شرح قول المصنف : وهم مع ذلك لا يعتقدون أن كل واحد من الصحابة معصوم عن كبائر الإثم وصغائره بل يجوز عليهم الذنوب في الجملة ولهم من السوابق والفضائل ما يوجب مغفرة ما يصدر عنهم إن صدر حتى إنهم يغفر لهم من السيئات ما لا يغفر لمن بعدهم لأن لهم من الحسنات التي تمحو السيئات مما ليس لمن بعدهم . وقد ثبت بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم إنهم خير القرون وأن المد من أحدهم إذا تصدق به كان أفضل من جبل أحد ذهبا ممن بعدهم ثم إذا كان قد صدر من أحدهم ذنب فيكون قد تاب منه أو أتى بحسنات تمحوه أو غفر له بفضل سابقته أو بشفاعة محمد صلى الله عليه وسلم الذي هم أحق الناس بشفاعته أو ابتلى ببلاء في الدنيا كفر به عنه . فإذا كان هذا في الذنوب المحققة فكيف الأمور التي كانوا فيها مجتهدين إن أصابوا فلهم أجران وإن أخطأوا فلهم أجر واحد والخطأ مغفور ثم القدر الذي ينكر من فعل بعضهم قليل نزر مغفور في جنب فضائل القوم ومحاسنهم من الإيمان بالله ورسوله والجهاد في سبيله والهجرة والنصرة والعلم النافع والعمل الصالح . حفظ
الشيخ : ولهذا يقول المؤلف : " وهم مع ذلك لا يعتقدون أن كل واحد " شوف " أن كل واحد من الصحابة معصوم " لا يعتقدون ذلك ولكن العصمة في إجماعهم هم معصومون إذا أجمعوا على شيء معصومون يعني لا يمكن أن يجمعوا على شيء من كبائر الذنوب وصغائرها فيستحلوها أو يفعلوها. لكن الواحد منهم قد يفعل شيئا من الكبائر.
يقول : " لا يعتقدون أن كل واحد من الصحابة معصوم من كبائر الإثم وصغائره بل يجوز عليهم الذنوب في الجملة " يجوز أو تجوز عندكم؟
الطالب : تجوز.
الشيخ : تجوز عليهم؟
الطالب : نعم.
الشيخ : طيب هو على كل حال يجوز فيه وجهان لكن التأنيث أحسن " بل تجوز عليهم الذنوب في الجملة " نعم كغيرهم من البشر لكن يقول المؤلف : " ولهم من السوابق والفضائل ما يوجب مغفرة ما صدر منهم إن صدر " هذا أيضا من الأسباب التي تمحو عنهم ما فعلوه من الصغائر أو الكبائر، وهو ما لهم من السوابق والفضائل التي لم يلحقهم فيها أحد. فهم نصروا النبي عليه الصلاة والسلام، وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم، وبذلوا رقابهم لإعلاء كلمة الله إلى غير ذلك من الأمور التي لا يلحقون فيها إطلاقا. هذه توجب مغفرة ما صدر منهم، ولو كان من أعظم الذنوب إذا لم يصل إلى الكفر. وليس بعيدا عليكم قصة حاطب بن أبي بلتعة رضي الله عنه حين جس على النبي عليه الصلاة والسلام وأصحابه إلى قريش. ولكن منعه من تأثير ذلك عليه أنه من كان أهل بدر وقد قال الله تعالى لأهل بدر : ( أعملوا ما شئتم، فقد غفرت لكم ).
يقول : " حتى إنهم يغفر لهم من السيئات ما لا يغفر لمن بعدهم " لماذا؟ " لأن لهم من الحسنات التي تمحو السيئات ما ليس لمن بعدهم وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم : أنهم خير القرون. حيث قال : ( خير الناس قرني ).
وأن المد من أحدهم إذا تصدق به، كان أفضل من جبل أحد ذهباً ممن بعدهم "
في قوله : ( لا تسبوا أصحابي، فو الذي نفسي بيده، لو أنفق أحدكم مثل أحد ذهباً، ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفه ).
" ثم إذا كان قد صدر من أحدهم ذنب فيكون قد تاب منه "وإذا تاب من الذنب فكمن لا ذنب له لا يؤثر عليه ، هذا واحد.
" أو أتى بحسنات تمحوه " لقوله تعالى : (( إن الحسنات يذهبن السيئات ))
" أو غفر له بفضل سابقته " لقوله تعالى لأهل بدر : ( اعملوا ما شئتم، فقد غفرت لكم ) .
" أو بشفاعة محمد صلى الله عليه وسلم الذين هم أحق الناس بشفاعته " كم هذه؟ أربعة؟ التوبة والحسنات الماحية والمغفرة والشفاعة. وكل هذه يشاركهم فيها غيرهم إلا إلا ايش؟ إلا السابقة.
قال : " أو ابتلي ببلاء بلاء الدنيا ، ببلاء في الدنيا كفر به عنه " كغيرهم أيضا نعم لهم ولغيرهم فإن البلاء في الدنيا يكفر الله به السيئات، كما أخبر بذلك النبي صلي الله عليه وسلم في قوله : ( ما يصيب المؤمن من هم و لا غم ولا أذى إلا كفر الله به عنه حتى الشوكة يشاكها )
قال : " فإذا كان هذا في الذنوب المحققة، فكيف بالأمور فكيف الأمور التي كانوا فيها مجتهدين : إن أصابوا، فلهم أجران، وإن أخطأوا فلهم أجر واحد، والخطأ مغفور "
تكون هذه من باب من باب أولى ألا تكون سبباً للقدح فيهم والعيب.
" ثم القدر الذي ينكر من فعل بعضهم قليل نزر - تأكيد لقليل - مغمور في جنب فضائل القوم ومحاسنهم " صدق رحمه الله. القدر الذي ينكر من فعل بعضهم قليل جداً نزر اقل، من أقل القليل يعني مغمور في جنب محاسنهم. ولهذا قال : " مغمور في جنب فضائل القوم ومحاسنهم من الإيمان بالله " - ها؟ - مو صلحناها أمس يا أخي
الطالب : ... .
الشيخ : كيف لا؟
الطالب : ... .
الشيخ : طيب لا تقول لا اجل. ما دام صلحناها وأنت غير حاضر ... لا إله إلا الله " في جنب فضائل القوم ومحاسنهم "
ولا شك أنه حصل منهم سرقة وشرب خمر وزنى بإحصان وزنى بغير إحصان. لكن كل هذه الأشياء تكون كما قال المؤلف مغمورة في جنب فضائل القوم ومحاسنهم، وبعضها أقيم فيه الحد، وإذا أقيم فيه الحد كان الحد كفارة.
قال : " من الإيمان بالله ورسوله، والجهاد في سبيله، والهجرة - في المهاجرين - والنصرة - في الأنصار والمهاجرين -، والعلم النافع، والعمل الصالح "
كل هذه مناقب وفضائل تغمر كل ما جاء من مساوئ القوم المحققة. فكيف في المساوئ التي هي غير محققة. ولكن الرافضة والعياذ بالله اتخذوا من بعض هذه المساوئ قدحا في كل الصحابة الذي أساء والذي لم يسئ وسبق لنا أن هذا يستلزم القدح في الله وفي رسول الله وفي شريعة الله وفي صحابة رسول الله.