شرح قول المصنف :ويدعون إلى مكارم الأخلاق ومحاسن الأعمال ويعتقدون معنى قوله صلى الله عليه وسلم : ( أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا ) حفظ
الشيخ : قال : " ويدعون إلى مكارم الأخلاق ومحاسن الأعمال " :
"مكارم الأخلاق " أي : أطايبها والكريم من كل شيء هو الطيب منه بحسب ذلك الشيء منه قول الرسول صلى الله عليه وسلم لمعاذ : ( إياك وكرائم أموالهم ) أي الطيب من اموالهم .
" مكارم الأخلاق " والأخلاق : جمع خلق وهو الصورة الباطنة في الإنسان يعني : السجايا والطبائع هم يدعون إلى هذه أن يكون الإنسان سجيته كريمة مثل الكرم الشجاعة التحمل من الناس الصبر هذه كلها مكارم أخلاق أن يلاقي الناس بوجه طلق وصدر منشرح ونفس مطمئنة كل هذه من مكارم الأخلاق.
" محاسن الأعمال " هذه مما يتعلق بالجوارح ويشمل الأعمال التعبدية والأعمال غير التعبدية مثل العمال غير التعبدية البيع والشراء والإجارة يحسنونا تماما يعاملون الناس بالنصح والبيان ويتجنبون الكذب والخيانة .
كذلك " يعتقدون معنى قوله صلى الله عليه وسلم : ( أكمل المؤمنين إيمانًا أحسنهم خلقًا ) " هذا الحديث ينبغي أن يكون دائما نصب عينيه ( أكمل المؤمنين إيمانًا أحسنهم خلقًا ) مع الله ومع عباد الله.
أما حسن الخلق مع الله فأن تتلقى أوامره بالقبول والإذعان والانشراح وعدم الملل والضجر وأن تتلقى أحكامه الكونية بالصبر والرضى وما أشبه ذلك هذا حسن خلق مع من ؟ مع الله .
أما حسن الخلق مع الخلق فقيل : هو بذل الندى وكف الأذى وطلاقة الوجه هذا حسن الخلق مع الناس .
بذل الندى يعني : الكرم وليس خاصا بالمال بل الكرم بالمال الكرم بالجاه الكرم بالنفس كل هذا من بذل الندى. الكرم بالمال تعطي مالك بالنفس تخدم غيرك تعينه تساعده بالجاه تتوسط له وتسعى له بالخير وما أشبه ذلك .
طلاقة الوجه ضده العبوس والاكفهرار وإذا قابلك الإنسان قطبت في وجهه لا تصعر خدك للناس هذا الخلق مع المخلوقين حسن الخلق مع المخلوقين .