شرح قول المصنف : ويلجمهم العرق . حفظ
الشيخ : قال : " ويلجمهم العرق "
" يلجمهم العرق "، أي: يصل منهم إلى موضع اللجام من الفرس، وما موضع اللجام من الفرس؟ الفم، الفم، ولكن هذا غاية ما يصل إليه العرق وإلا، فبعضهم يصل العرق إلى كعبيه، وإلى ركبتيه، وإلى حِقويه، ومنهم من يلجمه، فهم يختلفون في هذا العرق، ويعرقون من شدة الحر، ويعرقون من شدة الحر، لأن المقام مقام زحام وشدة ودنو شمس، فيعرق الإنسان، يعرق الإنسان مما يحصل في ذلك اليوم، لكنهم على حسب أعمالهم، يكون العرق على حسب أعمالهم.
فإن قلت : كيف يكون ذلك وهم في مكان واحد؟ كيف يكون ذلك وهم في مكان واحد؟
فالجواب: أننا أصلنا قاعدة يجب الرجوع إليها، وهي: أن هذه الأمور الغيبية يجب علينا أن نؤمن ونصدق دون أن نقول : كيف؟! لأنها شيء وراء عقولنا، ولا يمكن أن ندركها أو نحيط بها.
هذان رجلان دُفنا في قبر واحد: أحدهما مؤمن، والثاني: كافر، ينال المؤمن من النعيم ما يستحق، وينال الكافر من العذاب ما يستحق، وهما في قبر واحد، أليس كذلك؟ نعم، ومع هذا نقول: العرق يوم القيامة يكون هكذا، هم في مكان واحد، في موقف واحد نعم، يلجم بعضهم العرق ويصل العرق إلى بعضهم في بعضهم إلى كعبيه وإلى ركبتيه وإلى حقويه، ولا مانع.
فإن قلت : هل تقول : إن الله سبحانه وتعالى يجمع من يلجمهم العرق في مكان ومن يصل العرق إلى كعبيه في مكان، وإلى ركبتيه في مكان، وإلى حقويه في مكان؟ فما الجواب؟
الجواب : لا ندري، لا نجزم بهذا، والله أعلم، بل نقول : من الجائز أن يكون الذي يصل العرق إلى كعبه إلى جانب الذي يلجمه العرق، والله على كل شيء قدير، وهذا نظير النور الذي يكون للمؤمنين، يسعى بين أيديهم وبأيمانهم، والكفار في ظلمة.
فيوم القيامة كما قلت يجب علينا أن نؤمن به، أما كيف؟! فهذا لا يرد علينا.
كما أن صفات الله سبحانه وتعالى كذلك نؤمن بها ونصدق ولكن كيف لا ترد علينا إطلاقا. نعم.
يقول : " يلجمهم العرق ". إذن كلام المؤلف رحمه الله في قوله : " يلجمهم العرق " أراد أن يبين؟ ايه؟ المنتهى وغاية العرق، وإلا فقد ثبتت الأحاديث بأن من الناس من يكون عرقه دون ذلك.