شرح قول المصنف : ويبقى في الجنة فضل عمن دخلها من أهل الدنيا فينشيء الله لها أقواما فيدخلهم الجنة . وأصناف ما تضمنته الدار الآخرة من الحساب والثواب والعقاب والجنة والنار
الشيخ : قال : " ويبقى في الجنة فضل عمن دخلها من أهل الدنيا ". الله أكبر !
الجنة عرضها السماوات والأرض، ولو أن السماوات والأرض مدت بعضها إلى جنب بعض ويش تكون ؟ ما لها نهاية، لأنه الأرض كما تشاهدون واسعة، والسماء البعيدة عنا واسعة سعة عظيمة، والسماء الي فوقها أوسع بكثير، وهكذا كل سماء أوسع من التي تحتها، الجنة التي عرضها السماوات والأرض، ولهذا لا غرابة أن يرى الإنسان ملكه مسيرة ألف عام يرى أقصاه كما يرى أدناه، ألف عام، ألف عام لواحد من الناس، نعم هذه الجنة التي عرضها السماوات والأرض يدخلها أهلها، ولكن لا تمتلئ.
وقد تكفل الله عز وجل للجنة وللنار لكل واحدة بملئها : الجنة يبقى بها فضل ماذا يكون العمل؟ كل أهل النار ما فيها إلا أهل النار الآن، ما فيها أحد يستحق أن يخرج من النار ويدخل الجنة، لكن ينشئ الله لها أقواما فيدخلهم الجنة، أقواما غير الملائكة، أقواما من جنس البشر ينشؤهم الله ويدخلهم الجنة حتى تمتلئ.
طيب، بغير عمل؟ نعم بغير عمل بفضل الله ورحمته عكس النار النار لا تزال يلقى فيها وهي تقول : هل من مزيد؟ لا تمتلئ، فيضع الله عز وجل عليها قدمه، فينزوي بعضها إلى بعض ينضم بعضها إلى بعض ، وتقول : قط قط بدل ما كانت تسأل بالأول تقول هل من مزيد تقول قط قط حسبي حسبي، النار الي هي مكان العذاب تملأ لكن بوضع الرب رجله عليها حتى ينزوي بعضها إلى بعض وتقول : قط قط.
الجنة تمتلئ بماذا؟ يعني يدنى بعضها من بعض ؟ لا لكن ينشئ لها أقوام، فيدخلون الجنة بفضل الله ورحمته وهذا دليل بل هذا مقتضى قوله تعالى : (( كتب ربكم على نفسه الرحمة )) وقوله : ( إن رحمتي سبقت غضبي ).
قال : " فيدخلهم الجنة ".
قال : " وأصناف ما تضمنته الدار الآخرة من الحساب "
أصناف بمعنى أنواع ما تضمنته من الحساب والثواب والعقاب والجنة والنار وتفاصيل ذلك مذكور في الكتب المنزلة من السماء مثل التوراة والإنجيل والزبور وصحف إبراهيم وموسى والقرآن العظيم وغيرها من الكتب مذكور ومبين، لأن الناس بحاجة إلى بيانه فإن الناس لا يستقيمون كما أمروا إلا إذا عرفوا ما وراء ذلك التكليف الذين كلفنا ما وراءه. فإذا بين ما وراءه استقاموا على الأمر الذي يطلب منهم، لهذا جاءت الكتب مبينة ومفصلة على وجه التفصيل كل ما يكون في الدار الآخرة.