تفسير قوله تعالى:" فإن الجنة هي المأوى " حفظ
(( فإن الجنة هي المأوى )) الجنة هي دار النعيم التي أعدها الله عز وجل لأوليائه فيها ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر، قال الله تعالى: (( فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين )). هكذا جاء في القرآن، وجاء في الحديث القدسي: ( أعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر )، هذه الجنة يدركها الإنسان قبل أن يموت، يدركها قبل أن يموت، كيف ذلك؟ إذا حضر الأجل ودعت الملائكة النفس للخروج قالت: اخرجي أيتها النفس المطمئنة إلى رضوان الله، وتبشر النفس بالجنة، قال الله تعالى: (( الذين تتوفاهم الملائكة طيبين يقولون سلام عليكم )) .متى يقولونه؟ حين التوفي (( ادخلوا الجنة بما كنتم تعملون )) فيبشر بالجنة فتخرج روحه راضية متيسرة سهلة، ولهذا لما حدث النبي عليه الصلاة والسلام فقال: ( من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه، ومن كره لقاء الله كره الله لقاءه ) قالت عائشة: يا رسول الله: كلنا يكره الموت، قال: ( ليس الأمر ذلك ـ كلنا يكره الموت بمقتضى الطبيعة ـ ولكن المؤمن إذا بشر بما يبشر به عند الموت أحب لقاء الله أحب الموت وسهل عليه )، وإن الكافر إذا بشر ـ والعياذ بالله ـ بما يسوؤه عند الموت كره لقاء الله وهربت نفسه تفرقت في جسده حتى ينتزعوها منه كما ينتزع السّفود من الشعر المبلول، والشعر المبلول إذا جر عليه السفود وهو معروف عند الغزالين يكاد يمزقه من شدة سحبه عليه هكذا روح الكافر والعياذ بالله ـ تتفرق في جسده لأنها تبشر بالعذاب فتخاف،ولهذا يوجد بعض الناس -والعياذ بالله- يسود وجهه، ولونه في الحياة أحمر، وحدثني من أثق به ،وأقسم به أكثر من مرة وهو ممن يباشرون تغسيل الموتى يقول والله مرت مر علي حالتان لا أنساهما أبداً،يقول غسلت اثنين الوجه أسود والبدن أبيض ، يقول أسود مثل الفحم - والعياذ بالله- هذا بناءً على إيش؟ لأنه يبشر بما يسوئه -والعياذ بالله - والإنسان إذابشر بما يسوئه تغير. فالجنة - اللهم إنا نسألك أن نكون من أهلها جميعاً ونسألك من فضلكً- فيها ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر، وقلت لكم إن الإنسان قد يدركها قبل أن يموت بما يبشر به، ولا يخفى علينا ما جاء في السيرة النبوية أن أنس بن النضر ،أظنه أنس بن النضر،ـ رضي الله عنه ـ: " يا رسول الله، والله إني لأجد ريح الجنة دون أحد "،أجد ريح الجنة دون أحد، وهذا ليس معناه الوجدان الذوقي، وجدان حقيقي، قال ابن القيم رحمه الله: " إن بعض الناس قد يدرك الآخرة وهو في الدنيا "، ثم انطلق فقاتل وقُتل رضي الله عنه، فالحاصل أن الجنة فيها ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر. قال الله تعالى: (( فإن الجنة هي المأوى )) .