شرح قول المصنف : والصراط منصوب على متن جهنم وهو الجسر الذي بين الجنة والنار يمر الناس على قدر أعمالهم فمنهم من يمر كلمح البصر ومنهم من يمر كالبرق ومنهم من يمر كالريح ومنهم من يمر كالفرس الجواد ومنهم من يمر كركاب الإبل ومنهم من يعدو عدوا ومنهم من يمشي مشيا ومنهم من يزحف زحفا ومنهم من يخطف خطفا ويلقى في جهنم . فإن الجسر عليه كلاليب تخطف الناس بأعمالهم فمن مر على الصراط دخل الجنة حفظ
الشيخ : ثم قال المؤلف رحمه الله : " والصراط منصوب على متن جهنم، وهو الجسر الذي بين الجنة والنار، يمر الناس على قدر أعمالهم ". عندكم عليه ولا يمر الناس على قدر أعمالهم؟ " فمنهم من يمر كلمح البصر، ومنهم من يمر كالبرق، ومنهم من يمر كالريح، ومنهم من يمر كالفرس الجواد، ومنهم من يمر كركاب الإبل، ومنهم من يعدو عدوا، ومنهم من يمشي مشيا، ومنهم من يزحف زحفا، ومنهم من يخطف خطفا ويلقى في جهنم " إلى آخره.
الصراط فعال بمعنى مفعول فهو صراط بمعنى مصروط والصرط هو المرور بسرعة، ومنه الزرط زرط اللقمة يعني ابتلعها بسرعة.
قال العلماء : والصراط لا يكون صراط إلا إذا كان طريقا واسعا مستقيما معتدلا، يسمى صراطا، فأما الطريق الضيق فليس بصراط والطريق المعوج ليس بصراط، والطريق الي فيه طلوع ونزول ليس بصراط، لماذا؟ لأن هذه المادة ما تتناسب مع الطرق الضيقة والملتوية، لأنها مأخوذة من الصرط وهو المرور في سرعة.
هذا الصراطُ المنصوب على جهنم هل ينطبق عليه هذا الوصف، أي: أنه طريق واسع مستقيم ليس فيه عوج ولا أمت؟ أم ماذا؟
اختلف في هذا العلماء، فمنهم من قال : إنه هكذا طريق واسع يمر الناس على قدر أعمالهم، بدليل أن كلمة الصراط مدلولها اللغوي هو هذا، ودليل آخر ( أن الرسول أخبر بأنه دحض ومزلة )، والدحض والمزلة ما يكون إلا في طريق واسع، لأن الدحض والمزلة، الدحض الزلق كالطريق الذي يأتيه السيل والماء فيزلق الناس فيه، قالوا : وهذا لا يكون إلا في طريق متسع، أما الضيق فلا يكون صراطا.
وقال بعض العلماء : بل هو صراط دقيق جداً، كما جاء في حديث أبي سعيد الذي رواه مسلم بلاغاً ( أنه أدق من الشعر، وأحدّ من السيف ). وبناء على هذا الرأي الأخير يرد علينا إشكال، وهو كيف يمكن العبور على طريق كهذا؟
الجواب : أن أمور الآخرة لا تقاس بأمور الدنيا، فالله تعالى على كل شيء قدير. ولا ندري، كيف يعبرون؟! هل يجتمعون جميعاً في هذا الطريق أو واحدا بعد واحد؟ الله أعلم. المهم أنه إذا ثبت عن النبي عليه الصلاة والسلام وجب قبوله والتسليم له.
وهذه المسألة لا يكاد الإنسان يجزم بأحد القولين، لأنّ كلا القولين له وجهة قوية.
وقوله : " منصوب على متن جهنم " متن جهنم ، يعني : نفس جهنم، على نفس النار، جسر ممدود عليها، ثم يمر الناس عليه.
والمراد بــــ" الناس " هنا المؤمن المؤمنون قصدي المراد بالناس المؤمنون، لأن الكفار قد ذُهب بهم إلى النار، ولا حاجة أن يصعدوا مع هذا الطريق إنما يصعد مع هذا الطريق من يكون من أهل الجنة.
فيمر الناس عليه على قدر أعمالهم، منهم من يمر كلمح البصر، ومنهم من يمر كالبرق، أيهم أسرع؟ لمح البصر أسرع، أسرع من البرق، ومنهم من يمر كالريح، الهواء، والهواء سريع، سريع لا سيما قبل أن يعرف الناس الطيارات. نعم. والهواء المعروف أنه يصل إلى كم؟ يصل أحياناً إلى مئة وأربعين ميل في الساعة، أحيانا يكون عواصف تأتي في بعض البلاد تبلغ إلى هذا الحد مائة وأربعين ميل كم تبلغ من الكيلو؟
الطالب : ... .
الشيخ : لا لا أكثر، أكثر، لأن الميل أظن ها كليوين إلا ثلث أو إلا ربع، إذن تبلغ مسافة عظيمة، لكن مع ذلك دون الطائرة، إنما الرسول عليه الصلاة والسلام ضرب مثلا بما يعرف الناس في ذلك الوقت.
ومنهم من يمر كالفرس الجواد، الفرس الجواد الجيد السابق في مشيته.
ومنهم ممن يمر كركاب الإبل، وهي دون الفرس الجواد بكثير.
ومنهم من يعدو عدواً، ومنهم من يمشي مشياً. يعدو يعني يسرع، ومنهم من يمشي إلى آخره. طيب، هل هذا باختيار الإنسان أو بغير اختياره؟
بغير اختياره، لو كان باختياره، لكان كل واحد يحب أن يكون بسرعة، لكنه بغير اختياره وعلى حسب سرعته في قبول الشريعة في هذه الدنيا، لأن الصراط في الواقع هناك هو الصراط في هذه الدنيا، هنا الصراط معنوي وهناك حسي، فمن كان في هذه الدنيا بالنسبة لصراط الله عز وجل قابلا له بدون تردد مؤمنا بأخباره متبعا لأحكامه فإنه في الآخرة يمر بسرعة.
يقول : " ومنهم من يزحف زحفا، ومنهم من يخطف ويلقى في جهنم، لأن الجسر عليه كلاليب تخطف الناس بأعمالهم " يخطف ويلقى في جهنم ولكن لا يخلد فيها، بل هو من العصاة الذين يعذبون بقدر ذنوبهم ثم يخرجون من النار.
وقول المؤلف : " في جهنم " يدل على أن النار التي يلقى فيها العصاة هي النار التي يلقى فيها الكفار، لأن جهنم اسم واحد، ولكنها لا تكون في العذاب كعذاب الكفار، بل قال بعض العلماء : إنها تكون برداً وسلاماً عليهم كما كانت النار في الدنيا برداً وسلاماً على إبراهيم. ولكن الظاهر خلاف ذلك، وأنها تكون حارة ومؤلمة لكنها ليست كحرارتها بالنسبة للكافرين.
ثم إن أعضاء السجود لا تمسها النار، أعضاء السجود لا تمسها النار، كما ثبت ذلك عن النبي عليه الصلاة والسلام وهي الجبهة والأنف والكفان والركبتان وأطراف القدمين. نعم.
يقول : " فإن الجسر عليه كلاليب تخطف الناس بأعمالهم، فمن مر على الصراط دخل الجنة " لأنه نجا الآن خلف النار وراء ظهره وليس في الآخرة إلا نار أو جنة، فمن عبر الصراط دخل الجنة ونجا.
الصراط فعال بمعنى مفعول فهو صراط بمعنى مصروط والصرط هو المرور بسرعة، ومنه الزرط زرط اللقمة يعني ابتلعها بسرعة.
قال العلماء : والصراط لا يكون صراط إلا إذا كان طريقا واسعا مستقيما معتدلا، يسمى صراطا، فأما الطريق الضيق فليس بصراط والطريق المعوج ليس بصراط، والطريق الي فيه طلوع ونزول ليس بصراط، لماذا؟ لأن هذه المادة ما تتناسب مع الطرق الضيقة والملتوية، لأنها مأخوذة من الصرط وهو المرور في سرعة.
هذا الصراطُ المنصوب على جهنم هل ينطبق عليه هذا الوصف، أي: أنه طريق واسع مستقيم ليس فيه عوج ولا أمت؟ أم ماذا؟
اختلف في هذا العلماء، فمنهم من قال : إنه هكذا طريق واسع يمر الناس على قدر أعمالهم، بدليل أن كلمة الصراط مدلولها اللغوي هو هذا، ودليل آخر ( أن الرسول أخبر بأنه دحض ومزلة )، والدحض والمزلة ما يكون إلا في طريق واسع، لأن الدحض والمزلة، الدحض الزلق كالطريق الذي يأتيه السيل والماء فيزلق الناس فيه، قالوا : وهذا لا يكون إلا في طريق متسع، أما الضيق فلا يكون صراطا.
وقال بعض العلماء : بل هو صراط دقيق جداً، كما جاء في حديث أبي سعيد الذي رواه مسلم بلاغاً ( أنه أدق من الشعر، وأحدّ من السيف ). وبناء على هذا الرأي الأخير يرد علينا إشكال، وهو كيف يمكن العبور على طريق كهذا؟
الجواب : أن أمور الآخرة لا تقاس بأمور الدنيا، فالله تعالى على كل شيء قدير. ولا ندري، كيف يعبرون؟! هل يجتمعون جميعاً في هذا الطريق أو واحدا بعد واحد؟ الله أعلم. المهم أنه إذا ثبت عن النبي عليه الصلاة والسلام وجب قبوله والتسليم له.
وهذه المسألة لا يكاد الإنسان يجزم بأحد القولين، لأنّ كلا القولين له وجهة قوية.
وقوله : " منصوب على متن جهنم " متن جهنم ، يعني : نفس جهنم، على نفس النار، جسر ممدود عليها، ثم يمر الناس عليه.
والمراد بــــ" الناس " هنا المؤمن المؤمنون قصدي المراد بالناس المؤمنون، لأن الكفار قد ذُهب بهم إلى النار، ولا حاجة أن يصعدوا مع هذا الطريق إنما يصعد مع هذا الطريق من يكون من أهل الجنة.
فيمر الناس عليه على قدر أعمالهم، منهم من يمر كلمح البصر، ومنهم من يمر كالبرق، أيهم أسرع؟ لمح البصر أسرع، أسرع من البرق، ومنهم من يمر كالريح، الهواء، والهواء سريع، سريع لا سيما قبل أن يعرف الناس الطيارات. نعم. والهواء المعروف أنه يصل إلى كم؟ يصل أحياناً إلى مئة وأربعين ميل في الساعة، أحيانا يكون عواصف تأتي في بعض البلاد تبلغ إلى هذا الحد مائة وأربعين ميل كم تبلغ من الكيلو؟
الطالب : ... .
الشيخ : لا لا أكثر، أكثر، لأن الميل أظن ها كليوين إلا ثلث أو إلا ربع، إذن تبلغ مسافة عظيمة، لكن مع ذلك دون الطائرة، إنما الرسول عليه الصلاة والسلام ضرب مثلا بما يعرف الناس في ذلك الوقت.
ومنهم من يمر كالفرس الجواد، الفرس الجواد الجيد السابق في مشيته.
ومنهم ممن يمر كركاب الإبل، وهي دون الفرس الجواد بكثير.
ومنهم من يعدو عدواً، ومنهم من يمشي مشياً. يعدو يعني يسرع، ومنهم من يمشي إلى آخره. طيب، هل هذا باختيار الإنسان أو بغير اختياره؟
بغير اختياره، لو كان باختياره، لكان كل واحد يحب أن يكون بسرعة، لكنه بغير اختياره وعلى حسب سرعته في قبول الشريعة في هذه الدنيا، لأن الصراط في الواقع هناك هو الصراط في هذه الدنيا، هنا الصراط معنوي وهناك حسي، فمن كان في هذه الدنيا بالنسبة لصراط الله عز وجل قابلا له بدون تردد مؤمنا بأخباره متبعا لأحكامه فإنه في الآخرة يمر بسرعة.
يقول : " ومنهم من يزحف زحفا، ومنهم من يخطف ويلقى في جهنم، لأن الجسر عليه كلاليب تخطف الناس بأعمالهم " يخطف ويلقى في جهنم ولكن لا يخلد فيها، بل هو من العصاة الذين يعذبون بقدر ذنوبهم ثم يخرجون من النار.
وقول المؤلف : " في جهنم " يدل على أن النار التي يلقى فيها العصاة هي النار التي يلقى فيها الكفار، لأن جهنم اسم واحد، ولكنها لا تكون في العذاب كعذاب الكفار، بل قال بعض العلماء : إنها تكون برداً وسلاماً عليهم كما كانت النار في الدنيا برداً وسلاماً على إبراهيم. ولكن الظاهر خلاف ذلك، وأنها تكون حارة ومؤلمة لكنها ليست كحرارتها بالنسبة للكافرين.
ثم إن أعضاء السجود لا تمسها النار، أعضاء السجود لا تمسها النار، كما ثبت ذلك عن النبي عليه الصلاة والسلام وهي الجبهة والأنف والكفان والركبتان وأطراف القدمين. نعم.
يقول : " فإن الجسر عليه كلاليب تخطف الناس بأعمالهم، فمن مر على الصراط دخل الجنة " لأنه نجا الآن خلف النار وراء ظهره وليس في الآخرة إلا نار أو جنة، فمن عبر الصراط دخل الجنة ونجا.