شرح قول المصنف : ولا يسلبون الفاسق الملي الإسلام بالكلية ولا يخلدونه في النار كما تقوله المعتزلة حفظ
الشيخ : " ولا يسلبون الفاسق الملي الإسلام بالكلية " " لا يسلبون الفاسق الملي ".
" الفاسق " هو الخارج عن الطاعة، والفسق - كما أشرنا إليه سابقاً - ينقسم إلى فسق أكبر مخرج عن الإسلام، ومنه قوله تعالى : (( وَأَمَّا الَّذِينَ فَسَقُوا فَمَأْوَاهُمُ النَّارُ )).
وفسق أصغر ليس مخرجاً عن الإسلام، كقوله تعالى : (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهَالَةٍ فتصبحوا على ما فعلتم نادمين )).
الفاسق الذي لا يخرج من الإسلام هو الفاسق الملي.
ولهذا قال المؤلف : " الملي " ، يعني : المنتسب إلى الملة، الذي لم يخرج منها. هذا أهل السنة والجماعة لا يسلبون الفاسق الملي الإسلام بالكلية.
شف لا يسلبونه أي لا ينفونه عنه، بالكلية أي: لا يمكن أن يقولوا : إن هذا ليس بمسلم. عرفتم؟ لكن يمكن أن يقولوا : إنه ناقص الإسلام، أما ليس بمسلم، ينفون عنه بالكلية فلا.
طيب قال : " ولا يخلدونه في النار كما تقول المعتزلة " طيب من الذين سلبوه الإسلام بالكلية؟ الخوارج. وليت المؤلف قال : كالخوارج. ولا يسلبون الفاسق الملي الإسلام بالكلية كالخوارج كذا عبد الرحمن؟
الطالب : نعم.
الشيخ : فإنهم سلبوه اه؟ الإسلام بالكلية، ولا يخلدونه في النار كما تقوله المعتزلة فإنهم خلدوه في النار، فإنهم خلدوه في النار. والمعتزلة سلبوه الإسلام لكن لم يدخلوه في الكفر.