شرح قول المصنف : وهو سبحانه يحب المتقين والمحسنين والمقسطين ويرضى عن الذين آمنوا وعملوا الصالحات لا يحب الكافرين ولا يرضى عن القوم الفاسقين حفظ
الشيخ : قال : " وهو سبحانه يحب المتقين والمحسنين والمقسطين ".
يحب المحسنين فيه دليل على هذا؟ (( وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ )) والمتقين (( فَمَا اسْتَقَامُوا لَكُمْ فَاسْتَقِيمُوا لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ )) والمقسطين (( وَأَقْسِطُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ )).
فهو عز وجل يحب هؤلاء. ومع ذلك هو الذي قدر لهم هذا العمل الذي يحبه. طيب.
" ويرضى عن الذين آمنوا " فيه مقسط وقاسط. أيهما المحمود؟ أه؟ المقسط (( إن الله يحب المقسطين )) (( وأما القاسطون فكانوا لجهنم حطبا )) الفرق بينهما يا محمد نور الفرق بين المقسط والقاسط؟
الطالب : المقسط ... .
الشيخ : اه؟
الطالب : ... سبحانه وتعالى.
الشيخ : لا.
الطالب : مقسط فعل رباعي أقسط والقاسط فعل ثلاثي قسط.
الشيخ : هذا من حيث التصريف، لكن من حيث المعنى؟
الطالب : المقسط هو العادل.
الشيخ : العادل.
الطالب : القاسط هو الظالم.
الشيخ : أي الجائر؟ كذا. طيب ( المقسطون على منابر من نور على يمين الرحمن وكلتا يديه يمين، وهم الذين يعدلون في أهليهم وما ولوا ). العادلون، أما القاسط فهو الجائر، نعم.
نظير هذا من بعض الوجوه المخطئ والخاطئ، المخطئ من ارتكب الخطأ عن غير قصد، والخاطئ من ارتكبه عن قصد. طيب.
يقول : " ويرضى عن الذين آمنوا وعملوا الصالحات ولا يحب الكافرين "
" يرضى عن الذين آمنوا وعملوا الصالحات " الدليل؟ ((والسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ )). وقال تعالى : (( إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ * جَزَاؤُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ )).
" ولا يحب الكافرين " الدليل؟ لا، الكافرين. نعم؟
(( فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْكَافِرِينَ )) طيب.
مع أن الكفر واقع بمشيئته، لكن بمشيئته، ما نقول كونية: لأن المشيئة كونية، مع أن الكفر واقع بمشيئته لكن لا يلزم من وقوعه بمشيئته أن يكون محبوباً له سبحانه وتعالى.
ولا يرضى عن القوم الفاسقين. الدليل : (( فإن ترضوا عنهم فإن الله لا يرضى عن القوم الفاسقين )).
الفاسق هو الخارج عن طاعة الله وقد يراد به الكافر، وقد يراد به العاصي. نعم؟
ففي قوله تعالى : (( أَفَمَنْ كَانَ مُؤْمِناً كَمَنْ كَانَ فَاسِقاً لا يَسْتَوُونَ * أَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَلَهُمْ جَنَّاتُ الْمَأْوَى نُزُلاً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ * وَأَمَّا الَّذِينَ فَسَقُوا فَمَأْوَاهُمُ النَّارُ كُلَّمَا أَرَادُوا أَنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا أُعِيدُوا فِيهَا وَقِيلَ لَهُمْ ذُوقُوا عَذَابَ النَّارِ الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ )). المراد بالفسق هنا الكفر.
وأما قوله تعالى : (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا )). فالمراد بالفسق المعصية. الفاسق يعني العاصي.
فالله عز وجل لا يرضى عن القوم الفاسقين لا هؤلاء ولا هؤلاء. لكنّ الفاسقين بمعنى الكافرين لا يرضى عنهم مطلقاً. وأما الفاسقون بمعنى العصاة، فلا يرضى عنهم فيما فسقوا فيه، ويرضى عنهم فيما أطاعوا فيه.