تفسير قوله تعالى:" كأنهم يوم يرونها لم يلبثوا إلا عشيةً أو ضحاها " حفظ
قال الله تعالى (( كأنهم يوم يرونها )) أي يرون القيامة، (( لم يلبثوا إلا عشية أو ضحاها )) العشية من الزوال إلى غروب الشمس، والضحى من طلوع الشمس إلى زوال الشمس، يعني كأنهم لم يلبثوا إلا نصف يوم، وهذا هو الواقع لو سألتكم الآن كيف ما مضى من السنوات عليكم؟ هل تشعرون الآن بأنه سنوات أو كأنه يوم واحد؟ نعم، كأنه يوم واحد ،لا شك كأنه يوم واحد. والإنسان الآن بين ثلاثة أشياء: يوم مضى فهذا قد فاته، ويوم مستقبل لا يدري أيدركه أو لا يدركه، ووقت حاضر هو المسئول عنه، الوقت الحاضر، وأما ما مضى فقد فات وما فات فقد مات، هلك عنك الذي مضى هلك عنك، والمستقبل لا تدري أتدركه أم لا، والحاضر هو الذي أنت مسئول عنه. نسأل الله تعالى أن يحسن لي ولكم العاقبة، وأن يجعل عاقبتنا حميدة، وخاتمتنا سعيدة إنه جواد كريم، والحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين .