شرح قول المصنف : ومع ذلك فقد أمر العباد بطاعته وطاعة رسله ونهاهم عن معصيته حفظ
الشيخ : طاعة رسوله ونهاهم عن معصيته
يعني ومع عموم خلقه وربوبيته لم يترك العباد هملاً، ولم يرفع عنهم الاختيار، بل أمرهم بطاعته وطاعة رسوله، ونهاهم عن معصيته. اه؟ رسله، ونهاهم عن معصيته. طيب.
أمره بذلك أمر بممكن ولا أمر بمستحيل؟ أمر بممكن، فالمأمور مخلوق لله عز وجل، وفعله مخلوق لله ومع ذلك يؤمر وينهى. فهذا أمر بممكن، ولو كان الإنسان مجبراً على عمله، لكان أمره أمرا بغير اه؟ بغير ممكن بغير ممكن، أليس كذلك؟ والله عز وجل يقول : (( لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلَّا وُسْعَهَا )).
وقال عز وجل : (( ولا نكلف نفسا إلا وسعها ))، فإذن مع كون الله خالقا لكل شيء حتى لأعمال العباد فهو آمر لهم بالطاعة وناه لهم عن المعصية، وهذا يدل على أنهم قادرون على فعل الطاعة وعلى تجنب المعصية ، وأنهم غير مكرهين على ذلك.