تفسير سورة النازعات: الكلام على البسملة وهل هي آية من الفاتحة ومن غيرها حفظ
قال الله عز وجل : (( بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ )) (( وَالنَّزِعَتِ غَرْقاً * وَالنَّشِطَتِ نَشْطاً * وَالسَّبِحَتِ سَبْحاً * فَالسَّبِقَتِ سَبْقاً * فَالْمُدَبِّرَتِ أَمْراً )) البسملة آية من كتاب الله مستقلة لا تتبع السورة التي قبلها ولا التي بعدها ولهذا كان القول الراجح أن البسملة ليست من الفاتحة بل هي مستقلة، ودليل ذلك حديث أبي هريرة الثابت المخرج في الصحيحين أن الله قال:( قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين فإذا قال : الحمد لله رب العالمين ، قال الله تعالى: حمدني عبدي ... ) وذكر تمام الحديث، كما أنها أيضاً ليست آية من السور الأخرى، أما الذي نشاهده في المصحف من أنها آية في الفاتحة دون غيرها إنما هو على رأي بعض العلماء، ولكن الصواب ما ذكرت لكم بأنها آية مستقلة، وهذا يعني أنه لو اقتصر الإنسان في سورة الفاتحة على قوله:(( الحمد لله رب العالمين...) الخ السورة لكانت صلاته صحيح . إلا أنها لا توجد في أول سورة براءة وسبب ذلك أنه لم ينزل على النبي صلى الله عليه وآله وسلم بين السورتين آية البسملة، فلذلك لم تكن موجودة، وأما تعليل بعض العلماء بأنها - أي سورة براءة- نزلت بالسيف فإنه تعليل عليل لا يصح لأن السيف إذا كان بحق أو حق فلا بد .