تفسير سورة الطارق: قال الله تعالى:" والسماء والطارق " والجواب عن شبهة: كيف يقسم الله بمخلوق وقد نهانا الله عن ذلك؟ حفظ
يقول الله سبحانه وتعالى (( وَالسَّمَآءِ وَالطَّارِقِ . وَمَآ أَدْرَاكَ مَا الطَّارِقُ . النَّجْمُ الثَّاقِبُ )) وهنا كما ترون فيه قسم وقد يشكل على بعض الناس كيف يقسم الله سبحانه وتعالى بالمخلوقات مع أن القسم بالمخلوقات شرك لقول النبي صلى الله عليه وسلّم: ( من حلف بغير الله فقد كفر أو أشرك )، وقال عليه الصلاة والسلام: ( من كان حالفاً فليحلف بالله أو ليصمت ). فلا يجوز الحلف بغير الله لا بالأنبياء، ولا بالملائكة، ولا بالكعبة، ولا بالوطن، ولا بأي شيء من المخلوقات؟ والجواب على هذا الإشكال أن نقول: إن الله سبحانه وتعالى له أن يقسم بما شاء من خلقه، وإقسامه بما يقسم به من خلقه يدل على عظمة الله عز وجل، لأن عِظم المخلوق يدل على عِظم الخالق، وقد أقسم الله تعالى بأشياء كثيرة من خلقه، ومن أحسن ما رأيته تكلم على هذا الموضوع ابن القيم رحمه الله في كتابه " التبيان في أقسام القرآن " وهو كتاب جيد ينفع طالب العلم كثيراً، فهنا يقسم الله تعالى بالسماء، والسماء هو كل ما علاك، فكل ما علاك فهو سماء، حتى السحاب الذي ينزل منه المطر يسمى سماءً، كما قال الله تعالى: (( أنزل من السماء ماء فسالت أودية بقدرها )). وإذا كان يطلق على كل ما علاك فإنه يشمل ما بين السماء والأرض ويشمل السماوات كلها لأنها كلها قد علتك وهي فوقك.