تفسير قوله تعالى:" والسابحات سبحاً " وهم الملائكة تسبح في أمر الله وتسرع فيه، وبيان أن الملائكة أقوى من الجن والجن أقوى من الإنس، وذكر قصة سليمان في عرش سبأ حفظ
(( والسابحات سبحا )) هي الملائكة تسبح بأمر الله، أي تسرع فيه كما يسرع السابح في الماء، وكما قال تعالى عن الشمس والقمر والليل والنهار (( كل في فلك يسبحون )) فالمعنى أنها تسبح بأمر الله عز وجل على حسب ما أراد الله سبحانه وتعالى، وهم أي الملائكة أقوى من الجن، والجن أقوى من البشر، انظر إلى قوله تعالى عن سليمان: (( يا أيها الملأ أيكم يأتيني بعرشها قبل أن يأتوني مسلمين. قال عفريت من الجن أنا آتيك به قبل أن تقوم من مقامك وإني عليه لقوي أمين. قال الذي عنده علمٌ من الكتاب أنا آتيك به قبل أن يرتد إليك طرفك )) يعني إذا مددت طرفك ثم رجعته فقبل أن يرجع إليك آتيك به (( فلما رآه مستقرّاً عنده )) في الحال رآه (( قال هذا من فضل ربي ليبلوني ءَأَشكر أم أكفر )) قال العلماء: إنه حملته الملائكة حتى يأتوا به إلى سليمان من أين؟ من اليمن، وسليمان بالشام بلحظة فدل هذا على أن قوة الملائكة أكبر بكثير من قوة الجن، وقوة الجن أكبر من بني آدم، لأنه لا يستطيع أحد من بني آدم أن يأتي بعرش ملكة سبأ من اليمن إلى الشام قبل مدة طويلة، فالحاصل أن الملائكة تسبح بأمر الله عز وجل بما يأمرها به.