شرح قول المصنف :وقوله : ( عجب ربنا من قنوط عباده وقرب غيره ينظر إليكم أزلين قنطين فيظل يضحك يعلم أن فرجكم قريب ) حديث حسن . حفظ
الشيخ : قال : ( عجب ربنا من قنوط عباده وقرب غِيَره )
( عجِب ) العجب هو استغراب الشيء واستغراب الشيء يكون لسببين السبب الأول الخفاء يعني خفاء الأسباب على هذا المستغرب للشيء ومالمتعجب منه بحيث يأتيه بغتة بدون توقع ، والثاني من العجب الثاني من أسباب العجب أن يكون السبب فيه خروج هذا الشيء عن نظائره وعما ينبغي أن يكون عليه بدون قصور من المتعجب انتبه قلنا في العجب له سببان ، السبب الأول: خفاء الأسباب على المتعجب بحيث يأتيه الأمر بغتة من غير أن يتوقعه وهذا يقع كثيراً يجي إنسان مثلاً قادم من سفر بعيد بدون أن يخبرك وهو من أعز الناس عليك تتعجب وش الي جابك يا فلان ولا لا؟
الطالب : نعم
الشيخ : تجد إنسان مثلاً زمن ، زمِن وش معنى زمِن يا بخاري؟ وش معنى الزمن ؟
الطالب : ...
الشيخ : ما يستطيع المشي تجده مثلا في أقصى بلاد الله عجيب وش الي جابك هنا لأنك ما تعرف الأسباب التي أوصلته، والسبب الثاني للعجب خروج هذا الشيء عن نظائره أو عن ما ينبغي أن يكون عليه بحيث يفعل فعلا مستغربا لا ينبغي أن يقع من مثله أيهما العجب الثابت لله الأول أو الثاني
الطالب : الأول
الشيخ : ها الأول ممتنع يا جماعة على الله
الطالب : الثاني
الشيخ : الأول ممتنع أن يكون سبب العجب خفاء الشيء خفاء الشيء على الإنسان على المتعجب والثاني يمكن ولا ما يمكن
الطالب : يمكن
الشيخ : يمكن لأن هذا العجب ليس عن قصور من المتعجب ولكن بالنظر إلى حال المتعجَب منه فلنطبق الحديث هذا قال : ( عجب من قنوط عباده ) القنوط أشد اليأس يعجب الرب عز وجل من دخول اليأس الشديد على قلوبنا قال : ( وقرب غِيره ) الواو بمعنى مع يعني مع قرب غيره والغِير اسم جمع اسم جمع للغِيَرة الغِير اسم جمع غيرة كالطِيَر اسم جمع
الطالب : طيرة
الشيخ : طيرة وهي اسم بمعنى التغيير اسم بمعنى التغيير وعلى هذا فيكون المعنى وقُرب تغييره وقرب تغييره، فيعجب الرب عز وجل كيف نقنط وهو سبحانه وتعالى قريب التغيير يغير الحال إلى حال أُخرى بكلمة واحدة وهي كن فيكون يقول: ( ينظر إليكم أزلين ) قنطين ( ينظر إليكم ) الله عز وجل ينظر إلينا بعينه ( أزلين ) قنطين الأزِل هو الواقع في الشدة قنطين هو اليائس القنطين جمع قانط وهو اليائس من الفرج وزوال الشدة فذكر النبي عليه الصلاة والسلام حال الإنسان وحال قلبه حاله أيش؟
الطالب : واقع في شدة
الشيخ : أنه واقع في شدة قلبه قانط يائس مستبعد لفرج ( فيظل يضحك عز وجل يعلم أن فرجكم قريب ) الله أكبر يظل يضحك من هذي الحال العجيبة الغريبة كيف تقنط من رحمة أرحم الراحمين الذي يقول للشيء كن فيكون ، قريب التغيير كيف تقنط؟ وهو إذا أراد شيئا فإنما يقول له كن فيكون، ( يظل يضحك يعلم أن فرجكم قريب ) فرجكم منين؟
الطالب : من الشدة
الشيخ : ايه من الأزل من الأزل يعلم أن الفرج قريب في هذا الحديث عدة صفات أولاً العجب العجب لله لقوله : ( عجب ربنا من قنوط عباده ) وقد دل على هذه الصفة القرآن الكريم قال الله تعالى : (( بل عجتُ ويسخرون )) وفيه أيضاً بيان قدرة الله عز وجل لقوله : ( وقُرب غيره ) وأنه عز وجل تام القدرة إذا أراد غير الحال من حال إلى ضدها بلحظة ومن الصفات الثابتة في هذا الحديث النظر لقوله
الطالب : ينظر
الشيخ : ها ( ينظر إليكم ) نعم ومنها أيضاً الضحك ها
الطالب : يضحك
الشيخ : ( فيظل يضحك ) والعلم ( يعلم أن فرجكم قريب) والرحمة (أن فرجكم ) لأن الفرج من الله دليل على رحمته عز وجل بعباده ، كل هذه الصفات التي دل عليها الحديث والتي لم نتكلم عنها يجب علينا أن نُثبتها لله عز وجل حقاً على حقيقتها ولا نتأول فيها طيب ثم قال : وقوله قال " حديث حسن "
الطالب : ...
الشيخ : " وقوله صلى الله عليه وسلم "
الطالب : الآثار المسلكية
الشيخ : ها ايه طيب الآثار المسلكية في هذا أن الإنسان إذا علم ذلك من الله سبحانه وتعالى حذر من هذا الأمر ، والأمر هو القنوط من رحمة الله ولهذا كان القنوط من رحمة الله من الكبائر قال : (( ومن يقنط من رحمة ربه إلا الضالون )) فالقنوط من رحمة الله واستبعاد الرحمة هذا من كبائر الذنوب والواجب على الإنسان أن يحسن الظن بربه إن دعاه أحسن الظن به بأنه سيجيبه إن تعبد له بمقتضى شرعِه فليُحسن الظن بأن الله سوف يقبل منه إن وقعت به شدة فليحسن الظن بأن الله سوف يزيلها لقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( واعلم أن النصر مع الصبر وأن الفرج مع الكرب وأن مع العسر يسرا ) بل قد قال الله تعالى : (( إن مع العسر يسرا فإن مع العسر ))
الطالب : فإن مع العسر
الشيخ : الأولى (( فإن مع العسر يسراً إن مع العسر يسرا )) لن يَغلب عُسر يُسرين كما يروى عن ابن عباس رضي الله عنهما