شرح قول المصنف : وأما الكفار فلا يحاسبون محاسبة من توزن حسناته وسيئاته فإنه لا حسنات لهم ولكن تعد أعمالهم فتحصى فيوقفون عليها ويقرون بها . وفي عرصات القيامة الحوض المورود للنبي صلى الله عليه وسلم ماؤه أشد بياضا من اللبن وأحلى من العسل آنيته عدد نجوم السماء وطوله شهر وعرضه شهر من يشرب منه شربة لا يضمأ بعدها أبدا حفظ
الشيخ : أما الكافر، يقول المؤلف : " وأما الكفار فلا يحاسبون محاسبة من توزن حسناته وسيئاته فإنه لا حسناتَ لهم ". قرأها القارئ لا حسنات لهم، مع أن حسنات جمع مؤنث سالم. وجمع المؤنث السالم ينصب بالكسرة، لكن يستثنى هذا الموضع من جمع المؤنث السالم، وهو إذا دخلت عليه لا النافية للجنس فإنه يجوز بناؤه على الفتح وبناؤه على الكسر، كما قال الشاعر : " لا سابغاتِ ولا جأواء باسلة ** تقي المنون لدى استيفاء آجال ".
لا سابغات فيجوز بناءه على الفتح وبناءه على الكسر، نعم. " لا سبغاتِ أو لا سابغاتَ ولا جأواء باسلة ** تقي المنون لدى استيفاء آجال ".
طيب يقول : فإنه لا حسنات لهم، وإذا كان ليس لهم حسنات ما يحاسبون، ولكن ماذا يصنع بهم؟
قال : " ولكن تعد أعمالهم فتحصى فيوقفون عليها ويقررون بها ويخزون بها ". ما هي عندكم يخزون ؟ طيب.
تعد أعمالهم وتحصى، ثم يقال: هذه أعمالكم كما جاء في الكتاب والسنة، ثم يقررون بها، وينادى على رؤوس الأشهاد والعياذ بالله (( هؤلاء الذين كذبوا على ربهم ألا لعنة الله على الظالمين )). عكس المؤمن، هؤلاء أمام الناس يقررون بذنوبهم وتعد وتحصى، ثم ينادى على رؤوس الأشهاد (( هؤلاء الذين كذبوا على ربهم ألا لعنة الله على الظالمين )). الله يجعلنا وإياكم من المؤمنين. الفرق العظيم بين هؤلاء وهؤلاء، فالمؤمن إذا علم بهذا الفرق لا شك أنه يرغب في الإيمان ويقوى وينشط، بخلاف الكافر والعياذ بالله لا يؤمن بهذا الشيء.
ثم قال المؤلف : " وفي عرصات القيامة "
عرصات : جمع عرصة، وهي المكان المتسع، ويوم القيامة لا شك أن المكان متسع، لأن الأرض تمد مد الأديم، وليس فيها جبال ولا أودية ولا أشجار ولا بناء ولا أحجار، تمد كما قال الرسول عليه الصلاة والسلام مد الأديم يعني مد الجلد.
" في عرصات القيامة الحوض المورود للنبي صلى الله عليه وسلم ".
الكلام على الحوض من عدة أمور :
أولاً: هل هذا الحوض موجود الآن أو لا؟ نقول : هو موجود الآن، لأنه ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه خطب ذات يوم في أصحابه، وقال : ( وإني لأرى إلى حوضي أو قال حوضي الآن ) فهو موجود.
وأيضاً، ثبت عن النبي عليه الصلاة والسلام، قال : ( منبري على حوضي ) منبره الي في مسجده على حوضه، وهذا يحتمل أنه في هذا المكان، لكن لا نشاهده، لأنه غيبي، ويحتمل أن المنبر يوضع يوم القيامة على الحوض.
ثانياً : هذا الحوض يصبّ فيه ماء، فمن أين هذا الماء ؟ هل ينبع من الأرض؟ لا، ولكنه يصب من ميزابين من الكوثر، وهو النهر العظيم الذي أعطيه النبي صلى الله عليه وسلم في الجنة، فينزل منه ميزابان يصبان في هذا الحوض.
ثالثاً : يقول : الحوض المورود، قبل قبل.
" في عرصات القيامة " يعني: زمنه هل هو قبل العبور على الصراط، أو بعد العبور على الصراط؟
نقول : هو قبل العبور على الصراط، لأن المقام يقتضي ذلك حيث إنّ الناس في حاجة إلى الشرب في عرصات القيامة قبل عبور الصراط.
أيضا يقول المؤلف البحث الخامس أظن أو الرابع؟ الرابع من الذي يرد هذا الحوض، المؤلف يقول: " المورود "، فمن الذي يرده؟
والجواب : أن الذي يرده هم المؤمنون برسول الله صلى الله عليه وسلم، المتبعون لشريعته، فمن ورد شريعته في الدنيا ورد حوضه في الآخرة، ومن استنكف واستكبر فإنه يطرد منه والعياذ بالله، وإن كانت ينتسب إلى الأمة، حتى لو فرض أنه رجل منافق ينتسب إلى الأمة فإنه يطرد منه، لكن المؤمن بالرسول عليه الصلاة والسلام، المتبع لشريعته هو الذي يرده.
البحث الخامس : في كيفية مائه.
يقول المؤلف رحمه الله : " ماؤه أشد بياضاً من اللبن " هذا وصف، هذا في اللون.
في الطعم: " وأحلى من العسل"،
في الرائحة: أطيب من المسك، كما ثبت به الحديث عن النبي عليه الصلاة والسلام.
فالماء إذن أحسن ما يكون، أبيض ناصع أشد من اللبن، وأحلى من العسل، وأطيب من رائحة المسك. طيب. آنيته.
البحث السادس : آنيته : يقول : " عدد نجوم السماء ". هكذا جاء في الحديث. ويش تقول يا محمد أمان، محمد نور؟
الطالب : ... .
الشيخ : وين تروح؟
الطالب : ما أروح يا شيخ.
الشيخ : لا ما أنت معنا. احرص احرص ترى الوقت يروح عليك.
طيب في بعض ألفاظ الحديث : ( آنيته كنجوم السماء ) وهذا اللفظ أشمل، لأنه يكون كالنجوم في العدد وفي الوصف بالنور واللمعان، فآنيته كنجوم السماء كثرة وإضاءة.
وهذا أبلغ من قول من لفظ : " عدد نجوم السماء ". طيب.
آثار هذا الحوض أن من شرب منه شربة، لم يظمأ بعدها أبداً، ما يظمأ حتى على الصراط وبعد ذلك، ما يظمأ أبدا.
وهذه من حكمة الله عز وجل، لأن الذي يشرب من الشريعة في الدنيا لا يخسر أبداً، كذلك الذي يشرب من الحوض في الآخرة لا يظمأ أبدا.
أما مساحة هذا الحوض فيقول : " طوله شهر وعرضه شهر". إذن يكون مدوراً ولا مربعا؟ مدورا يا إخوان مدور، لأن المربع زواياه تطول على مسطحه، هو طوله شهر أي اتجاه؟ طوله شهر وعرضه شهر.
بقي علينا أن نقول : إذا كان طوله شهرا وعرضه شهرا كيف يعني يتمكن جميع الناس أن يشربوا منه؟ يعني ما ينفد ويخلص؟
الجواب : ذكرنا قبل قليل أنه يصب فيه ميزابان من الكوثر إذن لا ينفد أبدا.
فيه بحث جديد، هل للأنبياء الآخرين أحواضٌ؟
فالجواب : نعم، فإنه جاء في حديث رواه الترمذي- وإن كان فيه مقال - : ( أن لكل نبي حوضاً ). لكن هذا يؤيده المعنى، وهو أن الله عز وجل بحكمته وعدله كما جعل للنبي محمد صلى الله عليه وسلم حوضاً يرده المؤمنون من أمته، كذلك يجعل لكل نبي حوضاً حتى ينتفع المؤمنون بالأنبياء السابقين.
لا سابغات فيجوز بناءه على الفتح وبناءه على الكسر، نعم. " لا سبغاتِ أو لا سابغاتَ ولا جأواء باسلة ** تقي المنون لدى استيفاء آجال ".
طيب يقول : فإنه لا حسنات لهم، وإذا كان ليس لهم حسنات ما يحاسبون، ولكن ماذا يصنع بهم؟
قال : " ولكن تعد أعمالهم فتحصى فيوقفون عليها ويقررون بها ويخزون بها ". ما هي عندكم يخزون ؟ طيب.
تعد أعمالهم وتحصى، ثم يقال: هذه أعمالكم كما جاء في الكتاب والسنة، ثم يقررون بها، وينادى على رؤوس الأشهاد والعياذ بالله (( هؤلاء الذين كذبوا على ربهم ألا لعنة الله على الظالمين )). عكس المؤمن، هؤلاء أمام الناس يقررون بذنوبهم وتعد وتحصى، ثم ينادى على رؤوس الأشهاد (( هؤلاء الذين كذبوا على ربهم ألا لعنة الله على الظالمين )). الله يجعلنا وإياكم من المؤمنين. الفرق العظيم بين هؤلاء وهؤلاء، فالمؤمن إذا علم بهذا الفرق لا شك أنه يرغب في الإيمان ويقوى وينشط، بخلاف الكافر والعياذ بالله لا يؤمن بهذا الشيء.
ثم قال المؤلف : " وفي عرصات القيامة "
عرصات : جمع عرصة، وهي المكان المتسع، ويوم القيامة لا شك أن المكان متسع، لأن الأرض تمد مد الأديم، وليس فيها جبال ولا أودية ولا أشجار ولا بناء ولا أحجار، تمد كما قال الرسول عليه الصلاة والسلام مد الأديم يعني مد الجلد.
" في عرصات القيامة الحوض المورود للنبي صلى الله عليه وسلم ".
الكلام على الحوض من عدة أمور :
أولاً: هل هذا الحوض موجود الآن أو لا؟ نقول : هو موجود الآن، لأنه ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه خطب ذات يوم في أصحابه، وقال : ( وإني لأرى إلى حوضي أو قال حوضي الآن ) فهو موجود.
وأيضاً، ثبت عن النبي عليه الصلاة والسلام، قال : ( منبري على حوضي ) منبره الي في مسجده على حوضه، وهذا يحتمل أنه في هذا المكان، لكن لا نشاهده، لأنه غيبي، ويحتمل أن المنبر يوضع يوم القيامة على الحوض.
ثانياً : هذا الحوض يصبّ فيه ماء، فمن أين هذا الماء ؟ هل ينبع من الأرض؟ لا، ولكنه يصب من ميزابين من الكوثر، وهو النهر العظيم الذي أعطيه النبي صلى الله عليه وسلم في الجنة، فينزل منه ميزابان يصبان في هذا الحوض.
ثالثاً : يقول : الحوض المورود، قبل قبل.
" في عرصات القيامة " يعني: زمنه هل هو قبل العبور على الصراط، أو بعد العبور على الصراط؟
نقول : هو قبل العبور على الصراط، لأن المقام يقتضي ذلك حيث إنّ الناس في حاجة إلى الشرب في عرصات القيامة قبل عبور الصراط.
أيضا يقول المؤلف البحث الخامس أظن أو الرابع؟ الرابع من الذي يرد هذا الحوض، المؤلف يقول: " المورود "، فمن الذي يرده؟
والجواب : أن الذي يرده هم المؤمنون برسول الله صلى الله عليه وسلم، المتبعون لشريعته، فمن ورد شريعته في الدنيا ورد حوضه في الآخرة، ومن استنكف واستكبر فإنه يطرد منه والعياذ بالله، وإن كانت ينتسب إلى الأمة، حتى لو فرض أنه رجل منافق ينتسب إلى الأمة فإنه يطرد منه، لكن المؤمن بالرسول عليه الصلاة والسلام، المتبع لشريعته هو الذي يرده.
البحث الخامس : في كيفية مائه.
يقول المؤلف رحمه الله : " ماؤه أشد بياضاً من اللبن " هذا وصف، هذا في اللون.
في الطعم: " وأحلى من العسل"،
في الرائحة: أطيب من المسك، كما ثبت به الحديث عن النبي عليه الصلاة والسلام.
فالماء إذن أحسن ما يكون، أبيض ناصع أشد من اللبن، وأحلى من العسل، وأطيب من رائحة المسك. طيب. آنيته.
البحث السادس : آنيته : يقول : " عدد نجوم السماء ". هكذا جاء في الحديث. ويش تقول يا محمد أمان، محمد نور؟
الطالب : ... .
الشيخ : وين تروح؟
الطالب : ما أروح يا شيخ.
الشيخ : لا ما أنت معنا. احرص احرص ترى الوقت يروح عليك.
طيب في بعض ألفاظ الحديث : ( آنيته كنجوم السماء ) وهذا اللفظ أشمل، لأنه يكون كالنجوم في العدد وفي الوصف بالنور واللمعان، فآنيته كنجوم السماء كثرة وإضاءة.
وهذا أبلغ من قول من لفظ : " عدد نجوم السماء ". طيب.
آثار هذا الحوض أن من شرب منه شربة، لم يظمأ بعدها أبداً، ما يظمأ حتى على الصراط وبعد ذلك، ما يظمأ أبدا.
وهذه من حكمة الله عز وجل، لأن الذي يشرب من الشريعة في الدنيا لا يخسر أبداً، كذلك الذي يشرب من الحوض في الآخرة لا يظمأ أبدا.
أما مساحة هذا الحوض فيقول : " طوله شهر وعرضه شهر". إذن يكون مدوراً ولا مربعا؟ مدورا يا إخوان مدور، لأن المربع زواياه تطول على مسطحه، هو طوله شهر أي اتجاه؟ طوله شهر وعرضه شهر.
بقي علينا أن نقول : إذا كان طوله شهرا وعرضه شهرا كيف يعني يتمكن جميع الناس أن يشربوا منه؟ يعني ما ينفد ويخلص؟
الجواب : ذكرنا قبل قليل أنه يصب فيه ميزابان من الكوثر إذن لا ينفد أبدا.
فيه بحث جديد، هل للأنبياء الآخرين أحواضٌ؟
فالجواب : نعم، فإنه جاء في حديث رواه الترمذي- وإن كان فيه مقال - : ( أن لكل نبي حوضاً ). لكن هذا يؤيده المعنى، وهو أن الله عز وجل بحكمته وعدله كما جعل للنبي محمد صلى الله عليه وسلم حوضاً يرده المؤمنون من أمته، كذلك يجعل لكل نبي حوضاً حتى ينتفع المؤمنون بالأنبياء السابقين.