شرح قول المصنف : ويندبون إلى أن تصل من قطعك وتعطي من حرمك وتعفو عمن ظلمك حفظ
الشيخ : " ويندبون إلى أن تصل من قطعك، وتعطي من حرمك، وتعفو عمن ظلمك " : الله أكبر أخلاق عظيمة .
" أن تصل من قطعك " منين ؟ من الأقارب ممن تجب صلتهم إياك إذا قطعوك صلهم لا تصل من وصلك كما قال النبي عليه الصلاة والسلام : ( ليس الواصل بالمكافئ، إنما الواصل من إذا قطعت رحمه، وصلها ) هذا هو الواصل أما الذي إذا وصله رحمه وصلهم فهذا مكافئ لأنه سيصل كل من وصله بهذا المعنى لو يصلك أبعد الناس منك وصلته لكن الواصل هو الذي غذا قطعت رحمه الصلة وصلك وسأل النبي صلى الله عليه وسلم رجل فقال : ( يا رسول الله إن لي أقارب أصلهم ويقطعونني وأحسن إليهم ويسيئون إلي فقال النبي صلى الله عليه وسلم : إن كنت كما قلت فكأنما تسفهم المل ) المل هو الرماد الحار تسفهم تحطه بأفواهك نعم ( ولا يزال معك من الله ظهير عليهم ) يعني معين يعينك فأهل السنة يندبون إلى أن تصل من قطعك ومن وصلك فلا تصله ؟ إي من باب أولى وأن تصل من وصلك لأن من وصلك وهو قريب صار له حقان : حق القرابة وحق المكافأة لقول النبي عليه الصلاة والسلام : ( من صنع إليكم معروفا فكافئوه ) .
طيب الثاني : " أن تعطي من حرمك " من حرمك وسعى إلى أن يمنع الرزق عنك فأعطه وجدت إنسان مثلا يحسدك ويحاول ألا يرزقك الله فأنت أعطه لا تقول : والله هذا يسعى في حرماني الخير سأكيل له الصاع صاعين كما يوجد من بعض الناس يقول : ما يمكن أصير أنا أنهزم أمامه لا بد أن أقابله بأشد مما أعطاني نقول لا أعط من حرمك .
" وتعفو عمن ظلمك " من ظلمك يعني من انتقصك حقك إما بالعدوان وإما بعدم القيام بالواجب فالظلم يدور على أمرين : اعتداء وجحود إما أن يعتدى عليك بالضرب وأخذ المال وهتك العرض وإما أن يجحدك فيمنعك حقك.كمال الإنسان أن يعفو عمن ظلمه.
ولكن العفو إنما يكون عند القدرة على الانتقام أنت قادر على أن تنتقم منه أن تنتقم ممن ظلمك إما بنفسك وإما بواسطة ولاة الأمور ولكن تحب أن تعفو وتصفح أولا : رجاء لمغفرة الله عز وجل ورحمته فإن من عفا وأصلح فأجره على الله.
ثانيا : أن تصلح الود بينك وبين صاحبك لأنك إذا قابلت إساءته بإساءة استمرت الإساءة بينكما وإذا قابلت إساءته بإحسان خجل عاد إلى الإحسان إليك قال الله تعالى : (( وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ )) ما قال ادفع بالحسنى (( بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ )) إذا الفجائية إذا هو كأنه ولي حميم أي قريب صادق المحبة فإذا نقول : العفو عند المقدرة من سمات أهل السنة والجماعة لكن بشرط أن يكون العفو إصلاحا فإن تضمن العفو إساءة فإنهم لا يندبون إلى ذلك لأن الله اشترط قال : (( فَمَنْ عَفَا )) إيش ؟ (( وَأَصْلَحَ )) يعني : كان في عفوه إصلاح أما من كان إذا عفا كان في عفوه إساءة وكان عفوه سببا للإساءة فهنا نقول : لا تعف مثل أن يعفو عن مجرم ويكون عفوه هذا سببا لاستمرار هذا المجرم في إجرامه فهنا نقول : لا تعف ومن ذلك يا عيد من ذلك لو أن إنسانا صار معروفا بالتهور في قيادة السيارات وعدم المبالاة وكان كل يوم يصدم واحد ويموت فصدم إنسانا ومات فقال أقاربه الوارثون : هذا مسكين وما عنده مال وفقير نبي نعفو عنه ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء نعم ويش تقول ؟ نقول : نعم ارحموا من في الأرض لكن ويش رحمته أن تعفو .