تفسير سورة البروج: الكلام على البسملة , وبيان بطلان قول العامة أن سبب عدم ذكر البسملة في سورة التوبة أن الجن اختطفتها حفظ
(( بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ )) (( وَالسَّمَآءِ ذَاتِ الْبُرُوجِ * وَالْيَوْمِ الْمَوْعُودِ )) البسملة آية مستقلة في الكتاب العزيز ليست من السورة التي قبلها ولا من السورة التي بعدها نقرأها في أول كل سورة إلا سورة براءة، فإن الصحابة رضي الله عنهم لم يكتبوها في هذه السورة فبقيت بدون بسملة، وما اشتهر عند العوام من أن الجن اختطفوا بسملة سورة البراءة فهذا لا شك أنه باطل لأن الله يقول:(( إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون ))، لا يمكن أن يسلط عليه الشياطين أو الجن حتى يعتقدون لأن الله تعالى حماه حين نزوله وحماه بعد نزوله، أما ما ذكر عن بعض العلماء أنها لم يذكر فيها البسملة لأنها نزلت بالسيف، وفيها الأمر بقتال المشركين، فهذا أيضاً غير صحيح لأن البسملة بركة، وفي هذه الأدلة من أعظم ما يطلب فيها البركة، على كل حال هي آية مستقلة في أول كل سورة إلا سورة براءة، وليست من الفاتحة على القول الراجح، والذي دل عليه الحديث القدسي وهو قوله تبارك وتعالى فيما رواه عنه نبيه صلى الله عليه و على آله وسلم، أنه قال:: ( قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين، فإذا قال الحمد لله قال: حمدني عبدي، ... ) الخ الحديث، وهذا يدل على أن البسملة ليست من الفاتحة، وكذلك أول ما نزل على الرسول صلى الله عليه وآله وسلم أقرأه إياها جبريل ولم يكن فيها بسم الله الرحمن الرحيم فدل هذا على أنها ليست من الفاتحة من السورة.