقد لها فصلاً خاصاً سيأتي إن شاء الله تعالى بيانه في الفصل وأنه لا منافاة بين العلو والمعية لأن الله سبحانه تعالى ليس كمثله شيء في جميع صفاته فهو علي في دنوه قريب في علوه وضرب شيخ الإسلام رحمه الله لذلك مثلا بالقمر قال إنه يُقال: مازلنا نسير والقمر معنا وهو
الطالب : في السماء
الشيخ : موضوع في السماء ، وهو من أصغر المخلوقات فكيف لا يكون الخالق عز وجل مع الخلق الذي الخلق بالنسبة إليه ليس بشيء نعم وهو فوق سماواته ولهذا بعض أهل التعطيل احتجوا على أهل السنة قالوا أنتم تمنعون التأويل وأنتم تأولون في المعية نعم تقول المعية بمعنى العلم والسمع والبصر والقدرة والسلطان وما أشبه، ذلك وكل يعرف أنه ليس معنى أنه معنا يعني أنه عالم بنا ولا يستقيم بأن نقول إنه معنا بعلمه لأن العلم صفة في في أيش؟ في العالِم لا يمكن أن ينفصل العلم عن العالم الذي ينفصل عن العالم ما هو؟ المعلوم المعلوم صحيح في الأرض وفي السماء لكن علم الله وصف في؟
الطالب : ذاته
الشيخ : في ذاته فالمسألة فيها تجوز الذي يقول لنا أهل التأويل أما إذا قلنا بما اختاره شيخ الإسلام في المعية لكنها ليست على المفهوم التي فهمه هؤلاء بأنه مع الناس في كل مكان فإنه يبقى الكلام على حقيقته ولا حجة لأحد على أهل السنة
نعود الآن إلى تفسير المعية فنقول المعية تنقسم إلى قسمين: عام وخاص ،العام شامل لكل أحد البر والفاجر والمؤمن والكافر والقريب والبعيد .
وأما الخاصة فتنقسم أيضاً إلى قسمين قسم مقيد بوصف مثل: (( إن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون )) وقسم مقيد بشخص مثل قوله تعالى: (( لا تحزن إن الله معنا )) يقول عن نبيه أنه قال لصاحبه ومثل قوله لموسى وهارون : (( إنني معكما أسمع وأرى ))