شرح قول المصنف :وقوله لما رفع الصحابة أصواتهم بالذكر : ( أيها الناس أربعوا على أنفسكم فإنكم لا تدعون أصم ولا غائبا إنما تدعون سميعا بصيرا قريبا إن الذي تدعونه أقرب إلى أحدكم من عنق راحلته ) متفق عليه . حفظ
الشيخ : طيب ثم قال : " وقوله: لما رفع الصحابة أصواتهم بالذكر "
كان الصحابة رضي الله عنهم مع النبي صلى الله عليه وسلم إذا علوا نشزاً كبروا وإذا نزلوا وادياً سبحوا لماذا؟ لأن الإنسان إذا ارتفع قد يتعاظم في نفسه ويرى أنه مرتفع عظيم فناسب أن يقول لنفسه ها الله أكبر اطمني اطمني على نفسه الله أكبر إذا نزل فهذا سفول ونزول فيقول سبحان الله أن يكون في السفل أما أنا فأكون في السفل واضح الصحابة رضي الله كانوا يرفعون أصواتهم بالذكر جداً فقال النبي عليه الصلاة والسلام : ( أيها الناس اربعوا على أنفسكم ) يعني هونوا عليها كالذي يجعل الإبل في الربيع، في الربيع الناس يسرعون في المشي ولا يبطئون في المشي؟ ها يبطئون لتجمع الإبل بين السير والرعي فاربعوا على أنفسكم يعني هونوا عليها اطمئنوا ( فإنكم لا تدعون أصم ولا غائباً ) سبحان الله تعالى ( لا تدعون أصم ) لا يسمع ( ولا غائباً ) لا يرى إنما تدعون سميعاً ضد أصم بصيراً ضد غائب قريباً أيضاً قريباً ضد البعيد ( إن الذي تدعونه أقرب إلى أحدكم من عنق راحلته ) نعم ( أقرب إلى أحدكم من عنق راحلته ) عنق الراحلة للراكب بعيد ولا قريب
الطالب : قريب
الشيخ : قريب جداً، فالله تعالى أقرب من هذا إليك ومع هذا فهو فوق سماواته على عرشه ولا منافاة بين القرب والعلو لأن الشيء قد يكون بعيداً قريبا هذا بالنسبة للمخلوق فكيف بالخالق فالرب عز وجل قريب بعيد بعيد في علوه قريب في دنوه أقرب إلى أحدنا من عنق راحلته هذا الحديث فيه فوائد نعم أولاً : فيه شيء من الصفات السلبية
الطالب : أصم
الشيخ : ها أصم وغائب فليس أصم لكمال سمعه ولا غائباً لكمال بصره وعلمه وقُربه سبحانه وتعالى
وفيه أيضا أنه ينبغي للإنسان ألا يشق على نفسه في العبادة بحيث يرفع صوته بالذكر كما فعل الصحابة يشقون على أنفسهم، لأن الإنسان إذا شق على نفسه تعبت النفس وملت وربما يتأثر البدن ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( اكلُفوا ) أو قال ( اكلَفوا من العمل ما تطيقون فإن الله لا يمل حتى تملوا ) فلا ينبغي للإنسان أن يشق على نفسه بل ينبغي أن يسوس نفسه إذا وجد منها نشاطا في العبادة نعم عمل واستغل الوقت إذا رأى فتورا أو أنها تميل إلى شيء آخر من العبادات يوجهها إليه نعم حتى ( إن الرسول عليه الصلاة والسلام أمر من نعس في صلاته أن ينام ويدع الصلاة قال فإن الإنسان ربما يذهب يدعو لنفسه فيدعو عليها أو يذهب يستغفر الله فيسب نفسه )
طيب من فوائد الحديث أن الله قريب وقد دل عليه قوله تعالى: (( وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان ))وسبق لنا وجه الجمع بين قربه وعلوه وقلنا الجمع بينهما من ثلاثة وجوه الوجه الأول
الطالب : ...
الشيخ : ها أن النصوص جمعت بينهما والنصوص لا تجمع بين متناقضين
ثانيا : أنه لا منافاة بين القرب والعلو قد يكون الشيء عالياً وهو قريب لكن عاد قد يكون قريب جدا وقد يكون قريبا أقرب ممن وراءه
لثالث : لو فرض أن بينهما منافاة منافاة فهي في حق الخالق غير ، فهي في حق الخالق غير ممتنعة ليش؟ لأن الله ليس كمثله شيء في جميع صفاته كما سيأتي في كلام المؤلف
نستفيد من هذا الحديث والذي قبله من النواحي المسلكية:
أما الأول : ففيه عدة فوائد مسلكية:
أولا أن الإنسان إذا عرف عموم ربوبية الله عز وجل وآياته الكونية والشرعية استدل بذلك على رحمة الله سبحانه وتعالى فلزم من ذلك أن يطلب هذه الرحمة
وأيضا التضرع إلى الله عز وجل بإحاطته الزمانية والمكانية الزمانية ( أنت الأول والآخر ) والمكانية ( أنت الظاهر ) ها ( وأنت الباطن ) وفيه أيضا من الناحية المسلكية أن الإنسان ينبغي أن يقتصد ينبغي أن يقتصد في شؤونه المالية منين ناخذه ؟
الطالب : ( اقض عني الدين )
الشيخ : اقض عني الدين وأغنني من الفقر لأنه إذا اقتصد غالبا سلم من الدين وسلم من الفقر وإذا صار لا يقتصد ولا يتصرف تصرفا جيدا فإنه يوشك أن يلحقَه الدين والفقر
أما الثاني فنستفيد منه من الناحية المسلكية :
أنه لا ينبغي لنا أن نشق على أنفسنا في العبادات وأن يكون سيرنا إلى الله تعالى وسطا لا تفريط ولا إفراط
وفيه أيضا الحذر من الله أن نحذر من الله لأنه تعالى سميع قريب وبصير فنحذر من مخالفته
طيب وفيه أيضا من الناحية الحكمية
لكن سلطان الله قديم وظهوره وبطونه أنه الأول فيقابله
الطالب : الآخر
الشيخ : الآخر الظاهر
الطالب : الباطن
الشيخ : يقابله الباطن وأن الرسول عليه الصلاة والسلام سأل الله تعالى أن يقضي عنه الدين وأن يغنيه من
الطالب : الفقر
الشيخ : من الفقر طيب يقول ، وقوله: ... قرينا هذا
كان الصحابة رضي الله عنهم مع النبي صلى الله عليه وسلم إذا علوا نشزاً كبروا وإذا نزلوا وادياً سبحوا لماذا؟ لأن الإنسان إذا ارتفع قد يتعاظم في نفسه ويرى أنه مرتفع عظيم فناسب أن يقول لنفسه ها الله أكبر اطمني اطمني على نفسه الله أكبر إذا نزل فهذا سفول ونزول فيقول سبحان الله أن يكون في السفل أما أنا فأكون في السفل واضح الصحابة رضي الله كانوا يرفعون أصواتهم بالذكر جداً فقال النبي عليه الصلاة والسلام : ( أيها الناس اربعوا على أنفسكم ) يعني هونوا عليها كالذي يجعل الإبل في الربيع، في الربيع الناس يسرعون في المشي ولا يبطئون في المشي؟ ها يبطئون لتجمع الإبل بين السير والرعي فاربعوا على أنفسكم يعني هونوا عليها اطمئنوا ( فإنكم لا تدعون أصم ولا غائباً ) سبحان الله تعالى ( لا تدعون أصم ) لا يسمع ( ولا غائباً ) لا يرى إنما تدعون سميعاً ضد أصم بصيراً ضد غائب قريباً أيضاً قريباً ضد البعيد ( إن الذي تدعونه أقرب إلى أحدكم من عنق راحلته ) نعم ( أقرب إلى أحدكم من عنق راحلته ) عنق الراحلة للراكب بعيد ولا قريب
الطالب : قريب
الشيخ : قريب جداً، فالله تعالى أقرب من هذا إليك ومع هذا فهو فوق سماواته على عرشه ولا منافاة بين القرب والعلو لأن الشيء قد يكون بعيداً قريبا هذا بالنسبة للمخلوق فكيف بالخالق فالرب عز وجل قريب بعيد بعيد في علوه قريب في دنوه أقرب إلى أحدنا من عنق راحلته هذا الحديث فيه فوائد نعم أولاً : فيه شيء من الصفات السلبية
الطالب : أصم
الشيخ : ها أصم وغائب فليس أصم لكمال سمعه ولا غائباً لكمال بصره وعلمه وقُربه سبحانه وتعالى
وفيه أيضا أنه ينبغي للإنسان ألا يشق على نفسه في العبادة بحيث يرفع صوته بالذكر كما فعل الصحابة يشقون على أنفسهم، لأن الإنسان إذا شق على نفسه تعبت النفس وملت وربما يتأثر البدن ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( اكلُفوا ) أو قال ( اكلَفوا من العمل ما تطيقون فإن الله لا يمل حتى تملوا ) فلا ينبغي للإنسان أن يشق على نفسه بل ينبغي أن يسوس نفسه إذا وجد منها نشاطا في العبادة نعم عمل واستغل الوقت إذا رأى فتورا أو أنها تميل إلى شيء آخر من العبادات يوجهها إليه نعم حتى ( إن الرسول عليه الصلاة والسلام أمر من نعس في صلاته أن ينام ويدع الصلاة قال فإن الإنسان ربما يذهب يدعو لنفسه فيدعو عليها أو يذهب يستغفر الله فيسب نفسه )
طيب من فوائد الحديث أن الله قريب وقد دل عليه قوله تعالى: (( وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان ))وسبق لنا وجه الجمع بين قربه وعلوه وقلنا الجمع بينهما من ثلاثة وجوه الوجه الأول
الطالب : ...
الشيخ : ها أن النصوص جمعت بينهما والنصوص لا تجمع بين متناقضين
ثانيا : أنه لا منافاة بين القرب والعلو قد يكون الشيء عالياً وهو قريب لكن عاد قد يكون قريب جدا وقد يكون قريبا أقرب ممن وراءه
لثالث : لو فرض أن بينهما منافاة منافاة فهي في حق الخالق غير ، فهي في حق الخالق غير ممتنعة ليش؟ لأن الله ليس كمثله شيء في جميع صفاته كما سيأتي في كلام المؤلف
نستفيد من هذا الحديث والذي قبله من النواحي المسلكية:
أما الأول : ففيه عدة فوائد مسلكية:
أولا أن الإنسان إذا عرف عموم ربوبية الله عز وجل وآياته الكونية والشرعية استدل بذلك على رحمة الله سبحانه وتعالى فلزم من ذلك أن يطلب هذه الرحمة
وأيضا التضرع إلى الله عز وجل بإحاطته الزمانية والمكانية الزمانية ( أنت الأول والآخر ) والمكانية ( أنت الظاهر ) ها ( وأنت الباطن ) وفيه أيضا من الناحية المسلكية أن الإنسان ينبغي أن يقتصد ينبغي أن يقتصد في شؤونه المالية منين ناخذه ؟
الطالب : ( اقض عني الدين )
الشيخ : اقض عني الدين وأغنني من الفقر لأنه إذا اقتصد غالبا سلم من الدين وسلم من الفقر وإذا صار لا يقتصد ولا يتصرف تصرفا جيدا فإنه يوشك أن يلحقَه الدين والفقر
أما الثاني فنستفيد منه من الناحية المسلكية :
أنه لا ينبغي لنا أن نشق على أنفسنا في العبادات وأن يكون سيرنا إلى الله تعالى وسطا لا تفريط ولا إفراط
وفيه أيضا الحذر من الله أن نحذر من الله لأنه تعالى سميع قريب وبصير فنحذر من مخالفته
طيب وفيه أيضا من الناحية الحكمية
لكن سلطان الله قديم وظهوره وبطونه أنه الأول فيقابله
الطالب : الآخر
الشيخ : الآخر الظاهر
الطالب : الباطن
الشيخ : يقابله الباطن وأن الرسول عليه الصلاة والسلام سأل الله تعالى أن يقضي عنه الدين وأن يغنيه من
الطالب : الفقر
الشيخ : من الفقر طيب يقول ، وقوله: ... قرينا هذا