تفسير قوله تعالى:" علمت نفسٌ ما قدمت وأخرت حفظ
فبحصول هذه الأمور الأربعة (( علمت نفس ما قدمت وأخرت )) (( نفس )) هنا نكرة لكنها بمعنى العموم إذ أن المعنى: علمت كل نفس ما قدمت وأخرت، وذلك بما يُعرض عليها من الكتاب، فكل إنسان ألزمه الله طائره في عنقه ويخرج له يوم القيامة كتاباً يلقاه منشوراً. اقرأ كتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسيباً. وفي ذلك اليوم يقول المجرمون: (( مال هذا الكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها )) ، فيعلم الإنسان ما قدم وأخر، بينما هو في الدنيا قد نسي، نحن الآن نسينا ما قد عملنا منذ أزمان بعيدة، لكن يوم القيامة يعرض علينا عملنا فتعلم كل نفس ما قدمت وأخرت، والغرض من هذا التحذير تحذير العبد من أن يعمل مخالفة لله ورسوله، لأنه سوف يعلم بذلك ويحاسب عليه.