شرح قول المصنف : ( ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلا في كتاب من قبل أن نبرأها إن ذلك على الله يسير ) وهذا التقدير - التابع لعلمه سبحانه - يكون في مواضع جملة وتفصيلا فقد كتب في اللوح المحفوظ ما شاء وإذا خلق جسد الجنين قبل خلق الروح فيه بعث إليه ملكا فيؤمر بأربع كلمات فيقال له : اكتب رزقه وأجله وعمله وشقي أم سعيد ونحو ذلك . حفظ
الشيخ : مداد يمدها حتى تكتب مرة أخرى، والصحف طويت، وهذا كناية عن أن الأمر انتهى.
كما قال الله تعالى : (( أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِنَّ ذَلِكَ فِي كِتَابٍ إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ )) (( ألم تعلم )) أيها النبي أو أيها المخاطب؟ أيها المخاطب أعم (( أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ )) هذا عام.
(( إِنَّ ذَلِكَ فِي كِتَابٍ )) وهو اللوح المحفوظ.
(( إِنَّ ذَلِكَ - أي الكتابة - عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ )) وليس بصعب.
وقال : (( مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْض وَلا فِي أَنْفُسِكُم إِلَّا فِي كِتَاب مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا )) أي من قبل أن نخلقها وهو اللوح المحفوظ.
والضمير في ها في أن نبرأها يحتمل أن يعود على المصيبة، ويحتمل أن يعود على الأنفس، ويحتمل أن يعود على الأرض. والكل صحيح، فالمصيبة قد كتبت قبل أن يخلقها الله عز وجل، (( إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ )) وفي الآية (( لكي لا تأسوا على ما فاتكم ولا تفرحوا بما آتاكم )) أي فرح بطر، (( إن الله لا يحب كل مختال فخور )).
قال : " وهذا التقدير التابع لعمله سبحانه يكون في مواضع - يعني في مواضع غير اللوح المحفوظ - جملة وتفصيلاً، فقد كتب في اللوح المحفوظ ما شاء، وإذا خلق جسد الجنين قبل خلق الروح فيه أو بعد قبل نفخ نفخ؟ أيه هذا هو الصواب. قبل نفخ الروح بدل بعد خلق قبل نفخ الروح فيه ( بعث إليه ملكاً وأمره بأربع كلمات، فيقال له : اكتب، رزقه، وأجله، وعمله، وشقي أم سعيد ) ونحو ذلك " هذه كتابة أخرى، وتسمى عند أهل العلم الكتابة العمرية نسبة إلى العمر.
يقول المؤلف رحمه الله : " ونحو ذلك " نحو ذلك بقي عندنا تقدير ثالث، وهو التقدير الحولي وهو الذي يكون ليلة القدر فإن ليلة القدر يكتب فيها ما يكون في تلك السنة كما قال الله تعالى : (( فيها يفرق كل أمر حكيم أمرا من عندنا إنا كنا مرسلين )).