تفسير قوله تعالى:" هل أتاك حديث الغاشية " حفظ
يقول الله تعالى (( هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَشِيَةِ )) والخطاب إما للنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم وإما لمن يصح خطابه وهذا يأتي في القرآن كثيراً يوجه الله الخطاب ويكون للنبي صلى الله عليه وآله وسلم أو لكل من يتأتى خطابه ويصح خطابه إلا أنه أحياناً يتعين أن يكون للرسول عليه الصلاة والسلام مثل (( ألم نشرح لك صدرك )) (( ألم نشرح لك صدرك )) ، هذا لا يمكن أن يكون إلا للرسول عليه الصلاة والسلام (( يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك )) هذا لا يمكن أن يكون إلا للرسول صلى الله عليه وآله وسلم وأحياناً يترجح العموم مثل (( يا أيها النبي إذا طلقتم النساء )) فهذا أول خطاب للنبي عليه الصلاة والسلام وآخره ( إذا طلقتم) عام . فقوله (( هل أتاك حديث الغاشية )) يجوز أن يكون الخطاب موجه للرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم وحده وأمته تبعاً له، ويجوز أن يكون عاماً لكل من يتأتى خطابه، والاستفهام هنا للتشويق فهو كقوله تعالى: (( يا أيها الذين آمنوا هل أدلكم على تجارة تنجيكم من عذاب أليم )). ويجوز أن يكون للتعظيم لعظم هذا الحديث عن الغاشية. (( حديث الغاشية )) أي نبأها، و(( الغاشية )) هي الداهية العظيمة التي تغشى الناس، وهي يوم القيامة التي تحدث الله عنها في القرآن كثيراً، ووصفها بأوصاف عظيمة مثل قوله تعالى: (( يا أيها الناس اتقوا ربكم إن زلزلة الساعة شيء عظيم. يوم ترونها تذهل كل مرضعة عما أرضعت وتضع كل ذات حمل حملها وترى الناس سكارى وما هم بسكارى ولكن عذاب الله شديد )). ثم قسم الله سبحانه وتعالى الناس في هذا اليوم إلى قسمين