تتمة شرح قول المصنف : :( وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما فإن بغت إحداهما على الأخرى فقاتلوا التي تبغي حتى تفيء إلى أمر الله فإن فاءت فأصلحوا بينهما بالعدل وأقسطوا إن الله يحب المقسطين إنما المؤمنون اخوة فأصلحوا بين أخويكم ) حفظ
الشيخ : (( على الأخرى فقاتلوا التي تبغي حتى تفيء إلى أمر الله فإن فاءت فأصلحوا بينهما بالعدل وأقسطوا إن الله يحب المقسطين إنما المؤمنون إخوة )).
فجعل الله تعالى الطائفة المصلحة أختا للطائفتين المقتتلتين. وهذا يدل على أن الإنسان لا يخرج بالكبيرة من الإيمان.
ويش ثمرة هذا القول؟ ثمرته أني إذا رأيت رجلا مكبا على معصية فهل أهجره؟ أو أسلم عليه؟ اه؟ أسلم عليه، أسلم عليه، لأن النبي صلى الله عليه وسلم ذكر من حقوق المسلم على المسلم ( إذا لقيته فسلم عليه ) وهذا الرجل عندي ما زال مسلما .. إلا إذا كان في هجره ايش؟ مصلحة .. الذين تخلفوا عن غزوة تبوك، وصاحباه من هما؟ هلال بن أمية، ومرارة بن الربيع، طيب.
الفائدة ثانية : إذا قلنا إنه لا يخرج من الإيمان، هل نحبه على سبيل الإطلاق؟ أو نكرهه على سبيل الإطلاق؟ نقول: لا هذا ولا هذا، نحبه بما معه من الإيمان، ونكرهه بما معه من المعاصي. طيب. شرح الآية (( إن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا )) كيف ولي إن اسم، مع أنَّ إن شرطية وأدوات الشرط لا تدخل إلا على الأفعال؟
الجواب: أن كون أدوات الشرط تدخل على الأفعال ليس محل وفاق بين النحويين، فمنهم من قال: إنه يجوز أن تدخل على الأسماء إذا ارتبطت بفعل، كما في هذه الآية.
أما على القول بأن إن الشرطية لا تدخل إلا على الفعل، فنقول: إنّ " إن " دخلت على فعل شرط محذوف دل عليه الموجود، وتقديره: وإن اقتتلت طائفتان من المؤمنين، فأصلحوا بينهما . وقوله (( أصلحوا )) يعود على من ؟ على المؤمنين الآخرين الذين سلموا من القتال (( فإن بغت إحداهما على الأخرى )) .. (( فقاتلوا التي تبغي حتى تفيء إلى أمر الله )). نعم؟
الطالب : ... .
الشيخ : أي.
الطالب : ... .
الشيخ : كيف؟ السلام عليكم إلا إذا كان لو هجرته .. في.
من عقيدة أهل السنة والجماعة في موقفهم نحو أهل الكبائر أن أهل الكبائر لا يخرجون من الإيمان ولا يخلدون في النار، وأنهم ناقصوا الإيمان مستحقون لدخول النار، وإن شئت فقل: مستحقون للعقوبة ليكون أعم، إذ إن العقوبة قد تكون دخول النار وقد تكون دونها.
المهم أن أهل السنة والجماعة يرون أن الفاسق مهما عظم فسقه حتى وإن كان قاتلا يشرب الخمر ويسرق ويحلق لحيته ويسبل إزاره وغير ذلك، مهما كان فسقه ما دام لم يخرج من الإيمان فإنه ايش؟ مؤمن مستحق، اه؟ لا، مستحق للعقوبة.
فقولهم مؤمن، خالفهم في ذلك طائفتان مبتدعتان هما الخوارج والمعتزلة، كيف الخلاف معهم؟
قالت الخوارج: إن فاعل الكبيرة كافر كافر.
وقالت المعتزلة: إن فاعل الكبيرة غير مؤمن، ولكن يقولون غير مؤمن ولا كافر، بل في منزلة بين منزلتين، فأحدثوا القول بالمنزلة بين المنزلتين مع أنه خلاف القرآن، فإن الله يقول : (( هو الذي خلقكم فمنكم كافر ومنكم مؤمن )) وليس هناك منزلة بين منزلتين.
وقال في العقوبة : (( فمنهم شقي وسعيد )) يعني: ومنهم سعيد، وليس هناك أحد بين بين.
على كل حال أهل السنة والجماعة خالفهم في هذا الأصل - أي في أنه يبقى على إيمانه - ايش؟ طائفتان من؟ الخوارج والمعتزلة.
كيف الخلاف؟ الخوارج يقولون : إنه كافر _ما بعد أتينا على الحكم الكلام على الاسم_ والمعتزلة يقولون في منزلة بين منزلتين يقولون ليس بمؤمن ولا كافر، فلا نوافقكم يا أهل السنة ولا نوافقكم أيها الخوارج، واضح؟
خالفهم في الأصل أيضا، المرجئة خالفوهم، لأن إثبات الإيمان للفاسق عند أهل السنة غير إثباته عند المرجئة، إذ أن المرجئة يقولون المؤمن العاصي الفاسق مؤمن كامل الإيمان، وأهل السنة والجماعة يقولون مؤمن ناقص الإيمان.
إذن يمكن أن نقول خالفهم في هذا الأصل أربع طوائف، ثلاثة طوائف : المرجئة والخوارج والمعتزلة.
طيب. في المسألة الثانية : الحكم على الفاسق، خالفهم فيه أيضا طائفتان بل ثلاث.
الخوارج والمعتزلة يقولون: إنه مستحق للعقاب خالد في النار. من؟ الخوارج والمعتزلة.
المرجئة يقولون: غير مستحق للعقاب ولا خالد في النار.
أهل السنة يقولون: مستحق للعقاب غير خالد في النار.
دليلهم على هذا قوله تعالى : (( إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك )) أي ما دون الشرك من المعاصي (( لمن يشاء )) إذن هو مستحق للعقوبة مستحق وقد يعفو الله عنه ولا لا؟ قد يعفو الله عنه، مخلد في النار ولا غير مخلد؟ غير مخلد لأنه لو خلد لم يكن له مغفرة، والله عز وجل يقول : (( يغفر ما دون ذلك لمن يشاء )).
أظن الحمد لله أصول أهل السنة في هذا الباب واضحة جدا، أنه ليس بكافر، ولا مؤمن كامل الإيمان، ولا في منزلة بين منزلتين. هذا باعتبار الاسم.
ولا مخلد في النار، ولا غير مستحق للعقاب، بل هو مستحق للعقاب وقد يعفى عنه وغير مخلد في النار.
طيب، ما هو الدليل على أن الأخوة الإيمانية تبقى مع المعاصي والكبائر؟
الدليل : قوله تعالى في آية القصاص : (( فمن عفي من أخيه شيء )) والقصاص لا يكون إلا بالقتل العمد، والقتل العمد من كبائر الذنوب، ومع ذلك سمى الله تعالى المقتول أخا للقاتل.
كذلك أيضا في القتال بين المؤمنين، القتال بين المؤمنين من الكبائر حتى سماه الرسول صلى الله عليه وسلم كفرا، فقال : ( سباب المؤمن فسوق وقتاله كفر )، ومع ذلك قال: (( وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما )) (( من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما )) فأثبت وصف الإيمان مع الاقتتال.
فإن قال قائل : نعم هم قبل الاقتتال مؤمنون، لكن الكلام بعد القتال؟
فنقول : نعم، الدليل على أن هذا الوصف باق ولو بعد القتال قوله : (( إنما المؤمنون إخوة فأصلحوا بين أخويكم )).
وعلى هذا ففي الآية دليل على أن الكبائر لا يخرج بها الإنسان من الإيمان. أفهمتم الآن؟ طيب.
ثم قال المؤلف رحمه الله تعالى :
فجعل الله تعالى الطائفة المصلحة أختا للطائفتين المقتتلتين. وهذا يدل على أن الإنسان لا يخرج بالكبيرة من الإيمان.
ويش ثمرة هذا القول؟ ثمرته أني إذا رأيت رجلا مكبا على معصية فهل أهجره؟ أو أسلم عليه؟ اه؟ أسلم عليه، أسلم عليه، لأن النبي صلى الله عليه وسلم ذكر من حقوق المسلم على المسلم ( إذا لقيته فسلم عليه ) وهذا الرجل عندي ما زال مسلما .. إلا إذا كان في هجره ايش؟ مصلحة .. الذين تخلفوا عن غزوة تبوك، وصاحباه من هما؟ هلال بن أمية، ومرارة بن الربيع، طيب.
الفائدة ثانية : إذا قلنا إنه لا يخرج من الإيمان، هل نحبه على سبيل الإطلاق؟ أو نكرهه على سبيل الإطلاق؟ نقول: لا هذا ولا هذا، نحبه بما معه من الإيمان، ونكرهه بما معه من المعاصي. طيب. شرح الآية (( إن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا )) كيف ولي إن اسم، مع أنَّ إن شرطية وأدوات الشرط لا تدخل إلا على الأفعال؟
الجواب: أن كون أدوات الشرط تدخل على الأفعال ليس محل وفاق بين النحويين، فمنهم من قال: إنه يجوز أن تدخل على الأسماء إذا ارتبطت بفعل، كما في هذه الآية.
أما على القول بأن إن الشرطية لا تدخل إلا على الفعل، فنقول: إنّ " إن " دخلت على فعل شرط محذوف دل عليه الموجود، وتقديره: وإن اقتتلت طائفتان من المؤمنين، فأصلحوا بينهما . وقوله (( أصلحوا )) يعود على من ؟ على المؤمنين الآخرين الذين سلموا من القتال (( فإن بغت إحداهما على الأخرى )) .. (( فقاتلوا التي تبغي حتى تفيء إلى أمر الله )). نعم؟
الطالب : ... .
الشيخ : أي.
الطالب : ... .
الشيخ : كيف؟ السلام عليكم إلا إذا كان لو هجرته .. في.
من عقيدة أهل السنة والجماعة في موقفهم نحو أهل الكبائر أن أهل الكبائر لا يخرجون من الإيمان ولا يخلدون في النار، وأنهم ناقصوا الإيمان مستحقون لدخول النار، وإن شئت فقل: مستحقون للعقوبة ليكون أعم، إذ إن العقوبة قد تكون دخول النار وقد تكون دونها.
المهم أن أهل السنة والجماعة يرون أن الفاسق مهما عظم فسقه حتى وإن كان قاتلا يشرب الخمر ويسرق ويحلق لحيته ويسبل إزاره وغير ذلك، مهما كان فسقه ما دام لم يخرج من الإيمان فإنه ايش؟ مؤمن مستحق، اه؟ لا، مستحق للعقوبة.
فقولهم مؤمن، خالفهم في ذلك طائفتان مبتدعتان هما الخوارج والمعتزلة، كيف الخلاف معهم؟
قالت الخوارج: إن فاعل الكبيرة كافر كافر.
وقالت المعتزلة: إن فاعل الكبيرة غير مؤمن، ولكن يقولون غير مؤمن ولا كافر، بل في منزلة بين منزلتين، فأحدثوا القول بالمنزلة بين المنزلتين مع أنه خلاف القرآن، فإن الله يقول : (( هو الذي خلقكم فمنكم كافر ومنكم مؤمن )) وليس هناك منزلة بين منزلتين.
وقال في العقوبة : (( فمنهم شقي وسعيد )) يعني: ومنهم سعيد، وليس هناك أحد بين بين.
على كل حال أهل السنة والجماعة خالفهم في هذا الأصل - أي في أنه يبقى على إيمانه - ايش؟ طائفتان من؟ الخوارج والمعتزلة.
كيف الخلاف؟ الخوارج يقولون : إنه كافر _ما بعد أتينا على الحكم الكلام على الاسم_ والمعتزلة يقولون في منزلة بين منزلتين يقولون ليس بمؤمن ولا كافر، فلا نوافقكم يا أهل السنة ولا نوافقكم أيها الخوارج، واضح؟
خالفهم في الأصل أيضا، المرجئة خالفوهم، لأن إثبات الإيمان للفاسق عند أهل السنة غير إثباته عند المرجئة، إذ أن المرجئة يقولون المؤمن العاصي الفاسق مؤمن كامل الإيمان، وأهل السنة والجماعة يقولون مؤمن ناقص الإيمان.
إذن يمكن أن نقول خالفهم في هذا الأصل أربع طوائف، ثلاثة طوائف : المرجئة والخوارج والمعتزلة.
طيب. في المسألة الثانية : الحكم على الفاسق، خالفهم فيه أيضا طائفتان بل ثلاث.
الخوارج والمعتزلة يقولون: إنه مستحق للعقاب خالد في النار. من؟ الخوارج والمعتزلة.
المرجئة يقولون: غير مستحق للعقاب ولا خالد في النار.
أهل السنة يقولون: مستحق للعقاب غير خالد في النار.
دليلهم على هذا قوله تعالى : (( إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك )) أي ما دون الشرك من المعاصي (( لمن يشاء )) إذن هو مستحق للعقوبة مستحق وقد يعفو الله عنه ولا لا؟ قد يعفو الله عنه، مخلد في النار ولا غير مخلد؟ غير مخلد لأنه لو خلد لم يكن له مغفرة، والله عز وجل يقول : (( يغفر ما دون ذلك لمن يشاء )).
أظن الحمد لله أصول أهل السنة في هذا الباب واضحة جدا، أنه ليس بكافر، ولا مؤمن كامل الإيمان، ولا في منزلة بين منزلتين. هذا باعتبار الاسم.
ولا مخلد في النار، ولا غير مستحق للعقاب، بل هو مستحق للعقاب وقد يعفى عنه وغير مخلد في النار.
طيب، ما هو الدليل على أن الأخوة الإيمانية تبقى مع المعاصي والكبائر؟
الدليل : قوله تعالى في آية القصاص : (( فمن عفي من أخيه شيء )) والقصاص لا يكون إلا بالقتل العمد، والقتل العمد من كبائر الذنوب، ومع ذلك سمى الله تعالى المقتول أخا للقاتل.
كذلك أيضا في القتال بين المؤمنين، القتال بين المؤمنين من الكبائر حتى سماه الرسول صلى الله عليه وسلم كفرا، فقال : ( سباب المؤمن فسوق وقتاله كفر )، ومع ذلك قال: (( وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما )) (( من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما )) فأثبت وصف الإيمان مع الاقتتال.
فإن قال قائل : نعم هم قبل الاقتتال مؤمنون، لكن الكلام بعد القتال؟
فنقول : نعم، الدليل على أن هذا الوصف باق ولو بعد القتال قوله : (( إنما المؤمنون إخوة فأصلحوا بين أخويكم )).
وعلى هذا ففي الآية دليل على أن الكبائر لا يخرج بها الإنسان من الإيمان. أفهمتم الآن؟ طيب.
ثم قال المؤلف رحمه الله تعالى :