شرح قول المصنف : والصديقة بنت الصديق رضي الله عنها التي قال فيها النبي صلى الله عليه وسلم : ( فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام ) . حفظ
الشيخ : قال : " والصديقة " معطوفة على خديجة يعني وخصوصا الصديقة بنت الصديق.
أما كونها صديقة، فلكمال تصديقها لرسول الله صلى الله عليه وسلم، ولكمال صدقها في معاملته فإنها عاملته معاملة تشكر عليها رضي الله عنها وصبرت على ما حصل من الأذى في قصة الإفك. ويدلك على صدقها وصدق إيمانها بالله أنه ( لما نزلت براءتها. قالت : إني لا أحمد أحدا غير الله ). وهذا يدل على كمال إيمانها وصدقها.
وأما كونها بنت الصديق، فلا فكذلك أيضاً، فإن أباها رضي الله عنه هو الصديق ، صديق هذه الأمة. بل صديق الأمم كلها، لأن هذه الأمة أفضل الأمم. فصديقها أفضل الصديقين.
قال : " التي قال النبي صلى الله عليه وسلم فيها : ( فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام ) . ( فضل عائشة على النساء كفضل الثريد ) "
(على النساء ) : أي نساء؟ ظاهره العموم على كل النساء كفضل الثريد على سائر الطعام.
وقيل : إنه قال ذلك بعد أن ماتت خديجة وأن المراد : فضل عائشة على النساء، أي من أزواجه كفضل الثريد على سائر الطعام.
ولكن الصحيح العموم، لأن الرسول صلى الله عليه وسلم قال : ( كمل من الرجال كثير، وكمل من النساء فلانة وفلانة ) ثم قال : ( وفضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام ). وهذا يدل على أنها أفضل من النساء مطلقاً.
ولكن ليست أفضل من فاطمة باعتبار النسب، لأن فاطمة بلا شك أشرف من عائشة نسباً.
وأما منزلة، فإن عائشة رضي الله عنها لها من الفضائل العظيمة ما لم يدركه أحد.
وظاهر كلام المؤلف رحمه الله أن هاتين الزوجين رضي الله عنهما في منزلة واحدة، لأنه قال : " خصوصاً خديجة والصديقة " ، ولم يقل : ثم الصديقة. والعلماء اختلفوا في هذه المسألة أيتهما أفضل؟
فقال بعض العلماء : خديجة أفضل، لأن لها مزايا لم تلحقها عائشة فيها.
وقال بعض العلماء : بل عائشة أفضل، لهذا الحديث ( فضل عائشة على النساء )، ولأن لها مزايا لم تلحقها خديجة فيها.
وفصل بعض أهل العلم فقال : إنّ لكل منهما مزية لم تلحقها الأخرى فيها. ففي أول الرسالة لا شك أن المزايا التي حصلت عليها خديجة لم تلحقها فيها عائشة، ولا يمكن أن تساويها أن تساويها. وبعد البعثة وبعد موت الرسول عليه الصلاة والسلام حصل لعائشة من نشر العلم ونشر السنة وهداية الأمة ما لم يحصل لخديجة. إذن فلا يصح أن نفضل إحداهما على الأخرى تفضيلاً مطلقا. بل نقول : هذه أفضل من وجه، وهذه أفضل من وجه. ونكون قد سلكنا مسلك العدل. فلم نهدر ما لهذه من المزية. ولا ما لهذه من المزية. وعند التفصيل يكون التحصيل لأن بعض الناس ينظر إلى جانب واحد فيأخذ به ولا ينظر إلى الجانب الآخر ولكن من نظر إلى الجوانب كلها وفصل حصل على الخير. على كل حال هما في منزلة واحدة مع بقية زوجات الرسول عليه الصلاة والسلام في الجنة لأنهما في درجة النبي صلى الله عليه وسلم في الجنة فإنهن زوجاته في الآخرة.
أما كونها صديقة، فلكمال تصديقها لرسول الله صلى الله عليه وسلم، ولكمال صدقها في معاملته فإنها عاملته معاملة تشكر عليها رضي الله عنها وصبرت على ما حصل من الأذى في قصة الإفك. ويدلك على صدقها وصدق إيمانها بالله أنه ( لما نزلت براءتها. قالت : إني لا أحمد أحدا غير الله ). وهذا يدل على كمال إيمانها وصدقها.
وأما كونها بنت الصديق، فلا فكذلك أيضاً، فإن أباها رضي الله عنه هو الصديق ، صديق هذه الأمة. بل صديق الأمم كلها، لأن هذه الأمة أفضل الأمم. فصديقها أفضل الصديقين.
قال : " التي قال النبي صلى الله عليه وسلم فيها : ( فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام ) . ( فضل عائشة على النساء كفضل الثريد ) "
(على النساء ) : أي نساء؟ ظاهره العموم على كل النساء كفضل الثريد على سائر الطعام.
وقيل : إنه قال ذلك بعد أن ماتت خديجة وأن المراد : فضل عائشة على النساء، أي من أزواجه كفضل الثريد على سائر الطعام.
ولكن الصحيح العموم، لأن الرسول صلى الله عليه وسلم قال : ( كمل من الرجال كثير، وكمل من النساء فلانة وفلانة ) ثم قال : ( وفضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام ). وهذا يدل على أنها أفضل من النساء مطلقاً.
ولكن ليست أفضل من فاطمة باعتبار النسب، لأن فاطمة بلا شك أشرف من عائشة نسباً.
وأما منزلة، فإن عائشة رضي الله عنها لها من الفضائل العظيمة ما لم يدركه أحد.
وظاهر كلام المؤلف رحمه الله أن هاتين الزوجين رضي الله عنهما في منزلة واحدة، لأنه قال : " خصوصاً خديجة والصديقة " ، ولم يقل : ثم الصديقة. والعلماء اختلفوا في هذه المسألة أيتهما أفضل؟
فقال بعض العلماء : خديجة أفضل، لأن لها مزايا لم تلحقها عائشة فيها.
وقال بعض العلماء : بل عائشة أفضل، لهذا الحديث ( فضل عائشة على النساء )، ولأن لها مزايا لم تلحقها خديجة فيها.
وفصل بعض أهل العلم فقال : إنّ لكل منهما مزية لم تلحقها الأخرى فيها. ففي أول الرسالة لا شك أن المزايا التي حصلت عليها خديجة لم تلحقها فيها عائشة، ولا يمكن أن تساويها أن تساويها. وبعد البعثة وبعد موت الرسول عليه الصلاة والسلام حصل لعائشة من نشر العلم ونشر السنة وهداية الأمة ما لم يحصل لخديجة. إذن فلا يصح أن نفضل إحداهما على الأخرى تفضيلاً مطلقا. بل نقول : هذه أفضل من وجه، وهذه أفضل من وجه. ونكون قد سلكنا مسلك العدل. فلم نهدر ما لهذه من المزية. ولا ما لهذه من المزية. وعند التفصيل يكون التحصيل لأن بعض الناس ينظر إلى جانب واحد فيأخذ به ولا ينظر إلى الجانب الآخر ولكن من نظر إلى الجوانب كلها وفصل حصل على الخير. على كل حال هما في منزلة واحدة مع بقية زوجات الرسول عليه الصلاة والسلام في الجنة لأنهما في درجة النبي صلى الله عليه وسلم في الجنة فإنهن زوجاته في الآخرة.