تفسير قوله تعالى:"وأذنت لربها وحقت " حفظ
(( وأذنت لربها وحقت )) أذنت: بمعنى استمعت وأطاعت أمر ربها عز وجل أن تنشق فانشقت بينما هي كانت كما وصفها الله تعالى (( سبعاً شداداً )). قوية كما قال تعالى: (( والسماء بنيناها بأيد )). أي بقوة فهذه السماء القوية العظيمة تنشق يوم القيامة تتشقق تتفرج بإذن الله سبحانه وتعالى (( وأذنت لربها وحقت )) أي حق لها أن تأذن، أي تسمع وتطيع، لأن الذي أمرها من؟ أمرها الله ربها خالقها عز وجل، فتسمع وتطيع، كما أنها سمعت وأطاعت في ابتداء خلقها، ففي ابتداء خلقها قال الله تبارك وتعالى: (( ثم استوى إلى السماء وهي دخان فقال لها وللأرض ائتيا طوعاً أو كرهاً قالتا أتينا طائعين )). فتأمل أيها الآدمي البشر الضعيف كيف كانت هذه المخلوقات العظيمة تسمع وتطيع لله عز وجل، هذه الطاعة العظيمة في ابتداء الخلق وفي انتهاء الخلق. في ابتداء الخلق قال: (( ائتيا طوعاً أو كرهاً قالتا أتينا طائعين )) في انتهاء الخلق (( إذا السماء انشقت )) . (( وأذنت لربها وحقت )) حُق لها أن تأذن تسمع وتطيع. ثم أعاد قال: (( وأذنت لربها وحقت )) تأكيداً، تأكيداً لإيش؟ لاستماعها لربها وطاعتها لربها. (( وإذا الأرض مدت )) هذه الأرض التي نحن عليها الآن هي غير ممدودة، أولاً: أنها كرة مدورة، وإن كانت جوانبها الشمالية والجنوبية منفتحة قليلاً ـ أي ممتدة قليلاً ـ فهي مدورة الآن، ثم هي أيضاً معرجة فيها المرتفع جداً، وفيها المنخفض، فيها الأودية، فيها السهول، فيها الرمال، فهي غير مستوية لكن يوم القيامة