تفسير قوله تعالى:"وألقت ما فيها وتخلت " حفظ
. (( وألقت ما فيها وتخلت . وأذنت لربها وحقت )) (( ألقت ما فيها )) ما الذي فيها؟ فيها جثث بني آدم تلقيها يوم القيامة، تلقي هذه الجثث فيخرجون من قبورهم لله عز وجل، كما بدأهم أول خلق، أي كما خرجوا من بطون أمهاتهم يخرجون من بطون الأرض، وأنت خرجت من بطن أمك حافياً أو منتعلاً؟ أجيبوا حافياً، كاسياً أو عارياً؟ عارياً،نعم مختوناً أو أغرل؟ أغرل، إلا أن بعض الناس قد يخلق مختوناً لكن عامة الناس يخرجون من بطون أمهاتهم غرلاً كذلك تخرج من بطن الأرض يوم القيامة حافياً ليس عليك نعال، عارياً ليس عليك كساء، أغرل لست مختوناً، ولما حدّث النبي عليه الصلاة والسلام بذلك قالت عائشة: يا رسول الله: الرجال والنساء؟ قال:" الرجال والنساء "، ظاهرة عوراتهم؟ نعم، لكن الأمر أعظم من أن يهمهم ذلك، الأمر شديد، كل إنسان لاهٍ عن نفسه (( لكل امرىء منهم يومئذ شأن يغنيه )) . والإنسان إذا تصور الناس في ذلك الوقت إذا تصور مجرد تصور فإنه يرتعب ويخاف، وإذا كان عاقلاً مؤمناً عمل لهذا اليوم، ولهذا قال الله عز وجل (( وإذا الأرض مدت . وألقت ما فيها وتخلت . وأذنت لربها وحقت )) أذنت يعني استمعت وأطاعت لربها وحقت فبعد أن كانت مدورة فيها المرتفع والنازل صارت كأنها جلد ممتدة امتداداً واحداً.