شرح قول المصنف : وقوله صلى الله عليه وسلم : ( لله أشد فرحا بتوبة عبده من أحدكم براحلته ) الحديث متفق عليه . حفظ
الشيخ : يقول : وقوله صلى الله عليه وسلم: ( لله أشد فرحا بتوبة عبده من أحدكم براحلته )
لله ألام هذه لام الابتداء ، والله مبتدع أشد خبر المبتدأ، وفرحا تمييز لله أشد فرحا بتوبة عبده إذا تاب إليه من أحدكم براحلته ، قال المؤلف الحديث، يعني أكمل الحديث الحديث أن هذا الرجل كان معه راحلته عليها طعامه وشرابه فضلت عنه فذهب يطلبها فلم يجدها فأيس من الحياة أيس من الحياة ثم اضجعة تحت شجرة ينتظر
الطالب : الموت
الشيخ : الموت خلص فإذا بخطام ناقته متعلقا بالشجرة تستطيعون الآن أن تقدرو هذا الفرح؟
الطالب : عظيم
الشيخ : ها أسألكم هل تستطيعون ولا لا ؟ أنا أعرف أنه عظيم
الطالب : لا
الشيخ : ما تستطيعون لا يستطيع أن يصف أحد هذا الفرح إلا من وقع فيه، نحن الآن كما قلتم والله هذا فرح عظيم يبي يفرح أقبل على الدنيا بعد أن أدبر عنها لكن ما نشعر بطعم هذا الفرح إلا اذا أصيب الإنسان بذلك لا يعادله شيء ولهذا هذا الرجل أمسك بخطام الناقة وقال اللهم أنت عبدي وأنا ربك، - الله أكبر- أخطأ من شدة الفرح يعني ما ملك كيف يتصرف بالكلام اللهم أنت عبدي وأنا ربك، الله عز وجل أفرح يتوبة عبده إذا تاب إليه من هذا الرجل براحلته وهل الله عز وجل محتاج إلى توبتنا؟ لا والله نحن مفتقرون إليه في كل أحوالنا لكن بكرمه جل وعلا، ومحبته للإحسان والفضل والجود، اللهم إنك عفو تحب العفو يفرح سبحانه وتعالى هذا الفرح الذي لا نظير له بتوبة الانسان إذا تاب إليه، في هذا الحديث إثبات الفرح لله عز وجل فماذا نقول في هذا الفرح هل هو فرح حقيقي أن الله يفرح ؟ ها
الطالب : نعم
الشيخ : اتقو الله
الطالب : ...
الشيخ : هل هو فرح حقيقي؟
الطالب : نعم
الشيخ : ها نعم نقول هو فرح حقيقي وأشد فرح نعم فنثبت الفرح لله عز وجل حقيقة ولكن هل هو كفرح المخلوقين ؟
الطالب : لا
الشيخ : لا ليس كفرح المخلوقين الفرح بالنسبة للإنسان هو نشوة يجدها الإنسان من نفسه عند حصول ما يسره وخفة ولهذا تشعر بأنك إذا فرحت بالشيء كأنك تمشي على الهواء مو على الأرض نعم لكن بالنسبة لله عز وجل لا نُفسر الفرح بمثل ما نعرفه من أنفسنا ، نقول هو فرح
الطالب : يليق به
الشيخ : يليق عز وجل ، مثل بقية الصفات كما أننا نقول لله ذات ولكن لا تشبه ذواتنا لا تماثل ذواتنا فله صفات لا تماثل صفاتنا لأن الكلام على الصفات فرع على الكلام
الطالب : في الذات
الشيخ : في الذات هما سواء فنثبت نؤمن بأن الله تعالى له فرح كما أثبت ذلك أعلم الخلق به محمد صلى الله عليه وسلم وأنصح الخلق للخلق وأفصح الخلق فيما ينطق به لله أشد فرحاً وش يضرنا، نحن على خطر إذا قلنا أن المراد بالفرح الثواب، لأن أهل التحريف يقولون الله ما يفرح والمراد بفرحه إثابته التائب، هذا المراد به أو إرادة الثواب ، لأنهم هم يثبتون الخلق يعني أن لله مخلوقاً بائناً منه ويثبتون الإرادة ولا لا؟
الطالب : نعم
الشيخ : يثبتون الإرادة فيقولون في الفرح إنه الثواب المخلوق أو إرادة الثواب أو إرادة الثواب ونحن نقول المراد بالفرح الفرح حقيقة مثل ما أن المراد بالله عز وجل نفسُه حقيقة ولا فرق، ولكننا لا نمثل صفات الله بصفاتنا أبداً يستفاد من هذا الحديث مع إثبات الفرح لله عز وجل، كمال رحمته جل وعلا ورأفته بعباده حيث يحب رجوع العاصي إليه هذه المحبة العظيمة هارب من الله ثم وقف ورجع إلى الله يفرح الله به هذا الفرح العظيم مع كمال غِناه عنا وشدة حاجتنا إليه ، من الناحية المسلكية يفيدنا أن نحرص وشو عليه؟
الطالب : التوبة
الشيخ : على التوبة أن نحرص على التوبة غاية الحرص كلما فعلنا ذنباً تبنا إلى الله قال الله تعالى في وصف المتقين : (( والذين إذا فعلوا فاحشة )) فعلوا فاحشة نعم مثل
الطالب : أي فاحشة
الشيخ : أي فاحشة في القرآن ثلاث فواحش الزنا ، واللواط، ونكاح ذوات المحارم ، كذا؟
الطالب : نعم
الشيخ : نكاح ذوات المحارم قال الله تعالى : ولا تنكحوا ما نكح آبائكم من النساء إنه كان فاحشة ومقتا وساء سبيلاً
الطالب : إلا ما قد سلف
الشيخ : إلا ما قد سلف نعم (( إنه كان فاحشة ومقتا وساء سبيلا )) (( ولا تقربوا الزنا إنه كان فاحشة )) قال لوط لقومه : (( أتأتون الفاحشة )) نعم طيب إذن (( الذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله )) يعني قالوا لا إله إلا الله ولا ذكروا الله تعالى في نفوسهم ذكروا عظمته وذكروا عقابه وذكروا ثوابه للتائبين نعم أيهما؟
الطالب : الثاني
الشيخ : الظاهر أنه الثاني ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم فعلوا لكن ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم يغفر الله لهم؟ ها
الطالب : نعم
الشيخ : الدليل : (( ومن يغفر الذنوب إلا الله )) من يغفر الذنوب فأنت إذا علمت أن الله يفرح بتوبتك هذا الفرح الذي لا نظير له لا شك أنك سوف تحرص غاية الحرص على التوبة وللتوبة شروط شروط خمسة الأول الإخلاص لله عز وجل بأن لا يحملك على التوبة مراءاة الناس أو نيل الجاه عندهم أو ما أشبه ذلك من مقاصد الدنيا الثاني: الندم على المعصية ، الثالث :الإقلاع عنها ، ومن الإقلاع إذا كانت التوبة في حق من حقوق الآدميين أن تَرد الحق إلى صاحبه والرابع: إن قلت خطأً فقوموني، الرابع : أن لا يعود إليها أو العزم أن لا يعود؟
الطالب : العزم
الشيخ : اه العزم أن لا يعود ما الفرق بينهما؟ الفرق بينهما أنه إذا عاد بعد صحة التوبة ما تنتقض التوبة الأولى ولهذا نقول العزم أن لا يعود مهو الشرط أن لا يعود طيب العزم على أن لا يعود في المستقبل
الخامس : أن تكون التوبة في وقت القبول وينقطع قبول التوبة بالنسبة لعموم الناس بطلوع الشمس من مغربها وبالنسبة لكل واحد في بحضور أجله قال الله تعالى :(( وليست التوبة للذين يعملون السيئات حتى إذا حضر أحدهم الموت قال إني تبت الآن )) وصح عن النبي صلى الله عليه وسلم ( أن التوبة تنقطع إذا طلعت الشمس من مغربها ) الناس يؤمنون ولكن لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرا هذه خمسة شروط إذا تمت صحت التوبة ولكن هل يشترط لصحة التوبة أن يتوب من جميع الذنوب؟ ها
الطالب : فيه خلاف يا شيخ
الشيخ : فيه خلاف لكن الصحيح أنه ليس بشرط، وأنها تصح التوبة من ذنب مع الإصرار على غيره لكن هذا التائب لا يصدق عليه وصف التائبين يعني ما يقال أنه تاب توبة مطلقة يقال تاب توبة مقيدة فلو كان أحد يشربُ الخمر والعياذ بالله ويأكل الربا فتاب من شرب الخمر ها صحت توبته ولا لا ؟
الطالب : نعم
الشيخ : صحت توبته
الطالب : من الخمر
الشيخ : من الخمر صحت توبته من الخمر وبقي إثمه في أكل الربا لكنه لا يصدق عليه وصف التائبين على سبيل الإطلاق والثناء على التائبين ومنزلة التائبين ما تنالُه لأنه إلى الآن مُصر على معصية طيب رجل تمت الشروط بحقِه الشروط الخمسة وعاد إلى الذنب مرة أُخرى تنتقض توبته الأولى ولا لا؟
الطالب : لا ما تنقتقض
الشيخ : ما تنتقض؟ إذن
الطالب : على ما قلنا
الشيخ : ايه نعم ما تنتقض لأنه عزم على أن لا يعود لكن سولت له نفسه فعاد إنما يجب عليه أن يتوب مرة ثانية وهكذا كُلما أذنب يتوب كلما أذنب يتوب وفضل الله واسع والله أعلم
الطالب : شيخ الدليل ...
الشيخ : في دليل أي نعم