شرح قول المصنف : ومن أصول أهل السنة : التصديق بكرامات الأولياء حفظ
الشيخ : يقول المؤلف رحمه الله : " التصديق بكرامات الأولياء " " التصديق بكرامات الأولياء " : هل هناك مذهب مخالف لمذهب أهل السنة ؟ نعم هناك مذهب المعتزلة وغيرهم ينكرون الكرامات يقولون: ما فيه كرامات ليش ؟ قال : لأنك لو أثبت الكرامات لاشتبه الولي بالنبي والنبي بالساحر ونحوه لأن الكل أمر خارق للعادة شوف كيف التشبيه والتلبيس ؟
فيقال: لا يمكن الالتباس لأن الكرامة على يد من ؟ ولي والمعجزة نبي على يد نبي والشعوذة والسحر على يد عدو بعيد من ولاية الله فمصدر هذه الأشياء الخارقة للعادة ينظر فيها ولا يشتبه مصدر النبوة ومصدر الولاية ومصدر العداوة لا يمكن ان يشتبه بينهما فروق بينة واضحة ليس فيها اشتباه .
طيب الكرامة : قال العلماء: كل كرامة لولي فهي معجزة للنبي الذي اتبعه لأن الكرامة شهادة من الله عز وجل أن طريق هذا الولي طريق صواب صحيح.
وعليه فكل كرامة لولي فهي معجزة للنبي وإن شئت فقل : فهي آية للنبي لأن الآية اولى من المعجزة كما ذكر ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله طيب إذن هذه قاعدة : " كل كرامة لولي فهي آية للنبي الذي اتبعه " وعلى هذا فما جرى من الكرامات للأولياء من هذه الأمة فإنها آيات لرسول الله صلى الله عليه وسلم يتفرع عن ذلك تصديق ما قاله بعض العلماء حيث قال : " ما من آية لنبي من الأنبياء السابقين إلا ولرسول الله صلى الله عليه وسلم مثلها " فأورد عليهم قيل لهم : إن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يلق في النار فيخرج حيا سالما كما حصل ذلك لإبراهيم فقالوا : جرى ذلك لأتباع الرسول عليه الصلاة والسلام وإذا أكرم أتباع الرسول عليه الصلاة والسلام بجنس هذه هذا الأمر الخارق للعادة دل ذلك على أن دين النبي صلى الله عليه وسلم حق لأنه مؤيد بماذا ؟ بجنس هذه الآية التي حصلت لإبراهيم.
قالوا : ولم يفلق البحر للنبي عليه الصلاة والسلام وقد فلق لموسى وقومه فأجيبوا بأنه حصل لهذه الأمة فيما يتعلق بالبحر شيء أعظم مما حصل لموسى وهو المشي على الماء لأن موسى مشى على أرض يابسة لكن هؤلاء مشوا على الماء الماء جوهر سيال مائع لا يحمل من فوقه يعني لا بد أن ينزل من فوقه ومع ذلك حمل الصحابة بخيلهم ورجلهم وهذا أعظم من أن تكون من ان يكون الماء كالجبال والأرض يابسة يمشي عليها واضح .
قالوا : وموسى من آياته إحياء الموتى عيسى نعم من آياته إحياء الموتى قلنا وهذا قد وقع لأتباع الرسول عليه الصلاة والسلام كما في قصة الرجل الذي أشار إليه شيخ الإسلام ابن تيمية الذي أحيا الله له فرسه حتى بلغ أهله فهذا إحياء احياء الموتى .
طيب إبراء الأكمه والأبرص نعم هذا حصل حصل من النبي عليه الصلاة والسلام أشياء عظيمة ( أبو قتادة لما جرح في أحد ندرت عينه حتى صارت على خده فجاء النّبي صلى الله عليه وسلم فأخذها بيده ووضعها في مكانها وصارت أحسن عينيه ) هذه آية من آيات الله من أعظم الآيات فالمهم أن جنس الآيات التي كانت للسابقين لانبياء السابقين كان من جنسها للنبي صلى الله عليه وسلم أو لأمته .
قال المؤلف : " التصديق بكرامات الأولياء وما يجري الله على أيديهم " فيه قبل أن نتجاوز الكرامات كرامات الأولياء قلنا : إنها تكون تأييدا للشخص و تثبيتا له أو نصرا للحق ولهذا كانت الكرامات في التابعين أكثر منها في الصحابة لأن الصحابة عندهم من التثبيت والتأييد والنصر ما يستغنون به عن الكرامات فإن الرسول عليه الصلاة والسلام كان بين أظهرهم أما التابعون فإنهم دون ذلك ولذلك كثرت الكرامات في زمنهم تأييدا لهم وتثبيتا ونصرا للحق الذي هم عليه.