تفسير قوله تعالى: " والليل إذا عسعس. والصبح إذا تنفس " حفظ
ثم أقسم بالليل والنهار فقال: (( والليل إذا عسعس. والصبح إذا تنفس )) معنى قوله: (( عسعس )) يعني أقبل، وقيل: معناه أدبر، وذلك أن الكلمة (( عسعس )) في اللغة العربية تصلح لهذا وهذا. لكن الذي يظهر أن معناها أقبل ليوافق أو ليطابق ما بعده من القسم. وهو قوله: (( والصبح إذا تنفس )) فيكون الله أقسم بالليل حال إقباله، وبالنهار حال إقباله. وإنما أقسم الله تعالى بهذه المخلوقات لعظمها وكونها من آياته الكبرى، فمن يستطيع أن يأتي بالنهار إذا كان الليل، ومن يستطيع أن يأتي بالليل إذا كان النهار، قال الله عز وجل: (( قل أرأيتم إن جعل الله عليكم الليل سرمداً إلى يوم القيامة مَن إله غير الله يأتيكم بضياء أفلا تسمعون. قل أرأيتم إن جعل الله عليكم النهار سرمداً إلى يوم القيامة مَن إله غير الله يأتيكم بليل تسكنون فيه أفلا تبصرون )) (( ومن رحمته جعل لكم الليل والنهار لتسكنوا فيه ولتبتغوا من فضله ولعلكم تشكرون )) فهذه المخلوقات العظيمة يقسم الله بها لعظم المقسم عليه .