شرح قول المصنف وقوله : ( واتل ما أوحي إليك من كتاب ربك لا مبدل لكلماته )( إن هذا القرآن يقص على بني إسرائيل أكثر الذي هم فيه يختلفون ) حفظ
الشيخ : قال: (( واتل ما أوحي إليك من كتاب ربك لا مبدل لكلماته )) قوله: (( ما أوحي إليك )) وهو القرآن والوحي لا يكون إلا قولاً لا يكون إلا قولاً فهو إذن غير مخلوق وقوله: (( من كتاب ربك )) أضافه إليه سبحانه وتعالى لأنه هو الذي تكلم به ولكن هل كتبه
الطالب : ...
الشيخ : نعم أنزله على محمد صلى الله عليه وسلم بواسطة جبريل بخلاف التوراة فإن الله كتبها في الألواح بيده (( لا مبدل لكلماته )) قوله: (( لا مبدل )) يعني لا أحد مبدل يبدل كلمات الله أما الله عز وجل فإنه له أن يبدل آية مكان آية وأما غيره فلا يستطيع أحد أن يبدل كلام الله وقوله : (( لا مبدل لكلماته )) يشمل الكلمات الكونية والشرعية أما الكونية فلا يُستثنى منها شيء لا يمكن أحد أحداً أن يبدل كلمات الله الكونية ولا لا إذا قضى الله على شخص بالموت ما استطاع أحد أن يُبدل ذلك إذا قضى الله تعالى بالفقر ما استطاع أحد أن يبدل ذلك إذا قضى الله تعالى بالجدب ما استطاع أحد أن يبدل ذلك هذه الكلمات الكونية وكل هذه الأمور التي تحدُث في الكون فإنها بالقول (( إنما أمره إذا أراد شيئاً ))
الطالب : أن يقول له
الشيخ : (( أن يقول له كن فيكون )) تعالى الله أما الكلمات الشرعية فإنها قد تُبدل من قِبل أهل الكفر والنفاق فيبدلون الكلمات إما بالمعنى وإما باللفظ إن استطاعوا وقوله : (( إن هذا القرآن يقُص على بني إسرائيل أكثر الذي هم فيه يختلفون )) الشاهد قوله: (( يقص )) والقصص لا يكون إلا
الطالب : كلاماً
الشيخ : قولاً وكلاماً إذا كان القرآن هو الذي يقص إذن فمن الذي قص قصص القرآن
الطالب : الله سبحانه وتعالى
الشيخ : نعم لقوله تعالى: (( نحن نقص عليك أحسن القصص )) وحينئذ يكون القرآن كلامَ الله عز وجل