تتمة شرح قول المصنف :وليس معنى قوله وهو معكم أنه مختلط بالخلق فإن هذا لا توجبه اللغة حفظ
الشيخ : الكلام عليها مقسما في شرح أو في تفسير الآيات إنما المؤلف ذكرها هذا الفصل ليبين رحمه الله أنه لا معارضة ولا مناقضة بين إثبات علو الله سبحانه وتعالى وكونه مع الخلق وذكرنا أنه قال رحمه الله إنه ليس معنى قوله: (( وهو معكم )) أنه مختلط بالخلق ليس هذا هو المعنى قال : " لأن اللغة لا توجبه "
وذكرنا الفرق بين العبارتين فإن هذا لا توجبه اللغة أو فإن هذا لا تقتضيه وإنما قال: لا توجبه ردا على قول من يقول إن اللغة توجب إذا قلتم بحقيقة المعية توجب أن يكون مختلطا بالخلق فقال إن اللغة لا توجب ذلك يعني لو قلنا بأن المعية حقيقية بالنسبة لله عز وجل فإن اللغة لا توجب ذلك حتى تلزمونا بالقول بأنه في كل مكان
طيب الفرق بين لا توجب ولا تقتضيه: قلنا إنه لو قال فإن اللغة لا تقتضيه، لكانت العبارة خطأ كيف؟ لأن اللغة قد تقتضي ذلك يعني اللغة قد تقتضي ذلك ،وفرق بين أن نقول إن اللغة تقتضيه أو أن اللغة توجبه لأننا إذا قلنا أن اللغة توجب أن يكون أن تكون حقيقة المعية مستلزمة للاختلاط لو قلنا ذلك للزم أن نقول بقول من الحلولية وهذا ليس بصحيح وقد ذكرنا بل ذكر المؤلف رحمه الله مثلاً قال : " إن القمر آية من آيات الله من أصغر المخلوقات وهو في السماء وهو مع ذلك يقال إنه معنا " هذا مع أن الفارق عظيم بين الخالق والمخلوق فالله سبحلنه وتعالى وإن كان في السماء وعلى عرشه فكل السماوات والأرضين في يده نعم كأنها خردلة في يد أحدنا ليست بشيء فرب هذه عظمته يمكن أن يكون فوق كل شيء ومع ذلك يصح أن نقول إنه معنا حقيقة لكن لا يمكن أن يكون معنا في الأرض لأنه لو كان معنا في الأرض لزم عدة محاذير أولا التجزء أو التعدد ثانياً: أن الأشياء محيطة به وهو محيط بكل شيء ولا يحيط به شيء نعم فإن عجز ذهنك أن يتصور هذا إن عجز ولا أظن أحداً يعجز أن يتصور ذهنه هذا بالنسبة لله عز وجل إن عجز عن ذلك فقل لذهنك يقال لك هل القلم معك فتقول نعم وين تروح؟ هذا هو بمخباتي هذه معية ويقال هل معك علم أو أنت جاهل؟ أين محل العلم ها في الصدر وهذه معية ويقال جاء فلان مع فلان نعم أين كان هو بمخباته وجاء معه ؟ لا إلى جنبه نعم بائن منه ويقال للرجل مع زوجته وإن كانت هي في المشرق وهو في المغرب يقال فلانة مع فلان شف الآن صار المعية تختلف بحسب ما تضاف إليه بحسب ما تضاف إليه هذا مع أنها مضافة إلى شيء واحد مخلوق إلى مخلوق فإذا كانت تختلف فيجب أن تختلف معية الخالق عن معية المخلوق يعني لو فرضنا أن معية المخلوق تستلزم أن يكون معه في المكان لم يلزم ذلك في معية الخالق لم يلزم هذا في معية الخالق والأمر والحمد لله واضح ولكن بقي أن نقول هل يصح أن نقول إنه معنا بذاته؟ الجواب هذا اللفظ يجب أن يبعد لماذا؟ لأنه يوهم معنى فاسدا يحتج به من يقول بالحلول يحتج به من يقول بالحلول ويحتج عليه من يفسر المعية بالعِلم شف الآن يبي يجيك طائفتين طائفة تقول الحمد لله الذي هداك للحق ها وما هو الحق عندهم
الطالب : الحلول
الشيخ : الحلول يقول هذا هو الصحيح الحمد لله الذي هداك للحق وطائفة أخرى تقول لقد ضللت وما أنت من المهتدين نعم كيف تقول أنه معك بذاته مهو بصحيح هذا هو الحلول هم يعتقدون أنك إذا قلت معه لا بد أن يكون في المكان وقد شرحنا الآن وشرح شيخ الإسلام ابن تيمية أنك إذا قلت إنه معك حقيقة لم يلزم أن يكون في المكان ، لأن اللغة لا توجب ذلك وإن كانت قد تقتضيه بالنسبة للمخلوقات لكن بالنسبة للخالق لا يمكن أبداً لأنه عرفتم أنه يلزم من هذا التجزء أو التعدد اللازم
الثاني وهو فاسد أيضا أن تحيط به المخلوقات وهذا أمر لا يمكن إذن أنا أريد منكم أن تتجنبوا كلمة بذاته وما أشبه ذلك مما قد يُثير عليكم بعض الناس ويقول أنتم أخطأتم وقد يفرح بكم الحلولية ويقولون أنتم أصبتم الله يعافيكم انضممتم إلى صفنا نعم والشيء الذي فيه اشتباه على العامة تركُه أولى بل يجب إذا كان العامي سيفهم من هذا الحلول ، يجب عليك أن لا تقول هكذا يجب عليك البعد عنه، كل لفظ يوهم نقصا في حق الله يجب عليك أن تجنبه، قال ابن مسعود رضي الله عنه: ( إنك لن تحدث قوما حديثا لا تبلغه عقولهم إلا كان لبعضهم فتنة ) يعني قد لا يستطيع العامي أن يوفق بين علو الله وبين أن تقول إنه معنا بذاته لكنه في السماء قد لا يستطيع أن يوفق بين هذا وهذا إذن لا تخاطبه بذلك قل هو معنا يعلمنا ويسمعنا ويرانا ويحيط بنا فبين له أيش بين له المقتضى بين له المقتضى لأن هذا هو الذي يدركه عقله نعم هذا هو الواجب علينا كل شيء إذا أطلقناه صار موهما لمعنى باطل لا يليق بالله فالواجب أن نتجنب هذا اللفظ وإن كنا بلا شك إذا قلنا أنه حقيقة أن المعية حقيقة فهذا هو معناها وش معنى معك حقيقة إلا هو نفسه لكن نظرا إلى أن هذه الكلمة صار يُطلقها من يرون أيش؟ الحلول وصار إطلاقُها موهما لذلك أنا أرى أنه يجب تجنُبها لكن عقيدتك فيما بينك وبين الله أن الله معك حقيقة وهو في السماء
السائل : نقول بأنه العلم
الشيخ : ما حاجة نقول ، نقول العلم من مقتضى هذه المعية العلم والسمع والبصر كما قاله ابن رجب وابن كثير وغيرهم يعني ما نحصرها أيضا في العلم في كل الإحاطة علماً وقدرة وسلطانا وسمعا وبصرا وغير ذلك
الطالب : ...
الشيخ : نعم
الطالب : هو كما أنه على عرشه ...
الشيخ : كما أنه على عرشه وكما أنه ينزل إلى السماء الدنيا والعلماء صرحوا قالوا بذاته مع أنه في العلو مع أنه في العلو قطعا ما في نزول وإن كنا أيضا نفرق بين النزول وبين المعية لاحظ المعية لسنا نقول إنه معنا في الأرض وهو في السماء هذا لا يمكن لكن النزول نقول ينزل إلى السماء الدنيا وهو في العلو هذا الفرق نحن نقول هو معنا وهو في فوق كل شيء لأنه كما شرحنا لكم ويجب أن نتبينه جيداً أن المعية لا تستلزم ها الاختلاط، لأن اللغة لا توجب ذلك حتى تلزمونا بأننا إذا قلنا إن المعية حقيقة تلزموننا فتقولون يلزمكم أن يكون حالا مختلطا بكم هذا لا توجبه اللغة والمعية بحسب ما تضاف إليه فإن اتسع ذهنك لهذا فهذا هو الحق وهو الذي عليه القاعدة العامة إجراء النصوص على ظاهرها مع تنزيه الله عن ما لا يليق به
فإن لم يتسع قلبك لهذا فالحمد لله قل هو معنا يعلمنا ويسمعنا ويرانا ويحيط بنا قدرة وسلطانا وغير ذلك ودع كلمة حقيقة وكلمة ذاتية اتركها نهائيا حتى لا تقع في إشكال
أما إذا كنت تقول الله عز وجل لا يشبه أحدا من المخلوقين في صفاته بل إن المخلوقات كما مثّل شيخ الإسلام تكون معك حقيقة وهي في العلو فالأمر واضح والحمد لله ولا فيه إشكال وهو إنما الذي يجب أن نتجنب كلمة بذاته أو ذاتية أو ما أشبه ذلك لئلا يوهم معنى فاسداً كل شيء يوهم معنى فاسدا فيما يضاف إلى الله فالواجب علينا يا إخوان أن نتجنبه نتجنبه حتى لا نوقع عباد الله بأمر لا يليق بالله
السائل : شيخ
الشيخ : نعم ما جت الأسئلة
السائل : ...
الشيخ : ها
السائل : جاءت