تفسير قوله تعالى:" والسماء ذات البروج " وبيان أنه لا يجوز الحلف بمخلوق حفظ
قوله تعالى: (( والسماء ذات البروج )): الواو هذه حرف قسم يعني يقسم تعالى بالسماء، (( ذات البروج )): أي صاحبة البروج، والبروج هي: جمع برج، وهو المجموعة العظيمة من النجوم وسميت بروجاً لعلوها وارتفاعها وظهورها وبيانها، والبروج عند الفلكيين اثنا عشر برجاً جمعت في قول الناظم: حملٌ فثور فجوزاء فسرطان *** فأســــــــدٌ سنبــلــة ميـــــزان، فعقــربٌ قــوسٌ فجـــــــــدي *** وكـذا دلو وذي آخرها الحيتان هذه اثنا عشر برجاً، ثلاثة منها للربيع، وثلاثة للصيف، وثلاثة للخريف، وثلاثة للشتاء، فيقسم الله تعالى بذات البروج، بالسماء ذات البروج وله تعالى أن يقسم بما شاء من خلقه، أما نحن فلا نقسم إلا بالله: بأسمائه وصفاته، ولا نقسم بشيء من المخلوقات لقول النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ( من كان حالفاً فليحلف بالله أو ليصمت )، ولقوله: ( من حلف بغير الله فقد كفر أو أشرك )، (( والسماء ذات البروج )): إذن ذات البروج : أي صاحبة البروج، وهو المجموعة العظيمة من النجوم،وفي السماء اثنا عشر برجاً.