تفسير قوله تعالى:" ذو العرش المجيد " وذكر القراءات في المجيد وتوجيهها حفظ
(( ذو العرش المجيد. فعال لما يريد )) (( ذو العرش )) أي صاحب العرش، والعرش هو الذي استوى عليه الله عز وجل، وهو أعظم المخلوقات وأكبرها وأوسعها، وقد جاء في الأثر أن السماوات السبع والأرضين السبع بالنسبة إلى الكرسي كحلقة ألقيت في فلاة من الأرض، حلقة الدرع صغيرة ألقيت في فلاة من الأرض ليست بشيء بالنسبة لها، ( وإن فضل العرش على الكرسي كفضل الفلاة على هذه الحلقة )، إذن الكرسي لا أحد يقدر سعته، وإذا كنا نشاهد من المخلوقات المشهودة الآن التباين العظيم في أحجامها. أطلعني رجل على صورة الشمس، مصورة، وصورة الأرض، فوجدت أن الأرض بالنسبة لهذه الشمس كنقطة غير كبيرة في صحن واسع كبير، وأنها لا تنسب إلى الشمس إطلاقا، فإذا كان هذا في الأشياء المشهودة التي تدرك بالتلسكوب وغيره فما بالك بالأشياء الغائبة عنا لأن ما غاب عنا أعظم مما نشاهد قال الله تعالى: (( وما أوتيتم من العلم إلا قليلاً )). فالحاصل أن العرش هذا الذي هو سقف المخلوقات كلها، عرش عظيم استوى عليه الرحمن ـ جل وعلا ـ كما قال تعالى: (( الرحمن على العرش استوى )). وقوله: (( ذو العرش المجيد )): هذه فيها قراءتان (( المجيدِ )) و(( المجيدُ )) فعلى القراءة الأولى تكون وصفاً للعرش، وعلى الثانية تكون وصفًّا للرب عز وجل، وكلاهما صحيح فالعرش مجيد، وكذلك الرب عز وجل مجيد، ونحن نقول في التشهد إنك حميد مجيد.