تفسير قوله تعالى:" فمن شاء ذكره " حفظ
(( فمن شاء ذكره )) أي فمن شاء ذكر ما نزل من الموعظة فاتعظ، ومن شاء لم يتعظ لقول الله تعالى: (( وقل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر )). فالله جعل للإنسان الخيار، الخيار قدراً أما شرعاً فلا، جعل له الخيار بين أن يؤمن ويكفر، أما شرعاً فإنه لا يرضى لعباده الكفر، وليس الإنسان مخيرا شرعاً بين الكفر والإيمان بل هو مأمور بالإيمان ومفروض عليه الإيمان، لكن من حيث القدر هو مخير وليس كما يزعم بعض الناس مسيراً مجبراً على عمله، بل هذا قول مبتدع ابتدعه الجبرية من الجهمية وغيرهم. الإنسان في الحقيقة مخير ولذلك إذا وقع الأمر بغير اختياره مثل أن يكون مكرهاً فإنه لا بفعله، المهم أن الله عز وجل يقول: (( فمن شاء ذكره )) أي ذكر ما نزل من الوحي فاتعظ به، يعني ومن شاء لم يذكره، والموفق من وفقه الله عز وجل.