تفسير قوله تعالى:" ألا يظن أولئك أنهم مبعوثون. ليومٍ عظيمٍ " حفظ
ثم قال تعالى: (( ألا يظن أولئك أنهم مبعوثون . ليوم عظيم )) يعني ألا يتيقن هؤلاء ويعلموا علم اليقين، لأن الظن هنا بمعنى اليقين، والظن بمعنى اليقين يأتي كثيراً في القرآن مثل قوله تعالى: (( الذين يظنون أنهم ملاقوا ربهم وأنهم إليه راجعون )) . فقال: (( الذين يظنون أنهم ملاقوا ربهم )) وهم متيقنون أنهم ملاقوا الله، لكن الظن يستعمل بمعنى اليقين كثيراً في اللغة العربية، وهنا يقول عز وجل: (( ألا يظن أولئك أنهم مبعوثون )) ألا يتيقن هؤلاء أنهم مبعوثون أي مخرجون من قبورهم لله رب العالمين (( ليوم عظيم )) هذا اليوم عظيم ولا شك أنه عظيم كما قال تعالى: (( إن زلزلة الساعة شيء عظيم )). عظيم في طوله، في أهواله، فيما يحدث فيه، في كل معنى تحمله كلمة عظيم، لكن هذا العظيم هو على قوم عسير، وعلى قوم يسير، قال تعالى: (( على الكافرين غير يسير )). وقال تعالى: (( يقول الكافرون هذا يوم عسر )) . لكنه بالنسبة للمؤمنين ـ جعلني الله وإياكم منهم ـ يسير كأنما يؤدي به صلاة فريضة من سهولته عليه ويسره عليه، لاسيما إذا كان ممن استحق هذه الوقاية العظيمة، وكان من الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله، فهذا اليوم عظيم لكنه بالنسبة للناس يكون يسيراً ويكون عسيراً .