شرح قول المصنف : فيضرب بمرزبة من حديد فيصيح صيحة سمعها كل شيء إلا الإنسان ولو سمعها الإنسان لصعق
الشيخ : " فيضرب بمرزبة " يضرب من؟ الذي لم يجب، سواء قلنا إنه الكافر أو المنافق على الخلاف بين العلماء.
" يضرب بمرزبة " والضارب له الملكان اللذان يسألانه.
والمرزبة : هي مطرقة من حديد، وقد ورد في بعض الروايات أنه لو اجتمع عليها أهل منى، ما أقلوها. - أعوذ بالله -. نعم.
إذا ضرب يصيح صيحة يسمعها كل شيء إلا الإنسان، ولو سمعها الإنسان لصعق.
قوله : " يضرب فيصيح " صياحا مسموعا ولا لا؟ مسموع، يسمعه كل شيء يكون حوله مما يسمع صوته، ما هو كل شيء حتى اللي في أقطار الدنيا الأخرى.
يسمعه، وأحياناً يتأثر به، كما مر النبي صلى الله عليه وسلم بأقبر للمشركين على بغلته، فحادت به، حتى كادت تلقيه، لأنها سمعت أصواتهم يعذبون، والعياذ بالله.
ومن نعمة الله علينا أننا لا نسمع هذا الصياح لحكم عظيمة، منها :
أولاً : أننا قد نهلك، لأنها صيحة مي هينة، صيحة توجب أن تسقط القلوب من معاليقها والعياذ بالله فيموت الإنسان أو يغشى عليه.
ثانياً : أن في إخفاء ذلك ستراً على الميت، كذا؟
ثالثاً : أن فيه عدم إزعاج لأهله، لأن أهله إذا سمعوا ميتهم يعذب ويصيح، لم يستقر لهم قرار.
ورابعاً : فيه أيضا عدم تخجيل أهله، لأن الناس يقولون: هذا ولدكم! هذا أبوكم! هذا أخوكم! هذا زوجك! وما أشبه ذلك.
خامسا : ما أشار إليه النبي عليه الصلاة والسلام بقوله : ( لولا أن لا تدافنوا، لدعوت الله أن يسمعكم عذاب القبر )، هذا أيضا خمسة.
سادساً : لو سمع الناس صراخ هؤلاء المعذبين، لكان الإيمان بعذاب القبر من باب ايش؟ الإيمان بالشهادة، لا من باب الإيمان بالغيب، وحينئذ تفوت مصلحة الامتحان، لأن الناس سوف يؤمنون بما شاهدوا قطعاً، لكن إذا كان غائباً عنهم، ولم يعلموا به إلا عن طريق الخبر، صار من باب الإيمان بالغيب .
فإن قلت: هل هذه الفتنة لمن دفن أو تشمل حتى من ألقي على وجه الأرض، أو من أكلته السباع؟
نقول : تشمل، فالمراد بالقبر هنا البرزخ الذي بين موت الإنسان وقيام الساعة - أي نعم -.