شرح قول المصنف :وفي باب وعيد الله بين المرجئة والوعيدية من القدرية وغيرهم حفظ
الشيخ : طيب يقول المؤلف الدرس الجديد : " وفي باب وعيد الله في باب الوعيد بين المرجئة والوعيدية من القدرية وغيرهم "
في باب وعيد الله سبحانه وتعالى بين طائفتين أيضاً مرجئة ووعيدية ، المرجئة اسم فاعل من أرجأ بمعنى : أخر ومنه قوله تعالى : (( قالوا أرجه )) وفي قراءة: (( أرجئه )) (( أرجه وأخاه )) أي أخره أخر أمره وسُموا مرجئه إما من الرجاء لتغلبيهم نصوص الرجا وإما من الإرجاء بمعنى التأخير لتأخيرهم الأعمال عن مُسمى الإيمان لأن المرجئة يقولون الأعمال ما لها دخل في الإيمان الأعمال ليس لها دخل في الإيمان وليست منه الإيمان هو الاعتراف بماذا؟ بالقلب فقط أما الأعمال فليست من الإيمان في شيء ولهذا يقولون إن فاعل الكبيرة الزاني السارق شارب الخمر قاتل النفس قاطع الطريق كل ما يوجد في الدنيا من كبيرة غير الكُفر يقولون إنه لا يستحق دخول النار في الجنة ولا يدخل النار أبداً لا دخولاً مؤبداً ولا دخولاً مؤقتا نعم هذا المذهب يصلح أظنه للوقت الحاضر نعم يقولون أنت مؤمن أنت مؤمن تؤمن بالله ورسوله نعم تأتي بأركان الإسلام نعم الباقي افعل ما شئت من الكبائر كل ما يذكر لك من كبيرة في الدنيا ما عدا الكفر فافعله وستدخل الجنة بلا عذاب لا يضر مع الإيمان معصية شوف المرجئة أعوذ بالله يعني يخلون الناس يزنون ويسرقون ويشربون الخمر ويقطعون الطريق وكل شي يفعلونه نعم ونقول يكسرون اللمبات في الأسواق ولا لا ؟ ها ، كل شي من باب أولى هم يقولون أنتم ما شاء الله ما عليكم عذاب أبدا
هذا ما فيه شك أنه من أضعف الأقوال وسبب للفوضى والفساد نعم
الوعيدية وش قالوا ؟ على العكس أي كبيرة يفعلها الإنسان ولم يتب منها فإنه مخلد في النار بها مخلد في النار ما هو بيدخل النار فقط ويعذب بقدرها لا؟ مخلد في النار إن سرق فهو من أهل النار خالداً مخلداً شرب الخمر من أهل النار خالداً مخلد وهكذا هؤلاء من ؟
الطالب : الوعيدية
الشيخ : الوعيدية طيب الوعيدية يشمل طائفتين ولهذا قال المؤلف: " من القدرية وغيرهم " يشمل المعتزلة والمعتزلة قدرية المعتزلة قدرية يرون أن الإنسان مستقل بعلمه كما سبق المعتزلة وعيدية الخوارج وعيدية إذن فالوعيدية طائفتان هما الخوارج والمعتزلة اتفقت الطائفتان على أن فاعل الكبيرة مخلد في النار لا يخرج منها أبدا نعم وأن من شرب الخمر مرة كمن عبد الصنم ألف سنة عرفتم ؟ كلهم مخلدون في النار لكن يختلفون في الاسم كما سيأتي إن شاء الله في الباب الثاني اللي بعده
أهل السنة والجماعة يقولون لا نُغلب جانب الوعيد ولا جانب الوعد لا نُغلب جانب الوعيد ولا جانب الوعد ونقول فاعل الكبيرة مستحق للعذاب وإن عُذب لا يخلد في النار شف العبارة عبارة محررة فاعل الكبيرة مستحق للعذاب والمرجئة يقولون
الطالب : لا يستحق
الشيخ : ها لا يستحق لا يستحق العذاب ولا يعذب وإن عُذب لا يخلد في النار الخوارج والمعتزلة يقولون إنه مستحق للعذاب مخلد في النار مخلد في النار ، كيف هذا الخلاف بين الوعيدية وبين المرجئة ؟ الخلاف بينهم سببه: أن كل واحد منهما نظر إلى النصوص بعين عوراء ينظر من جانب واحد هؤلاء نظروا نصوص الوعيد فأرجؤوا الإنسان ودخَّلوه في الرجاء وقالوا ما دام
الطالب : ...
الشيخ : كيف مرجئة نظروا أحاديث الوعيد
الطالب : الوعد
الشيخ : إي نعم نظروا أحاديث الوعد نظروا أحاديث الوعد فدخلوا الإنسان في الرجاء، المرجئة نظروا نصوص الوعد أحسن نصوص يشمل الآيات والأحاديث فأدخلوا الإنسان في الرجاء وقالوا نأخذ بها وندع ما سواها والوعيدية بالعكس نظروا إلى نصوص الوعيد فأخذوا بها وغفلوا عن نصوص الوعد فلهذا اختل توازنهم لما نظروا من جانب واحد صار قولُهم خطأً، أهل السنة والجماعة أخذوا بهذا وهذا وقالوا نصوص الوعيد محكمة ، محكمة فنأخذ بها وأحاديث الوعد محكمة فنأخذ عرفتم ولا لا ؟ طيب
ماذا يصنع المرجئة في نصوص الوعيد؟ حملوا نصوص الوعيد على الكافرين قالوا النصوص الواردة في وعيد من أتى كبيرة محمولة على الكافرين وأما المؤمن فلا ولهذا ينكرون الشفاعة طيب أهل الوعيد أهل الوعيد قالوا : نحن نأخذ بنصوص الوعيد ونقول نصوص الوعد فيمن لم يفعل هذه الأشياء فقال أهل السنة والجماعة نأخذ من نصوص الوعد ما نرد به على من؟
الطالب : الوعيدية
الشيخ : على الوعيدية ونأخذ من نصوص الوعيد ما نرد به على المرجئة ونقول فاعل الكبيرة مستحق لدخول النار لئلا نُهدر نصوص الوعيد غير مخلد فيها لِئلا نُهدر
الطالب : نصوص الوعد
الشيخ : نصوص الوعد فأخذوا بالنصين جميعا وقالوا إن شعارنا قول الله تعالى : (( إن الله لا يغفر أن يُشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء )) واضح طيب