شرح قول المصنف : ويؤثرون كلام الله على غيره من كلام أصناف الناس ويقدمون هدي محمد صلى الله عليه وسلم على هدى كل أحد حفظ
الشيخ : طيب قال : " ويؤثرون كلام الله على غيره من كلام أصناف الناس " :
" يؤثرون " يعني : يقدمون.
" كلام الله على كلام غيره " : من سائر أصناف الناس في الخبر والحكم فأخبار الله عندهم مقدمة على خبر كل أحد.
فإذا جاءتنا أخبار إسرائيلية عن أمم مضت وصار القرآن يكذبها فإننا نكذبها.
مثال ذلك اشتهر عند كثير من المتأرخين، من المؤرخين أن إدريس قبل نوح، ان إدريس عليه الصلاة والسلام قبل نوح وهذا كذب ليس إدريس قبل نوح لأن القرآن يكذبه (( إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِنْ بَعْدِهِ )) وإدريس من النبيين كما قال الله تعالى : (( وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِدْرِيسَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَبِيًّا ورفعناه مكانا عليًّا )) إلى أن قال : (( أُولَئِكَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ مِنْ ذُرِّيَّةِ آدَمَ وَمِمَّنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ )) إذن هذا كذب لأن كلام الله أصدق من هذا الكلام وقال تعالى : (( وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا وَإِبْرَاهِيمَ وَجَعَلْنَا فِي ذُرِّيَّتِهِمَا النُّبُوَّةَ وَالْكِتَابَ )) في ذريتهما فلا أحد قبل نوح نبي إلا آدم فقط. لكن إدريس من الرسل فيقدمون كلام الله على كلام سائر، على غيره من كلام أصناف الناس .
" ويقدمون هدي محمد صلى الله عليه وسلم على هدي كل أحد " : هديه يعني : طريقته وسنته التي عليها.
" على هدي كل أحد " : طيب في العبادات في الأخلاق في المعاملات في الأحوال في كل شيء طيب إذا كانوا يقدمون كلام الرسول صلى الله عليه وسلم على كل أحد في العبادات ولكن في المعاملات يأخذون بأنظمة فلان وفلان فهل هم من أهل السنة والجماعة ؟ أبدا ليسوا من أهل السنة والجماعة بل وليسوا من المسلمين فضلا عن كونهم من أهل السنة والجماعة لأن الرسول صلى الله عليه وسلم رتب أحوال أمته وشؤونها من ألفها إلى يائها وما بقي لأحد أن يتخلل هذه الشريعة نعم طيب .