شرح قول المصنف : وللعباد قدرة على أعمالهم ولهم إرادة والله خالقهم وخالق قدرتهم وإرادتهم كما قال الله تعالى : ( لمن شاء منكم أن يستقيم وما تشاءون إلا أن يشاء الله رب العالمين ) وهذه الدرجة من القدر يكذب بها عامة القدرية الذين سماهم النبي صلى الله عليه وسلم مجوس هذه الأمة ويغلو فيها قوم من أهل الإثبات حتى سلبوا العبد قدرته واختياره ويخرجون عن أفعال الله وأحكامه حكمها ومصالحها حفظ
الشيخ : قال المؤلف : " وللعباد قدرة على أعمالهم ولهم إرادة والله خالقهم وخالق إرادتهم وقدرتهم ".
هذه أيضا فيها رد على الطائفتين.
" للعباد قدرة وإرادة "، خلافاً للجبرية.
" والله خالقهم وخالق أفعالهم "، خلافاً للقدرية.
ففي الجملتين أيضا رد على الجبرية والقدرية. الجهمية هم الجبرية.
العباد لهم قدرة على الفعل ولهم إرادة خلافا للجبرية الذين يقولون إن الإنسان غير قادر وهو مجبر.
" والله خالقهم وخالق قدرتهم " هذا رد على القدرية، القدرية الذين يقولون : إن الله ليس بخالق قدرة العبد ولا فعله .
ثم استدل المؤلف بقوله تعالى : (( لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَسْتَقِيمَ * وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ )).
فقوله : (( لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَسْتَقِيمَ )) فيها رد على الجبرية.
(( وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ الله )) : رد على القدرية. نعم.
قال : " وهذه الدرجة من القدر يكذب بها عامة القدرية الذين سماهم رسول الله صلى الله عليه وسلم مجوس هذه الأمة ".
عامة القدرية يعني أكثرهم يكذبون بهذه الدرجة ويقولون إن الإنسان مستقل بعمله، سماهم النبي صلى الله عليه وسلم مجوس هذه الأمة، نعم لأن المجوس يقولون : إن للخلق خالقين: خالق للنور وخالق للظلمة، فخالق النور هو الخير، وخالق الظلمة هو الشر، أو يقولون : إن الشر خلقته الظلمة، والخير خلقه النور فيجعلون للمحدثات خالقين : الظلمة وتخلق الشر، والنور ويخلق الخير.
القدرية يشبهون هؤلاء المجوس من وجه، لأنهم يقولون : إن الحوادث في حادثين : حوادث من البشر فهم الذين خلقوها واستقلوا بها، وحوادث من خلق فالله تعالى خلقها. نعم.
قال المؤلف : " ويغلو فيها قوم من أهل الإثبات حتى سلبوا العبد قدرته واختياره ويخرجون عن أفعال الله وأحكامه حِكمها ومصالحها " من هؤلاء؟ هؤلاء الجبرية، والله أعلم. نعم.
كملنا ولا لا؟
القارئ : " ومن أصول أهل السنة والجماعة أن الدين والإيمان قول وعمل ".
الشيخ : فصل ومن أصول أهل السنة. نعم.
القارئ : " فصل : ومن أصول أهل السنة والجماعة أن الدين والإيمان قول وعمل : قول القلب واللسان وعمل القلب واللسان والجوارح، وأن الإيمان يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية. وهم مع ذلك لا يكفرون أهل القبلة بمطلق المعاصي والكبائر كما يفعله الخوارج، بل الأخوة الإيمانية ثابتة مع المعاصي كما قال سبحانه في آية القصاص : (( فمن عفي له من أخيه شيء فاتباع بالمعروف )) وقال : (( وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما فإن بغت إحداهما على الأخرى فقاتلوا التي تبغي حتى تفيء إلى أمر الله فإن فاءت فأصلحوا بينهما بالعدل وأقسطوا إن الله يحب المقسطين ))، وقال : (( إنما المؤمنون إخوة فأصلحوا بين أخويكم )).
ولا يسلبون الفاسق الملي الإسلام بالكلية، ولا يخلدونه في النار كما تقول المعتزلة "
.
الشيخ : بس.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين.
من أصول أهل السنة والجماعة الإيمان بالقدر على الصفة التي سبقت، على درجتين كل درجة تتضمن شيئين : الدرجة الأولى العلم والكتابة، والثانية: المشيىة والخلق، فأهل السنة والجماعة يؤمنون بالقدر على هذا الوجه، ولهم في ذلك أدلة، ففي الدرجة الأولى قوله تعالى : (( ألم تعلم أن الله يعلم ما في السماء والأرض إن ذلك في كتاب إن ذلك )).