تفسير سورة الانشقاق: الكلام على البسملة وهل هي آية من الفاتحة حفظ
يقول الله عز وجل (( بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ )) (( إِذَا السَّمَآءُ انشَقَّتْ (( وقد تقدم الكلام على البسملة ، وبينا أن البسملة آية من كتاب الله مستقلة ليست من السورة التي قبلها ولا من السورة التي بعدها وإنما يؤتى بها في الابتداء ابتداء السور إلا سورة براءة، وليست آية من الفاتحة وإن كان الموجود في المصاحف أنها آية ولكن القول الراجح وهو مذهب الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله وعليه عامة أصحابه أنها ليست آية من الفاتحة وهو الذي دل عليه حديث أبي هريرة رضي الله عنه حيث قال النبي عليه الصلاة والسلام فيما يرويه عن الله: ( قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين: فإذا قال الحمد لله رب العالمين، قال: حمدني عبدي، وإذا قال الرحمن الرحيم قال: أثنى علي عبدي، وإذا قال مالك يوم الدين قال: مجدني عبدي، وإذا قال إياك نعبد وإياك نستعين قال: هذا بيني وبين عبدي نصفين وإذا قال اهدنا الصراط المستقيم قال:هذا لعبدي ولعبدي ما سأل ) ، فعلى هذا تكون الآية الأولى (( الحمد لله رب العالمين )) والثانية (( الرحمن الرحيم )) والثالثة (( مالك يوم الدين )) والرابعة (( إياك نعبد وإياك نستعين )) والخامسة (( اهدنا الصراط المستقيم )) والسادسة (( صراط الذين أنعمت عليهم )) والسابعة (( غير المغضوب عليهم ولا الضالين )) ، وهذا كما أنه الموافق لما دلت عليه السنة فهو الموافق أيضاً للسورة لفظاً ومعناً، أما لفظاً فالآيات الثلاث الأولى كلها في حق الله عز وجل، والآيات الثلاث الأخيرة كلها لحق الإنسان (( اهدنا الصراط المستقيم. صراط الذين أنعمت عليهم. غير المغضوب عليهم ولا الضالين )) كلها للإنسان، والآية الرابعة الوسطى فإن الله قسمها نصفين بين الله وبين العبد، هذا هو القول الراجح في الفاتحة أنها سبع آيات أولها الحمد لله رب العالمين .