شرح قول المصنف : ويقبلون ما جاء به الكتاب والسنة والإجماع من فضائلهم ومراتبهم ويفضلون من أنفق من قبل الفتح وهو صلح الحديبية وقاتل على من أنفق من بعد وقاتل ويقدمون المهاجرين على الأنصار
الشيخ : قال : " ويقبلون ما جاء به الكتاب والسنة والإجماع " " الكتاب والسنة والإجماع من فضائلهم ومراتبهم ".
الفضائل : جمع فضيلة، وهو ما يفضل به المرء ويعد منقبة له.
والمراتب : الدرجات، لأنه لا شك درجات ومراتب، كما سيذكرهم المؤلف رحمه الله.
فما جاء من فضائل الصحابة ومراتبهم، فإن أهل السنة والجماعة يقبلون ذلك :
يقبلون مثلاً ما جاء عنهم من كثرة صلاة أو كثرة صدقة أو كثرة صيام.
يقبلون مثلاً ما جاء عن أبي بكر رضي الله عنه ( أن النبي صلى الله عليه وسلم حث على الصدقة، فجاء أبو بكر بجميع ماله )، وهذه فضيلة.
يقبلون ما جاء به الكتاب والسنة من أن أبا بكر رضي الله عنه كان وحده صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم في هجرته.
يقبلون ما جاء به النص من قول الرسول عليه الصلاة والسلام في أبي بكر : ( إن أمن الناس على في ماله وصحبته أبو بكر ).
وكذلك ما جاء عن عمر وما جاء عن عثمان وما جاء عن علي رضي الله عنهم أجمعين وما جاء عن غيرهم من الفضائل، يقبلون هذا .
وكذلك المراتب، يقبلون ما جاء في مراتبهم. والمراتب الخلفاء الراشدون هم القمة في هذه الأمة في المرتبة. وأفضلهم وأعلاهم مرتبة أبو بكر ثم عمر ثم عثمان ثم علي، كما سيأتي في كلام المؤلف.
قال : " ويفضلون من أنفق من قبل الفتح وهو صلح الحديبية وقاتل على من أنفق من بعد وقاتل وقاتل "
ودليل ذلك قوله تعالى : (( لا يستوي منكم من أنفق من قبل الفتح وقاتل أولئك أعظم درجة من الذين أنفقوا من بعد وقاتلوا )) إذن فالذين أنفقوا قبل صلح الحديبية فالذين أنفقوا وقاتلوا قبل صلح الحديبية أفضل من الذين أنفقوا من بعد وقاتلوا وقاتلوا. ومتى كان صلح الحديبية؟ كان في السنة السادسة من الهجرة في ذي القعدة. فالذين أسلموا قبل ذلك، وأنفقوا وقاتلوا أفضل من الذين أنفقوا من بعد وقاتلوا. واضح؟
فإذا قال قائل : كيف نعرف ذلك بأن هذا الصحابي أنفق وقاتل من قبل صلح الحديبية وهذا الصحابي أنفق وقاتل من بعد صلح الحديبية؟
فالجواب : أن ذلك يعرف بالإسلام والتاريخ يرجع إلى التاريخ مثل أن نرجع إلى الإصابة في تمييز الصحابة لابن حجر أو للاستيعاب في معرفة الأصحاب لابن عبد البر أو غير ذلك من الكتب المؤلفة في الصحابة رضي الله عنهم. ويعرف أنّ هذا أسلم من قبل أو أسلم من بعد. المهم أن السابقين أفضل من اللاحقين والدليل : (( لا يستوي منكم من أنفق من قبل الفتح وقاتل )) إلى آخره.
" ويفضلون المهاجرين على الأنصار " اه؟
الطالب : ...
الشيخ : " ويقدمون يقدمون المهاجرين على الأنصار " نعم هذا من حيث الجنس المهاجرون أفضل من الأنصار لأن المهاجرين جمعوا بين الهجرة والنصرة والأنصار اختصوا بالنصرة مو اختصوا يعني أتوا بالنصرة.
المهاجرون تركوا أموالهم وتركوا أهلهم ، وتركوا أوطانهم، وخرجوا إلى أرض هم فيها غرباء. كل ذلك هجرة إلى الله ورسوله ونصرة لله ورسوله.
الأنصار جاءهم النبي صلى الله عليه وسلم في أرضهم في بلادهم، ونصروا النبي صلى الله عليه وسلم رضي الله عنهم ولا شك أنهم منعوه مما يمنعون منه أبناءهم ونساءهم. طيب إذن المهاجر مقدم على الأنصاري. طيب إذا قيل، اذا قال قائل : ماهو الدليل؟ أنتم الآن ذكرتم التعليل فما هو الدليل؟
قوله تعالى : (( وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ )) فهنا قدم المهاجرين على الأنصار. وقال الله تعالى : (( لقد تاب الله على النبي والمهاجرين والأنصار )) فقدم المهاجرين. وقال تعالى في الفيء : (( للفقراء المهاجرين الذين أخرجوا من ديارهم وأموالهم )) ثم قال : (( والذين تبوأوا الدار والإيمان من قبلهم )). هذا دليل سمعي أما الدليل العقلي فقد سمعتموه أن المهاجرين جمعوا اه؟ بين الهجرة والنصرة نعم.